'دياي عبيد'… التربية الكلاسيكية تخلق صراعاً بين الأباء والأبناء

مشهد من مسرحية “دياي عبيد”

قدمت على مسرح المهن الطبية ضمن مهرجان باك ستيج قروب

ضمن عروض مهرجان باك ستيج المسرحي عن فئة العرض الكوميدي، قدمت مسرحية “دياي عبيد” على مسرح المهن الطبية بالجابرية وهي من تأليف الكاتب عثمان الشطي وإخراج حسين بهمن، حيث طرح العرض قضية إنسانية نفسية اجتماعية من التراث تجلت في قصة شاب يخوض عدة تجارب للزواج بناء على تعليمات والده وفي كل مرة يسيء الاختيار للزوجة المناسبة فقط ليحقق ما يريده والده، وكذلك بأنه رجل قادر على اثبات وجوده وكيانه، ولكن في كل مرة يواجه صراعه مع ذاته ولا يستطيع الخروج من قيود تربية والده القاسية له.

احداث العرض تدور حول عبيد الذي مهمته في الحياة ان يسمع كلام أبيه والذي يرغب في ان يزوجه من أجل ان يشاهد حفيده، حيث تزوج من بدرية لم ينجب ومن عائشة ولم ينجب الى ان تزوج رحمة والتي تبلغ من العمر 14 عاما لمجرد ان والدها تاجر وان هناك صفقة تجمع بينه وبين والد عبيد، شخصية عبيد تكاد تكون هي محور القصة، فهذا الشاب الذي يملؤه الطموح لايستطيع ان يتحدث مع والده بكل صراحة بل كان يلجأ الى قفص الدجاج ليتحدث معه في كل شيء لايستطيع ان يتحدث فيه مع والده، لدرجة انه حاول ان يكون لديه تجار اكبر من الدجاج الا ان والده كان له دور رئيسي في عدم دخوله بقوة عالم التجارة، لكن المفارقة أن والد عبيد حين كان ينتظر حفيده ذكرا جاءت له حفيدة أنثى، لكن بدرية الزوجة انجبت هي الأخرى في نفس التوقيت وحينما ذهب الى والده ليبشره بوصول حفيده وجد اباه قد فارق الحياة، ليصرخ باعلى صوته ويقول كل ما كان يريد قوله، وهنا تأتي فلسفة الكون بأنك لاتستطيع فعل كل ما تريده في الحياة لاسيما في المخلوقات والحمل والولادة وغيرها، ولذلك انكسار عبيد طوال حياته كان لأنه لايستطيع ان يناقش والده في قرارات مصيرية تخص حياته ومصيره ليظل شبيها بالدجاج، الأهم ان العرض حمل مفارقات كوميدية اخرى بين الزوجات لأن كل واحد منهن جسدت كركتر، وكذلك عبيد الذي حاول ان يعمل جدول لكل منهن وهذا التوازن خلق حالة جميلة في العرض وجعل الجمهور يكون لديه شغف بمعرفة تفاصيل الحكاية التي سردها الكاتب عثمان الشطي والذي شدد على فكرة انعكاس تدخلات الوالدين في نفسية واختيارات وقرارات الأبناء مما يجعلهم دائماً يبحثون عما يفرغون به ضغوطهم ومعاناتهم.

كذلك كانت عناصر العرض متناغمة مع بعضها من حيث الإضاءة والموسيقى والانسجام بين الممثلين وخصوصاً الممثلات اللاتي اجتهدن لإثبات وجودهن رغم التجارب القليلة لبعضهن.

الموسيقى والمؤثرات الصوتية حافظت على إيقاع العرض في كل الأوقات التي كان يأخذ فيها العمل الطابع السردي.

ولذلك هذا العرض من السهل ان يقدم للجمهور وان ينافس العروض المسرحية الجماهيرية من خلال شباب التذاكر، الجدير بالذكر ان الممثلين الذين شاركوا في مسرحية “دياي عبيد” هم سعود الهندال، ميثم البزاز، خديجة نادر، سهام الخشاب، ليالي الخميس.