'اغتراب'… خفايا الصراع النفسي للإنسان مع ذاته إلى أين ينقلنا؟!

قُدمت ضمن فعاليات الدورة الثانية من مهرجان “باك ستيج المسرحي”

يواصل مهرجان “باك ستيج ” في دورته الثانية عروضه المسرحية وسط حضور كبير من الجمهور والمحبين للمسرح، حيث قدمت مسرحية “اغتراب” على مسرح المهن الطبية بالجابرية من تأليف بشاير وإخراج فهد العثمان، وهو عرض يحمل تيمة لها ابعاد انسانية كبيرة في كل تفاصيل جوهر الإنسان وصراعاته الداخلية، فلم يكن العرض مجرد حكاية تُروى، بل كان رحلة نفسية بصرية تُترجم الصراع الداخلي بين الذات وأصدائها عبر مجموعة من الشخصيات المؤثرة ومتعددة الطبقات النفسية، والمسرحية تتناول قصة حياة مخرجها فهد العثمان.

فقد تحوّلت الشخصيات المسرحية إلى تمثيلات حية لأجزاء الشخصية الداخلية، فكل ممثل جسّد جانبا من جوانب النفس: الخوف، العزلة، الغضب، الرغبة، الرفض، والانكسار. وقدّم الممثلون أداءً بالغ العمق، اتسم بالصدق والانسيابية والانفعال المتزن، مما جعل المتلقي يعيش التجربة لا يشاهدها فقط.

فمن تابع العرض سيجد التناغم الجماعي واضحا بينهم، فكانت الحركة متقنة، والنبرة الصوتية محسوبة، والتواصل بين الأجساد على الخشبة جزءا من لغة العمل، لا تكلف فيها ولا افتعالاً، والدليل، الشكل المروحي الذي كان علامة العرض الكبرى؛ رمزًا للدوامة النفسية المستمرة فالمروحة لم يكن دورانها حركة، بل نبض يذكّر بموج الصراعات الإنسانية الذي لا يهدأ.

كذلك تألقت عناصر السينوغرافيا في تشكيل فضاء العرض، وقد صمّم الديكور بعناية طلال الفريدي والذي اتسم بالذكاء في رمزياته التي كان لها حضور على الخشبة، بينما جاءت مكياج الشخصيات بإشراف فاطمة النصار، واكتملت الصورة بلمسات الأزياء التي وقّعتها زينة اليوسفي، أما الإضاءة صممّت لتُترجم الاضطرابات النفسية في تصاعدها وهدوئها وهو ما ساهم في انضباط الإيقاع البصري الذي كان محسوبا، ومنح المشهد روحه دون أن يطغى أو يتراجع.

الجدير بالذكر ان مسرحية “اغتراب ” شارك فيها كل من محمد عبدالرزاق، سعد العوض، جراح الدوب، حمد الفيحاني، عبدالعزيز العنزي، ومبارك الراجحي.