الذهب يواصل صعوده التاريخي ويبلغ 4017 دولاراً للأونصة

 واصلت أسعار الذهب مكاسبها للأسبوع الثامن على التوالي، لتغلق تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى قياسي جديد بلغ 4017 دولاراً للأونصة، مدعومة بأزمة الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة وتجدد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، ما عزز الإقبال على الأصول الآمنة في الأسواق العالمية.

وقال تقرير صادر عن شركة “دار السبائك” الكويتية اليوم الأحد، إن العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر ارتفعت بنسبة 0.7% بما يعادل نحو 29 دولاراً، محققة مكاسب أسبوعية بنسبة 2.5%. وأوضح التقرير أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تجددت بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي هدد فيها بفرض رسوم جمركية إضافية على الصين متهماً إياها بتقييد صادرات المعادن النادرة.

وأضاف التقرير أن هذا التصعيد أعاد المخاوف من تباطؤ التجارة العالمية، وسط استمرار أزمة الإغلاق الحكومي الأمريكي لليوم العاشر على التوالي، ما دفع المستثمرين للتحوط بالذهب كملاذ آمن. وذكر أن مؤشرات تباطؤ الاقتصاد الأمريكي بدأت بالظهور، حيث أظهرت بيانات جامعة ميشيغان استقرار ثقة المستهلك، بينما يترقب المستثمرون صدور تقرير مؤشر أسعار المستهلك في 24 أكتوبر الجاري، الذي سيؤثر على قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن خفض الفائدة المتوقع بنحو 25 نقطة أساس في اجتماعه نهاية الشهر.

وأشار التقرير إلى انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4%، ما وفر دعماً إضافياً للمعدن النفيس، مبيناً أن هذه التطورات تزامنت مع تزايد التوترات الجيوسياسية في فرنسا واليابان والشرق الأوسط، ما زاد الطلب على الذهب كأداة للتحوط. وكشف التقرير أن صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب سجلت تدفقات قياسية بلغت نحو 228 طناً في الربع الثالث بقيمة تقارب 26 مليار دولار، ما يعكس ثقة المستثمرين في استمرار الزخم الصاعد.

وأضاف التقرير أن مجلس الذهب العالمي أشار إلى ارتفاع الاستثمار في الذهب بنسبة 52% منذ بداية العام، في حين قفزت أسعار الفضة بأكثر من 70% لتتجاوز مستوى 50 دولاراً للأونصة. وأكد أن بنك “غولدمان ساكس” الأمريكي رفع توقعاته لسعر الذهب لعام 2026 من 4300 إلى 4900 دولار للأونصة، مدفوعاً بعمليات الشراء المكثفة من البنوك المركزية وضعف الثقة بالدولار الأمريكي، مؤكداً أن الاتجاه الصعودي لا يزال قائماً على المدى المتوسط.

وبين التقرير أن العوامل الأساسية الداعمة للذهب ما زالت قوية رغم احتمالات التراجع الفني المؤقت، موضحاً أن استمرار التضخم، وارتفاع الديون الحكومية، وتراجع ثقة الأسواق بالسياسات النقدية العالمية كلها عوامل تجعل الذهب الخيار المفضل للتحوط ضد المخاطر.

وعن السوق المحلي، أفاد التقرير بأن هذه التطورات انعكست على السوق الكويتي، حيث بلغ غرام الذهب عيار 24 نحو 39.94 ديناراً (نحو 121 دولاراً)، وعيار 22 نحو 36.6 ديناراً (نحو 111 دولاراً)، فيما سجل كيلو الفضة نحو 560 ديناراً (نحو 1836 دولاراً).