'المثلثات الدائرية'… عرض فلسفي يؤكد تنوع ثقافة المسرح في الكويت
مشهد من مسرحية “المثلثات الدائرية”
قُدمت ضمن مهرجان “باك ستيج قروب”
مازال التنافس في المسابقة الرسمية للدورة الثانية من مهرجان “باك ستيج” المسرحي مستمرا من خلال كوكبة من العروض الكبيرة التي تسهم في تقديم افكار جديدة للمسرح في الكويت، فقد شاهد الجمهور على مسرح نادي السالمية مساء أمس الأول عرضا تجريبيا بإمتياز حمل شكلا جديدا للمسرح فيه عمق وفلسفة لما نشاهدها منذ زمن كانت بعونان ” المثلثات الدائرية ” من تأليف أحمد محمدي وإخراج علي الششتري فكرة المسرحية معتمدة على فكرة ان الحضارة تقوم على مجموعة فلسفات، ومنها الفلسفة النسبية القائمة على الشك المطلق ويعود تاريخ هذه الفلسفة إلى العصور اليونانية القديمة، وقد نبعت من الاعتقاد بأن العقل البشري عاجز تمامًا عن الوصول إلى الحقيقة المطلقة، فمن تابع هذا العرض سيجد هناك تركيزا فيه عمق كبير وثقافة مسرحية نحتاج لها وسط هذا الكم من العروض المسرحية التي نشاهدها طوال العام وهو ما يؤكد ان المسرح الكويتي فيه الكثير من التنوع والمخزون المسرحي القادر على مواكبة الرؤى العالمية للتنوع في العروض المسرحية، فقصة المسرحية تدور حول رائد فضاء “محمد الشايجي” الذي يسقط من الفضاء إلى الأرض ويقع فيه “مملكة القرود” فاقدا للذاكرة ليجد نفسه مستعبدا بين هذه القرود وزعيم هذه المملكة “أحمد الصالح” كان يعلم حقيقة هذا الشخص ويعلم بوجود شريحة في رأسه بها أعظم شفرة وخوارزمية تحمل كل البيانات الخاصة بالبشرية، وزعيم القرود يحمل في رأسه شريحة مثلها عندما اجرى البشر عليه من قبل العديد من الأبحاث وزرعوا في رأسه شريحة مماثلة، ولكن عليها نسبة 10% فقط من المعلومات التي يملكها رائد الفضاء
ويسعى زعيم القرود لإصلاح المولدات الكهربائية الخاصة بالمملكة والتي توقفت عن العمل عن طريق رائد الفضاء والذي بدوره يوافق على اصلاح المولدات بشرط ان يحكم الزعيم مملكته بالمنطق والعقل بدلا من استخدام القوة والعنف والدم.
المسرحية تنتمي لمسرح الغرف، وهو نوع من المسرح يقدم عروضاً في أماكن غير تقليدية كالغرف، ويلغي المسافة بين الجمهور الذي يشاهد العمل من اكثر من زاوية والممثل لخلق تجربة حميمة ومباشرة. يعتمد على تكييف الأعمال الأدبية بنص أصلي وقليل من الديكورات البسيطة، حيث يمكن للممثلين أداء دور الراوي والشخصية في نفس الوقت، وهذا ماقام به مخرج العمل الموهوب “على الششتري” الذي جسد دور الراوي في المسرحية ايضا حيث قدم احداثها من خلال ثلاث غرف كل غرفة منها تشهد فترة من تاريخ الفلسفة، فالغرفة الأولى شهدت حقبة الحضارة اليونانية وظهور”الشكوكية” والغرفة الثانية شهدت حقبة الحداثة وعبثية الإنسان والغرفة الثالثة شهدت حقبة ما بعد الحداثة وانتهت المسرحية بعودة الذاكرة لرائد الفضاء، وبعد ان اصلح المولدات قام زعيم القرود بقتله وانتزاع الشريحة من رأسه وأقام حفلة ورقصوا على جثته لينتصر الشر في النهاية
العمل ممتع وجديد بالنسبة للكثير من الجمهور أداء متميز من الفنانين أحمد الصالح وعلي المسري ومحمد الشايجي و محمد العطار وعلي أبل.
الأزياء لأحمد السلمان كانت معبرة عن العمل بشكل كبير موسيقى محمد التركماني وعبد العزيز البكر مع تصميم الاستعراضات ليوسف العنزي كانت من أبطال العمل مكياج علي الفهد كان رائعا باختصار مسرحي.
الكويت الان ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

