هل تصبح الكويت مركزاً إقليمياً للمصارف الإسلامية ؟
خبراء أكدوا لـ”السياسة”زيادة منظومتها بعد الموافقة على إجراءات اندماج “وربة” و”الخليج”
محمد رمضان: تحول بنك الخليج يوسع من قاعدة البنوك الإسلامية
فيصل الحربي: زيادة التحول تلبي الاحتياجات المتزايدة للسوق
عذبي الطحنون: أفضل بقاء البنوك التقليدية كخيار لفئة من العملاء
ناجح بلال
لعل إصدار مجلس إدارة بنك الكويت المركزي أول من أمس قراره بالموافقة المبدئية على تحول بنك الخليج الى بنك متوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية خطوة مهمة لزيادة مساحة الرقعة المصرفية الاسلامية في السوق المحلي، فهل تصبح الكويت مركزا اقليميا للمصارف الاسلامية ؟ وهل بدأ قطاع المصارف الاسلامية بالفعل في عملية سحب البساط من تحت اقدام نظيره “التقليدي” ؟.
هذه الاسئلة التى تدور في اذهان رجال المال والاعمال بل ورجل الشارع الكويتي طرحتها”السياسة”على عدد من خبراء الاقتصاد والمصارف والذين تباينت آراؤهم فمنهم من أكد أن هناك دوافع كثيرة تقف وراء هذا التحول اهمها زيادة احتياجات السوق للمنتجات الاسلامية، فضلا عن الملاءة المالية للبنوك الاسلامية، بالاضافة الى وجود قطاع كبير من المواطنين يرفضون التعامل مع البنوك التقليدية، ومنهم من يرى ان الخطوة الجديدة ستدفع لمزيد من المنافسة بين الجانبين وخلق ادوات ومنتجات مصرفية جديدة تصب جميعها في مصلحة عملاء المصارف بنوعيها الاسلامية والتقليدية، واليكم التفاصيل:
خطوة مهمة للمنافسة
بداية يرى الخبير الاقتصادي محمد رمضان أن موافقة البنك المركزي على تحول بنك الخليج لبنك يتعامل وفق احكام الشريعة الاسلامية ليس معناه أن البنوك الاسلامية سحبت البساط من تحت اعتاب البنوك التقليدية،موضحا أن التنافس يكون بين البنوك الاسلامية والاسلامية على تقديم أفضل المعاملات للعملاء، كما أن التنافس يكون بين البنوك التقليدية والتقليدية ولكن عندما نقارن بين تقليدي وإسلامي فهذا يصب في مصلحة البنوك الاسلامية ويوسع من حجم منافسة البنوك الاسلامية، وفي الوقت ذاته تقل المنافسة بين البنوك التقليدية على اعتبار خروج أحدها وتحوله بنك إسلامي. وأوضح رمضان أن البنك الوحيد في الكويت حاليا الذي يجمع بين التعاملات التقليدية والاسلامية هو البنك الوطني موضحا أن تحول البنوك الى اسلامية بقي كخيارات متنوعة للعملاء.
محمد رمضان
الشفافية والمخاطر
من جانبه يرى الناشط الاقتصادي والاعلامي فيصل دحام الحربي أن موافقة البنك المركزي على تحول بنك الخليج لبنك يتعامل مع الشريعة الاسلامية يؤكد دون مجال للشك مدى ثقة العملاء في البنوك الاسلامية التي بدأت تسحب البساط من تحت البنوك التقليدية حيث شهدت السنوات الأخيرة في الكويت اتجاه الكثير من المواطنين والتجار بسحب ودائعهم من البنوك التقليدية والتوجه مباشرة نحو البنوك الاسلامية.
فيصل الحربي
واوضح أن هذا الامر أحد الاسباب الرئيسية لسعي بعض البنوك التقليدية للتحول لبنوك تعمل وفق الشريعة الاسلامية، مشيرا الى أن العملاء سواء من المواطنين أو التجار عندما لاحظوا الثقة التامة في البنوك الاسلامية ومدى سمعتها في الاسواق الدولية فضلا عن تمتعها بالشفافية في التعامل جعل الكثير يفكر بالاتجاه نحو البنوك الاسلامية نظرا لقلة المخاطرة مقارنة بالبنوك التقليدية.
واضاف الحربي أن هناك فريقين من العملاء يفضلون التعامل مع البنوك الاسلامية: أولهما فئة لا تريد أي شبهة في أموالها لاسيما في فوائد القروض ولذا فضلت التعامل مع البنوك الاسلامية، مشيرا إلى أن الفئة الثانية لايهمها الجانب الديني بقدر مايهمها في المقام الاول تمتع البنوك الاسلامية بالربحية وارتفاع المؤشرات مستشهدا على ذلك بنجاح البنوك الاسلامية بقيادة بيت التمويل الكويتي الذي كان يوما ما نواة للبنوك الاسلامية في الكويت.
قراءة للسوق
وعلى صعيد متصل يرى الخبير الاقتصادي والمحامي عذبي الطحنون أن البنوك التقليدية عندما قرأت السوق جيدا وأدركت مدى تعامل الكثير من العملاء مع البنوك الاسلامية أرادت التحول الى مصارف تتعامل بالشريعة الاسلامية لتلبي متطلبات السوق، مشيرا في الوقت ذاته إلى أهمية المحافظة على دور البنوك التقليدية بجانب نظيرتها الاسلامية والعميل له حرية الخيار لاسيما وأن هناك فتاوى دينية أباحت التعامل مع البنوك التقليدية على اعتبار أنها مؤسسات وليس تعاملات مع افراد.
عذبي الطحنون
من جانبه أكد خبير مصرفي فضل عدم ذكر اسمه أن موافقة البنك المركزي مؤخرا لتحول معاملات بنك الخليج لبنك إسلامي خطوة توضح قوة البنوك الاسلامية في الكويت فضلا عن أن البنوك الاسلامية حققت ارباحا مميزة خلال السنوات الاخيرة، حيث تشير التقديرات إلى أن البنوك الإسلامية نمت في الكويت بصورة هائلة مقارنة بنظيرتها التقليدية، لاسيما وأن تلك البنوك لم تنجح محليا فقط بل امتد نشاطها خارجيا مستشهدا على ذلك ببيت التمويل الذي له أفرع في الدول الخليجية والاسواق الاقليمية كماليزيا وتركيا ومصر.
ولفت الى أن البنوك الاسلامية ترحب بالدمج مع التقليدية في حال موافقة البنك المركزي السماح للبنك التقليدي بالتحول لإسلامي حيث إن للدمج فوائد عديدة منها تمكن البنك الاسلامي من التوسع محليا وخارجيا في ظل تنامي الطلب على المعاملات الاسلامية مستشهدا على ذلك بأن دمج بنك الاهلي المتحد في البحرين مع بيت التمويل الكويتي ساهم في توسع بيت التمويل خارجيا بصورة أعظم فضلا عن زيادة ودائعه وأصوله.
وأوضح أن بيانات مؤسسات دولية مالية بينت أن الكويت سجلت منذ عدة أشهر ثاني أعلى حصة سوقية للصيرفة الإسلامية وسبقتها فقط السعودية على مستوى الأسواق المالية الإسلامية بشكل عام، كما تتفوق حصتها السوقية الكويت الاسلامية على أسواق مثل الإمارات والبحرين وتركيا والأردن وقطر.
الكويت الان ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.