المليونيرات لم يعودوا أثرياء… 1000 شخص ينضمون يومياً إلى القائمة في أميركا

دعك من القبعات العالية والنظارات الأحادية، فالمليونيرات يبدون الآن وكأنهم من الطبقة المتوسطة حيث ارتفع عدد المليونيرات “العاديين” – أي من تتراوح ثرواتهم بين مليون و5 ملايين دولار إلى مستوى غير مسبوق. لكن الكثير منهم لا يشعرون بالضرورة بالثراء.

العام الماضي، وصل عدد المليونيرات العاديين إلى ما يقرب من 52 مليون شخص، وفقاً لتقرير حديث صادر عن بنك UBS. وهذا يمثل 4 أضعاف العدد في عام 2000.

وحتى مع احتساب التضخم، سيبلغ عدد أصحاب الملايين “العاديين” في عام 2024 ضعفين ونصف ضعف ما كان عليه في عام 2000. لا يُفصّل مدير الثروات عدد هؤلاء الأشخاص الذين يعيشون في الولايات المتحدة. لكن أميركا تضم، وبفارق كبير، عدداً من المليونيرات يفوق أي دولة أخرى في العالم، بحسب ما ذكره موقع “أكسيوس”.

في الولايات المتحدة الأميركية وحدها، تم تسجيل مليونيرات جدد بمعدل 1000 مليونير يومياً في العام الماضي. ويوجد ما يقرب من 24 مليون مليونير في الولايات المتحدة، أي ما يعادل 40% من إجمالي المليونيرات في العالم، ويزيد عددهم بنحو 4 أضعاف عن الصين، التي تحتل المرتبة الثانية.

من جانبه، قال كبير الاقتصاديين في إدارة الثروات العالمية في بنك “يو بي إس”، بول دونوفان: “لم يعد المليونيرات مجرد شخصيات كرتونية، بل أصبحوا يشملون شريحة كبيرة جداً من السكان”.

يُعزى هذا النمو في الولايات المتحدة إلى أسعار المنازل، التي ارتفعت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، والشيخوخة السكانية المتسارعة.

كما يتزايد عدد جيل طفرة المواليد الذين يمتلكون منازل خالية من الرهن العقاري، بعد أن ارتفعت قيمتها. وتبلغ نسبة الأميركيين الذين يمتلكون منازلهم دون رهن عقاري مستوى قياسياً يبلغ 40%، وقد بلغ أكثر من نصفهم سن التقاعد.

واستفادت هذه الفئة بشكل كبير من السياسات الضريبية الفيدرالية، مثل خصم فوائد الرهن العقاري، والقدرة على إيداع الأموال في خطط تقاعدية معفاة من الضرائب.

وللمقارنة فقد عاش 36.8 مليون أميركي في فقر عام 2023، وفقاً لبيانات التعداد السكاني. ويُعتبر 3.5 مليار شخص حول العالم فقراء، وهو رقمٌ مذهل.

الأغرب أن الكثير من المليونيرات لم يدركوا حقيقة تصنيفهم بين أصحاب الثروات. وقال بعض هؤلاء الأشخاص في استطلاع لـ “أكسيوس” إنهم بالكاد يتدبرون أمورهم. إنهم فقراء، يعيشون في منازل باهظة الثمن، ولا يتبقى لهم سوى القليل بعد سداد الرهن العقاري.

تقول أليشا أرد، وهي أم لأربعة أطفال، وتعيش في مقاطعة فينتورا، كاليفورنيا، حيث يتجاوز متوسط سعر المنزل الآن 800 ألف دولار: “لا نسافر في عطلات باهظة الثمن أبداً. أقود سيارة هوندا أوديسي موديل 2016، قطعت بها 175 ألف ميل”.

تدفع أرد وزوجها قرضاً عقارياً بقيمة مليون دولار على منزل قيمته مليونا دولار. وتقول: “أعلم أننا من أصحاب الملايين من حيث قيمة منزلنا، لكن هذا لا يُساعدنا في تغطية نفقاتنا الشهرية”.

من جانبه، قال جلين تشابلوسكي، الذي يعيش مع زوجته وطفله البالغ من العمر 4 سنوات في منزل في دنفر ويعمل في قطاع التأمين: “لقد دهشت عندما اكتشفت أنني في الواقع واحد من هؤلاء الأشخاص” و التزم بميزانية محدودة وأعيش حياة كريمة.