أحمد الجارالله: عشنا لخبطة برلمانية كممت الأفواه… والإعلام مطالبة بتخفيف وطأة الرقابة!
العميد “كسر” 20 عاماً من الغياب عن “أبو الفنون”… ويرى طارق العلي أيقونة المسرح
- سألت الزعيم السادات: مسرحية “البغل في الابريق” تقول إن من يدير مصر هم السوفييت فأجابني: ما حصلش! لم يوقف العرض أو يدينه!
- نعيش عهداً جديداً وعلى المسرحيين مواكبة المسار العام بأعمال مستحقة
- الكابتن نبهان أقلَّ الفساد والمفسدين وغسلة الأموال في “آخر رحلة”… تذكرة ذهاب بلا إياب
- “آخر رحلة”… توليفة خليجية رائعة فوق الخشبة والاسقاطات لامست نبض الشارع
فالح العنزي
اختار عميد الصحافة الكويتية رئيس تحرير جريدة “السياسة” الأستاذ الزميل أحمد عبدالعزيز الجارالله أن يترك القلم بمداده لساعات بعيداً عن مشاغل الحياة وضوضاء الصحافة لعله يخفف من وطأة الأخبار المزعجة التي تؤرّق مسامعه وتثقل كاهله ليلا ونهارا، حيث اختار “بو مشعل” يرافقه الإعلامي سعود الفرحان زيارة وحضور مسرحية “آخر رحلة” للفنان طارق العلي الذي استقبلهما وشريكه عيسى العلوي في مركز فروغي بحفاوة خصوصا أن هذه الزيارة للمسرح تعتبر الأولى للعميد منذ أكثر من عشرين عاماً.
“كلمات وإشادة”
قبلة على جبين عميد الصحافة (تصوير – رزق توفيق)
بعد انتهاء العرض المسرحي الذي نال الاشادة والتصفيق من قبل “العميد” استمع فريق المسرحية لكلمات عميد الصحافة الكويتية رئيس تحرير جريدة السياسة الأستاذ الزميل أحمد الجارالله بدأها معبراً عن سعادته للمستوى الفني والبصري للمسرحية، وقال موجها حديثه لبطل المسرحية الفنان طارق العلي: “اذا كان هذا مسرحك يا طارق إمض ولا تخشى أحدا”، الجارالله الذي لم تمنعه انشغالاته والتزاماته من ارتياد المسرح أشاد بالطرح المباشر والاسقاطات السياسية والاجتماعية التي تضمنها العرض المسرحي وتعرية الفساد والفاسدين وجميعها قضايا مستوحاة من نبض الشارع، وهذه هي رسالة المسرح الهادف”… على حد تعبيره.
وفي تصريحات خاصة ذكر رئيس تحرير جريدة السياسة الأستاذ أحمد الجارالله:”كان المسرح الكويتي رمزا للريادة عندما كان يصدر المشهد الثقافي الى كافة الأقطار العربية ويعتبر أحد اتجاهات الدولة حيث كان يسمع له بشكل جيد وتأخذ القضايا التي تطرح فوق خشبته بعين الاعتبار كما هو الحال في الكثير من البلدان العربية.
“لخبطة برلمانية”
ولم يفت الجارالله ممارسة حسه السياسي في تشخيص حال المسرح الكويتي مشيرا بأصابع الاتهام لمجالس الأمة السابقة بالتسبب في تراجع المسرح لفترات طويلة قائلا: “للأسف عشنا لفترة زمنية لخبطة برلمانية تسببت في تراجع المسرح حيث كانت تمارس الضغوطات على وزارة الاعلام من قبل بعض السياسيين الذين فرضوا وجهات نظرهم وقاموا بتكميم الأفواه، حيث إن المسرح يعتبر من القطاعات المهمة ومن الطبيعي أن يتأثر بالمناخ العام للمشهد السياسي للبلد، لذلك أتمنى أن نكون فعلا قد تخلصنا من هؤلاء الساسة، وأن يترك المسرح لأهله ورواده، ومشاهدتي اليوم للمسرح وهو مكتظ بالجمهور عن بكرة أبيه دليل على أن هذا المسرح يتماشى مع مسار الحياة الاجتماعية والسياسية التي تعيش نهضة جديدة، واليوم تتضاعف مسؤولياته بمعايشة كل ما في الوطن.
“المسرح والسلطة”
وعن تأثر المسرح بالقرارات العامة ذكر الجارالله:”مؤثر وفاعل جدا، ولنأخذ من المسرح القومي في مصر نموذجا واقعيا عندما كانت المسرحيات المقدمة في الستينات والسبعينات تدفع بالزعماء أمثال جمال عبدالناصر وأنور السادات وحسني مبارك لاتخاذ قرارات إصلاحية في الدولة، وأتذكر حادثة عندما استوقفت الزعيم السادات في مطار الكويت وسألته اذا ما كان قد شاهد مسرحية “البغل في الإبريق” التي كانت تعرض حينها”١٩٦٧” التي تتهم السلطة في مصر حينها بأنها خاضعة في ادارتها للاتحاد السوفيتي، فأجابني:”آه…لكن ما فيش حاجة من دي”، وإجابته هنا تعني أن المسرح وما يطرحه يصل إلى أسماع السلطة وهي لم تتدخل بإيقاف العرض أو ادانته.
“وطأة الرقابة”
في ختام تصريحاته طالب الجارالله وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بضرورة تخفيف وطأة الرقابة عن الأعمال المسرحية وقال:” سعدت اليوم في مسرحية “آخر رحلة” بالطرح المقدم فوق الخشبة لكني آمل من معالي الوزير أن يأمر بتوجيه تخفيف الضغوطات على الفنانين في المسرح حتى يقدموا طرحهم بأريحية معتادة في تشخيص عيوب المسار العام وأن يكون أعضاء لجان الرقابة وإجازة النصوص مراقبين على درجة من الوعي والإدراك لدور المسرح الحقيقي في المشهد الثقافي للبلد، وهذا يساهم كذلك في عودة الناقد الفني والذي افتقدنا منذ سنوات.
ولفت”بو مشعل” الانتباه الى العرض المسرحي “آخر رحلة” بقوله:”استمتعنا كمشاهدين مع أيقونة المسرح الفنان طارق العلي في عرض مسرحي بأجواء متعددة، شاهدنا من خلالها طرح قضايا مباشرة واسقاطات واضحة ضد الفساد والمفسدين، حتى الرياضة الكويتية بمشكلاتها وتراجعها لم تسلم من النقد المباشر، لذلك شاهدنا كيف سقطت الأقنعة عن وجوه الكثيرين ممن يتشدقون بالوطنية وحقيقتهم على خلاف ذلك فعندما “اشتدت شدايدها” تقاتلوا، في ما بينهم، وفي نهاية المطاف لا يصح الا الصحيح”، شدني الرؤية الاخراجية وتوظيف التقنيات في خدمة الفكرة العامة”.
“رؤية فنية”
على خلاف باقي المسرحيات التي قدمها نجم الكوميديا الفنان طارق العلي جاءت مسرحية “آخر رحلة” لتغير النهج الذي اعتدناه من قبل مسرح فروغي سواء على مستوى اختيار الافكار الاجتماعية الصرفة أو المدة الزمنية للعرض الى جانب ضخامة السينوغرافيا حيث اتيحت الفرصة أمام المخرج خالد بوصخر للتعريف عن نفسه كمخرج مسرحي لديه القدرة على تقديم الفنان طارق العلي بشكل مختلف، وفعلا نجح في ذلك، ما يلفت الانتباه في “آخر رحلة” هو توظيف الشاشات العملاقة بمشاهد خلّاقة ساحرة نقلت المتلقي في رحلة سياحية من خلال قطار المسافرين الذي يتنقل وسط الغابة لكن يتعطل فجأة نتيجة هزة أرضية وخلال هذا التوقف الذي أجبر عليه قائد القطار الكابتن نبهان تحدث الكثير من المفارقات حيث إن لكل واحد من المسافرين قصة منفردة يتعرف عليها المتلقي تدريجيا قبل أن تسقط الأقنعة وتنكشف حقائقهم العاطلة، والمفارقة التي صدمت الجمهور هي النهاية غير المتوقعة للمسرحية بدخول مخرج يصفّق للمسافرين الذين كانوا يؤدون مشاهدهم من فيلم سينمائي وأن كل ما شاهدناه من مكاشفات ما هي إلا حقيقة نخفيها ونتحذر من الخوض فيها.
“أداء تمثيلي”
سعيد الملا وطارق العلي
نتوقف عند أداء الممثلين خصوصا عند بطل المسرحية الفنان طارق العلي الذي مزج ما بين التراجيديا والكوميديا على غير عادته، كما شارك في أداء اغنية مؤثرة خدمت العرض المسرحي بعيدا عن “أجواء السمرات” وهي تجربة جديدة توضّح لمسة المخرج خالد بوصخر الذي يمتاز بهذه النوعية من الاعمال والكليبات مما جعله يقدم العلي بتحول جذري قوبل باستحسان الجمهور،إلى جانب أن العلي كعادته يسمح لفريق عمله بانتهاز الفرص للممثلين وكان يردد جملة: “قول روح”، ثاني نجوم المسرحية الفنان سعيد الملا الذي جسد شخصية أنيسة الفطيسة، وهي فنانة استعراضية وابدع الملا في تجسيد الكراكتر وكان من علامات الكوميديا الفارقة بين الممثلين، ثالث نجوم الخشبة الفنانة هند البلوشي التي تميزت في خط منفرد وكانت صوت العقل بين المسافرين وشكلت دويتو جميلا مع الفنان البحريني عبدالرحمن صابر الشهير بـ”أبو صابر” الفنان الموهوب والمعجون بخفة الدم وكان ركيزة رئيسية في نجاح العمل، بينما شكلت عودة الفنان اسماعيل سرور اضافة جميلة للعمل واتمنى ان يستمر تواجد سرور في الاعمال المستقبلية لمركز فروغي، من الوجوه الشابة والصاعدة الفنانة نورا بالالف التي جسدت دور الفاشينيستا التي تلهث وراء الترند يساعدها في ذلك زوجها المطيع “سلطان العلي” في وقت قام كل من الفنانين سلطان العلي وفيصل السعد ومحمد الوزير وصلاح الفيلكاوي بأداء المطلوب منهم وزيادة، وكانت مشاركة الفنان السعودي سعود المطيري خريج مسرح مصر مشاركة لافتة بدور الشرطي وهو ممثل واثق من قدراته ومواجهته للجمهور.
“دعم العميد”
بدوره أكد الفنان طارق العلي أن حضور عميد الصحافة الكويتية الاستاذ أحمد عبدالعزيز الجارالله لمسرح فروغي هو دعم مباشر للحركة المسرحية والمسرحيين في الكويت وبمثابة تتويج لمطالبات الفنانين بضرورة أن يكون للصحافة دورها الريادي في دعم المسرح الكويتي، وهذا ليس غريباً على صحيفة “السياسة” الموقرة التي تعتبر واحدة من أوائل دور النشر في الكويت.
لقطات
• حفاوة الاستقبال كانت حاضرة منذ وصول “بو مشعل” للمسرح حتى مغادرته على اسماع الفناجين والقهوة وكان في استقباله الفنان طارق العلي وشريكه عيسى العلوي.
• رافق بو مشعل في حضور المسرحية الاعلامي القدير سعود الفرحان “بو بدر” المعروف عنه بأنه من النادر جدا أن تسمعه “يقهقه” لكن ابتسامته وضحكته كانتا حاضرتين مما أعطى انطباعا عن اعجابه بالعرض.
• حرص كل فريق العمل على التقاط صورة تذكارية مع العميد وكان صوت الفنان طارق العلي: “ترى بو مشعل صجي مو ذكاء اصطناعي”.
• كعادته حاول الفنان طارق العلي مشاغبة “بو مشعل” وتبادل معه القفشات من فوق الخشبة.
فريق مسرحية “آخر رحلة”
الجارالله والفرحان يتوسطان فريق فروغي
طارق العلي، هند البلوشي، إسماعيل سرور، سعيد الملا، محمد عاشور، الفنان البحريني عبدالرحمن صابر”بو صابر”، خالد بوصخر، محمد الوزير، سلطان العلي، فيصل السعد، صلاح الفيلكاوي، الفنان السعودي سعود المطيري،علي العلوي،اخراج خالد بو صخر، تأليف ناصر البلوشي، إشراف عام عيسى العلوي، مدير ادارة الانتاج رائد حسن،اغاني عبدالله العماني،هندسة الصوت مهنا فوزي واحمد فارس، هندسة الاضاءة على دشتي، ادارة الكواليس، صادق اكبر، نواف المسري، محمد بوصخر،جاسم ناصر، مسؤول الصالة سامي العلي، مسؤول الشباك نجم الفضلي.
الجارالله يتوسط طارق العلي وعيسى العلوي
عيسى العلوي ورائد حسن وسامي العلي
الكويت الان ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.