ضربات-أميركا-على-إيران-تغرق-الأسواق-في-الضباب.-هروب-متوقع-للملاذات-الآمنة

ضربات أميركا على إيران تغرق الأسواق في الضباب.. هروب متوقع للملاذات الآمنة

أطلق الهجوم الأميركي على المواقع النووية الإيرانية المزيد من الضباب في الأسواق العالمية التي ينتظر أن تفتتح غدا على هروب جماعي من المستثمرين نحو أصول الملاذات الآمنة.

ويتوقع أن يتمثل رد الفعل الفوري بالأسواق العالمية عند إعادة فتحها، في ارتفاع أسعار النفط واندفاع المستثمرين إلى أصول الملاذ الآمن بينما يقيمون تداعيات أحدث تصعيد في الصراع على الاقتصاد العالمي.

أهم الاستنتاجات:

• تأثير فوري على الأسواق: الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية يُتوقع أن يؤدي إلى صعود أسعار النفط وتراجع الأسهم مؤقتًا، مع توجّه المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن كالذهب والدولار.

• قلق من التضخم: ارتفاع أسعار النفط قد يعزز التضخم، مما يضعف فرص خفض أسعار الفائدة الأميركية ويزيد الضغط على الاقتصاد العالمي، خصوصًا مع استبعاد سيناريوهات تهدئة سريعة.

• غموض وتذبذب مرتقب: الأسواق تترقب الرد الإيراني، وسط حالة من عدم اليقين قد تطيل أمد التذبذب، لكن تجارب سابقة تشير إلى أن الأثر السلبي على الأسهم قد يكون مؤقتًا.

الهجوم الأميركي على إيران

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الهجوم عبر منصة تروث سوشيال للتواصل الاجتماعي، وتزيد الضربات من تورط الولايات المتحدة في صراع الشرق الأوسط. وكان التدخل الأمريكي احتمالا وضعه المستثمرون في الحسبان عند تقييم مجموعة من السيناريوهات المختلفة المحتملة في الأسواق.

وفي أعقاب الإعلان عن الهجوم مباشرة، توقع المستثمرون أن يحفز التدخل الأميركي عمليات بيع في الأسهم وربما إقبالا على الدولار وأصول الملاذ الآمن الأخرى عند بدء التداول، لكنهم قالوا أيضا إن مسار الصراع لا يزال يكتنفه الكثير من الغموض.

ووصف ترامب الهجوم بأنه “نجاح عسكري مذهل” في كلمة بثها التلفزيون، وقال إن “المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية لتخصيب اليورانيوم دُمرت بشكل كامل وكلي”، محذرا من قصف الجيش الأميركي لأهداف أخرى في إيران إذا لم توافق على السلام.

وقال مارك سبيندل كبير مسؤولي الاستثمار في شركة بوتوماك ريفر كابيتال “أعتقد أن الأسواق ستشعر بالقلق في البداية، وأن النفط سيبدأ التداول على ارتفاع”.

وأضاف سبيندل “ليس لدينا أي تقييم للأضرار وسيستغرق ذلك بعض الوقت. على الرغم من أنه قال إن الأمر ’انتهى‘، فإننا مرتبطون به. ما الذي سيحدث بعد ذلك؟”.

ويعتقد سيبندل أن “حالة عدم اليقين ستخيم على الأسواق حيث سيتأثر الأمريكيون في كل مكان الآن. سيزيد ذلك الضبابية والتقلبات، لا سيما في قطاع النفط”.

ومع ذلك، قال سبيندل إن هناك وقتا لاستيعاب التطورات قبل فتح الأسواق، مضيفا أنه يقوم بترتيبات للتحدث مع المشاركين الآخرين في الأسواق.

أسعار النفط والتضخم

سيتمحور القلق الرئيسي للأسواق حول التأثير المحتمل لتطورات الشرق الأوسط على أسعار النفط وبالتالي على التضخم. وقد يضعف ارتفاع التضخم ثقة المستهلكين ويقلل فرصة خفض أسعار الفائدة على المدى القريب.

وقال جاك أبلين كبير مسؤولي الاستثمار لدى كريسيت كابيتال “يضيف هذا الأمر مستوى جديدا معقدا من المخاطر التي سيتعين علينا أخذها في الاعتبار والانتباه إليها… سيكون لهذا الأمر بالتأكيد تأثير على أسعار الطاقة وربما على التضخم أيضا”.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بما يصل إلى 18% منذ 10 يونيو لتبلغ أعلى مستوى لها في 5 أشهر تقريبا عند 79.04 دولار يوم الخميس، إلا أن المؤشر ستاندرد آند بورز 500 لم يشهد تغيرا يذكر بعد انخفاضه في بداية الهجمات الإسرائيلية على إيران في 13 يونيو حزيران.

قبل الهجوم الأميركي على إيران، وضع محللون في أوكسفورد إيكونوميكس ثلاثة سيناريوهات تتراوح بين خفض التصعيد في الصراع، والتعليق الكامل للإنتاج الإيراني، وإغلاق مضيق هرمز، وقالت المؤسسة في مذكرة إن “لكل منها تأثيرات كبيرة متزايدة على أسعار النفط العالمية”.

وأضافت أنه في أسوأ الحالات، ستقفز أسعار النفط العالمية إلى نحو 130 دولارا للبرميل لتدفع التضخم في الولايات المتحدة إلى ما يقرب من 6% بحلول نهاية هذا العام.

وقالت أوكسفورد إيكونوميكس في المذكرة التي صدرت قبل الضربات الأمريكية “على الرغم من أن صدمة الأسعار ستؤدي حتما إلى إضعاف الإنفاق الاستهلاكي بسبب تضرر الدخل الحقيقي، فإن أي فرصة لخفض أسعار الفائدة الأمريكية هذا العام ستتدمر بسبب مدى زيادة التضخم والمخاوف من تداعيات لاحقة من التضخم”.

وفي تعليقاته بعد إعلان التدخل الأميركي، رجح جيمي كوكس الشريك الإداري في مجموعة هاريس المالية أيضا صعود أسعار النفط بسبب الأنباء الأولية. لكن كوكس يتوقع استقرار الأسعار على الأرجح في غضون أيام قليلة لأن الهجمات قد تدفع إيران إلى إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل والولايات المتحدة.

وقال كوكس “مع هذا الاستعراض للقوة والإبادة الكاملة لقدراتها النووية، فقدوا كل نفوذهم ومن المحتمل أن يستسلموا ويوافقوا على اتفاق للسلام”.

ويحذر الاقتصاديون من أن ارتفاعا كبيرا في أسعار النفط قد يضر بالاقتصاد العالمي الذي يعاني بالفعل من ضغوط بسبب رسوم ترامب الجمركية.

ومع ذلك، يشير التاريخ إلى أن أي تراجع في الأسهم قد يكون عابرا. فخلال الأحداث البارزة السابقة التي أدت إلى أوضاع ملتهبة في الشرق الأوسط، مثل غزو العراق عام 2003 والهجمات على منشآت النفط السعودية في عام 2019، تراجعت الأسهم في البداية لكنها سرعان ما تعافت لترتفع في الأشهر التالية.

وأظهرت بيانات ويدبوش سيكوريتيز وكاب آي.كيو برو أن المؤشر ستاندرد اند بورز 500 تراجع في المتوسط 0.3 % في الأسابيع الثلاثة التي أعقبت بدء صراع، لكنه عاود الصعود 2.3 % في المتوسط بعد شهرين من اندلاع الصراع.

محنة الدولار

يمكن أن يكون للتصعيد في الصراع آثار متباينة على الدولار، الذي تراجع هذا العام وسط مخاوف من تضاؤل التفوق الأميركي.

وقال محللون إن انخراط الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب الإيرانية الإسرائيلية قد يفيد الدولار في البداية بفضل الطلب على الملاذ الآمن.

وقال ستيف سوسنيك كبير محللي السوق في آي.بي.كيه.آر في جرينتش بولاية كونيتيكت “هل نشهد توجها نحو الملاذ الآمن؟ هذا سيعني انخفاض عوائد السندات وارتفاع الدولار”.

وأضاف “من الصعب تصور عدم تأثر الأسهم سلبا، والسؤال هو إلى أي مدى؟ سيعتمد الأمر على رد الفعل الإيراني وما إذا كانت أسعار النفط سترتفع”.

الكويت الان ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *