'ريكونسنس' ناقش الشراكة الستراتيجية بين اليابان ودول 'الخليجي'
• استضاف البروفيسور شينودا في محاضرة استقطبت أكثر من 60 شخصية مرموقة
• الاتجاهات الديموغرافية تجعل دول الخليج شريكاً مثالياً للخبرات اليابانية
• التحولات الجيوسياسية الإقليمية تتطلب تعميق الحوار لحماية الاستقرار
استضاف مركز ريكونسنس للبحوث، بالتعاون مع سفارة اليابان في الكويت، البروفيسور كونيهيكو شينودا من “المعهد الوطني للدراسات السياسية” (GRIPS) في طوكيو، لإلقاء محاضرة خاصة بعنوان “الدبلوماسية الاقتصادية للرئيس ترامب وتأثيرها على منطقة المحيطين الهندي والهادي”؛استقطبت أكثر من 60 شخصية مرموقة من أكاديميين وباحثين في السياسات وطلبة دكتوراه ورجال أعمال ودبلوماسيين.
وأكد البروفيسور شينودا – الذي جاء خصيصاً من طوكيو للمشاركة في هذا الحدث – أن العلاقات بين اليابان ومجلس التعاون الخليجي وصلت إلى مرحلة محورية، مشيرًا إلى المفاوضات الجارية بشأن “اتفاقية الشراكة الاقتصادية اليابانية -الخليجية” باعتبارها إطاراً قد يعيد تعريف التعاون الاقتصادي ليتجاوز مجال الطاقة، ويفتح آفاقًا في التكنولوجيا، وأمن المياه، والتحول نحو الطاقة النظيفة.
وتناول قلق الولايات المتحدة بشأن الممارسات التجارية غير العادلة، وحدود آليات تسوية النزاعات في منظمة التجارة العالمية، والتحولات في سياسات إدارة ترامب تجاه الطاقة والبيئة.
وبالحديث عن الكويت، أشاد البروفيسور بدورها باعتبارها “شريكاً موثوقاً ومستقراً في مجال الطاقة”، ورأى أن هناك فرصاً لتعزيز التعاون مع اليابان في الطاقة النظيفة، وتحديث البنية التحتية، وتنمية الصناعات القائمة على المعرفة.
وأشار إلى أن الاتجاهات الديموغرافية في دول الخليج، ومنها النمو السريع في أعداد الشباب، تجعلها شريكا مثاليا للخبرات اليابانية في مجالات الابتكار وتوليد فرص العمل والبنية التحتية المتقدمة.
وأضاف أن العلاقات التاريخية الإيجابية بين اليابان ودول الخليج تمثل أصلًا ستراتيجيا، داعياً الجانبين إلى استغلال هذه المرحلة لمواءمة الرؤى بعيدة المدى، خصوصا في مجالات الهيدروجين الأخضر، وتحلية المياه، والمشروعات الصناعية عالية التقنية. لكنه حذر أيضا من أن التحولات الجيوسياسية الإقليمية، بدءًا من توتر العلاقات الإيرانية – الإسرائيلية وصولا إلى تطورات أسواق الطاقة، ستتطلب من اليابان ودول الخليج تعميق الحوار الستراتيجي لحماية الاستقرار وتوسيع التعاون الاقتصادي.
وقال: إن دول الشرق الأوسط تعمل ليس فقط على تعظيم قيمة أصولها النفطية والغازية القائمة، بل أيضا على الانتقال نحو نماذج نمو لا تعتمد على النفط.
وبالنسبة لليابان، أكد أن من المهم الحفاظ على العلاقات مع هذه الدول وتعزيزها كشركاء موثوقين في إمدادات النفط والغاز، وفي الوقت نفسه تعزيز التعاون في مجال إزالة الكربون والتحول في قطاع الطاقة، كما أن من الضروري المضي قُدُماً في أعمال جديدة تعالج قضايا اجتماعية مثل البيئة والرعاية الصحية، إذ يأتي التعاون الثنائي بين اليابان والكويت في صميم هذا التوجه.
من جانبه، قال سفير اليابان لدى دولة الكويت موكاي كينيتشيرو إن البروفيسور شينودا يُعَدّ من أبرز الخبراء في الشؤون الاقتصادية الآسيوية والتكامل الاقتصادي الإقليمي والتعاون في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، كما كان له دور فاعل في المفاوضات متعددة الأطراف ووضع ستراتيجيات اتفاقيات التجارة الحرة، بما في ذلك اتفاقية “الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة” (RCEP) بين 15 دولة آسيوية، من ضمنها اليابان.
وأضاف إن الموضوع يأتي في توقيت بالغ الأهمية، ويقدّم رؤية ضرورية لاستكشاف كيفية تطور البنية الاقتصادية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ وسط بيئة جيوسياسية معقدة، معربا عن أمله في أن تشكل هذه الندوة فرصة قيمة لنا جميعا لاكتساب رؤى جديدة حول هذه التحولات.
من ناحيته قال المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز ريكونسنس للبحوث عبد العزيز محمد العنجري إن المركز التزم منذ تأسيسه عام 2019، بأن يكون منصة يجتمع فيها أهل الخبرة والكفاءة لتبادل الرؤى مع المهنيين الباحثين عن المعرفة.
وأضاف: في وقت سابق من هذا العام، حظيت بزيارة طوكيو ولقاء أكثر من تسعة مراكز فكرية يابانية وأكاديميين بارزين ودبلوماسيين حاليين وسابقين، لاستكشاف سبل تعزيز التواصل المباشر بين شعبي الكويت واليابان،واستضافة البروفيسور شينودا تمثل تجسيدًا لهذه الرسالة، وتمهّد الطريق أمام المزيد من الباحثين الكويتيين لزيارة اليابان، ومزيد من الأصوات اليابانية للمساهمة في إثراء الساحة الفكرية في الكويت.
الكويت الان ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.