'بروود كاست مع حسن عسيري' … ما هكذا تورد الإبل!

حسن عسيري في “بروود كاست”

بداعي الضحك طالب ضيفته بأن تكون “رخيصة وواطية”

فالح العنزي

يظل الفنان أخلاقاً، ومن يقبل بأن يتنازل عن أخلاقه توقع منه أي شيء وفي كل شيء، يتسابق بعض النجوم خصوصا من امتهن برامج المقالب والكاميرا الخفية على تقديم افكار جرئية تسبب منها بالكثير من المشكلات والخلافات على الرغم من أن أصل الكاميرا الخفية هو مشاركة الضيف في موقف طريف والدليل على ذلك أن الكاميرا الخفية على مستوى العالم تعتمد على مواقف صامتة حتى من دون أن ينبس فريق العمل بكلمة ولنا في الممثل البريطاني أتكينسون الشهير بـ”مستر بن” خير دليل حيث لم يتفوه بكلمة واحدة طوال عشرات السنين التي عرفنا به برنامجه الشهير لأن الكوميديا الحقيقية ليست استهزاء أو تعليقات محرجة ومبطنة ومسيئة، وليست استغلالا لنفوذ سين أو صاد.

“بوود كاست”

في رمضان 2025 عاد الفنان والمنتج حسن عسيري الى تقديم البرامج وهي خطوة جيدة الى جانب مهنته الأولى في الانتاج التلفزيوني والتمثيل، ورغم الاعتقاد السائد عند الجمهور بأن نسبة كبيرة من الفنانين خصوصا “النجوم” على علم بكل تفاصيل البرنامج وأنهم “قابضين”، الا أن الضحايا غالبا ما يكونون من صغار الممثلين والواعدين الذين لا يخشاهم “مقدم البرنامج النجم” وبالتالي تجدهم “يبلعون المو ويلتزمون الصمت” خوفا من غضب فلان أو علان وخشية أن تتم معاقبتهم بقطع ارزاقهم مستقبلا، ومع الأخذ بحسن النوايا الا ان الحكم يبقى على مادة العرض مهما تضمنت من اتفاقيات او رفض او قبول، في احدى حلقات برنامج “بروود كاست مع حسن عسيري” استضاف ممثلة سعودية شابة تدعى أصايل محمد وقام باستخفاف دمه معها بطريقة أبعد ما تكون عن المهنية واخلاق الفنان أو احترامه للشاشة التي يعمل بها أو على اقل تقدير احترام المشاهد لواحدة من أهم شاشات العرض في الوطن العربي MbC ناهيك عن احترام ذوي الفنانة التي لم تظهر مثل “الفقع” فهي تنتمي الى اسرة مكونة من أب وام وإخوة واقرباء واصدقاء، هل يعقل بداعي المقلب أن يتفوه المذيع المبجل بجمل بما معناها: “إنتي مو عاجبتني احسك يعني جامدة” فترد عليه بكل عفوية: “إيش تقصد ما فهمتك” فيرد عليها بإجابة طامة: “أبيك رخيصة” يعني “واطية” وسط صدمة المشاهد قبل الضيفة التي عبرت عن انزعاجها واستيائها وأنها ترفض أن تظهر بهذه الصورة “الرخيصة والواطية” على حد تعبير مقدم البرنامج صرخت بصوت عال تطالبه بأن لا يظهرها بهذا الشكل تستجديه أن يحفظ لها احترامها في مجتمعها”، هذه رسالة الاعلام التي عرفها حسن عسيري.

“الكبار خط أحمر”

في حلقات اخرى استصاف فيها عسيري فنانين آخرين “نجوم” عبروا له عن غضبهم بأن قاموا بمحاولة الاعتداء عليه ثم القيام بحركة دائرية للامساك به والمايك مفتوح ثم صوت “طوط”، محاولة سمجة وسخيفة ومفتعلة “أخرها”: “إنت مستفز”، بينما الممثلون الصغار “يضربون على دماغهم وأهم ساكتين”، “ما هكذا تورد الإبل يا حسن عسيري وليتبق في ذاكرتنا شيئا جميلا نستذكرك به”.

وتظل هناك مجموعة اسئلة تفرض نفسها بقوة هل يتجرأ مقدم البرنامج بالطلب من ناصر القصبي أو عبدالله السدحان او حتى ريم عبدالله وعبدالاله السناني او يوسف الجراح وغيرهم بأن يكون الواحد منهم “رخيص وواطي”؟!

منذ ان عرفنا الكاميرا الخفية والمقالب عرفنا أن الهدف منها رسم الابتسامة والضحكة وليس استجداء الضحك المقزز، المسألة يا فنان يا كبير ليست “تريند” بقدر ما هي تقديم محتوى طريف يقصيك عن الوقوع في مرمى الاستياء والغثاء والشتيمة” واتمنى من الفنان والمنتج عسيري أن يضع نفسه في ذات الموقف ويقف أمام المرآة ويسأل: “أبغاك تكون ترخيص وواطي”.