كتيبة أحمد الأنصاري ليست 'في حالة حرجة' على المسرح
أعضاء اللجنة الفنية مع الزميل مفرح الشمري
كشفت عن الإعلام المزيّف والجمهور “حياهم” وقوفاً وتصفيقاً
فالح العنزي
كسب العرض المسرحي”سهرة في حالة حرجة” لفرقة المسرح الكويتي رهان الجولة الأولى في المسابقة الرسمية لمهرجان أيام المسرح للشباب بدورته الخامسة عشرة، وكانت بداية مبشرة تؤكد ما سبق أن صرح به رئيس المهرجان الدكتور محمد المزعل بأن العروض السبعة التي تم ترشيحها في المسابقة الرسمية تحمل صبغة احترافية رفيعة المستوى وأن الجمهور على موعد مع المتعة والفرجة البصرية،”سهرة في حالة حرجة “من تأليف فرح الحجلي وأخرجها على خشبة المسرح محمد الأنصاري الذي يعتبر من الشباب المسرحيين “الشطار”، إن تقييم أي عرض مسرحي ينطلق من خلال منظور رباعي الأضلاع يتكون من النص والممثل والمخرج ومن ثم السينوغرافيا، وكلما ظهرت هذه الركائز الأربع بصورة متجانسة ومتناغمة في ما بينها كان العمل جيدا خصوصا في ظل مخرج ذكي يعرف ما يفعل، وفي “سهرة ” الأنصاري كان أبطال كتيبته في أفضل حالاتهم على النقيض تماما من “الحالة الحرجة”التي تعنون بها اسم العرض بل إن بعضهم تفوق على نفسه وتجلى في أدائه، أجبرونا على مجاراتهم فرحا وحزنا وكانوا هم فوق الخشبة في منافسة شرسة كل منهم يريد تقديم أفضل ما لديه.
الجميل في النص الذي كتبته فرح الحجلي هو مقاربة فكرته للواقع المعاصر خصوصا الاعلام والميديا مما يؤكد بأنها ابنة هذه الفترة وأحسنت بالإتجاه نحو الكوميديا السوداء، نضحك تارة وتتجهم ملامحنا تارة أخرى عندما نرى كيف يتلاعب مقدم البرامج بمشاعر الأخرين ويدوس على جراحهم بحثا عن إرضاء هوسه المجنون بالتريند نجد كل ما شاهدناه فوق خشبة المسرح حقيقيا وهو أحد نماذج الاعلام المزيف الذي يفتح جراح الناس وينثر عليها الملح دون رحمة، أربعة شخصيات شكلت الكتيبة التي قادها المخرج بوجود آخرين كانت أدوارهم موزعة بشكل جيد،”المذيع “عبدالله البلوشي، العجوز “غنام” محمد جمال الشطي،الشابة الحالمة “أسيل” سارة العنزي، والمقعد “طارق” ناصر الدوب، كل فرد منهم في داخله قصة يخفيها متعمدا أو مجبورا،جميعهم وجدوا أنفسهم ضحايا أمام الناس تمكن مقدم السهرة بالتلاعب بمشاعرهم والرقص على جراحهم بعدما استدرجهم في برنامجه ونصب لهم شراكه فوقع كل واحد منهم في “فخ” المذيع الذي يجعلك في حيرة من أمرك، تصرفاته المجنونة والمتناقضة خلقت في عقولنا مجموعة أسئلة تدور في فلك من الفوضى،فعلى الرغم من كل السواد الذي كشف من خلاله عن وجهه القبيح وبأنه وحش وليس حملا وديعا إلا أنك تجد نفسك تتعاطف معه على الشاشة في تفاصيل أخرى منها على سبيل المثال، كشف حقيقة “غنام” الأب الكاذب الذي كان يضطهد أولاده ويعذبهم وتركهم وهم في أمس الحاجة له كوالد لم يحن عليهم بل منحهم الوجع وليته اكتفى بذلك بل ادعى اصابته بالزهايمر حتى يهرب من فعلته أمام الآخرين بعدما أيقن بأنه لم يعد مع شخصية إعادة عقارب الساعة، أسيل الشابة المفعمة بالحب هكذا شاهدناها منذ رفع الستار قبل أن يكشف لنا المذيع أنها ضحية ” ذكر” وأن من كانت تعشقه لم يكن رجلا حقيقيا عندما تركها في أول اختبار حقيقي، أسيل تخفي تحت ثيابها جسدا مزقته جرعات الكيماوي،تهرب الى عالمها المزيف فتلطخ وجهها بمساحيق التجميل لعل الألوان تخفي ملامح وجهها الخمسيني وهي ابنة العشرينيات، شعور مؤلم وموجع وحرب مزيفة وجدت نفسها فيها وحيدة من دون أي أسلحة، لم تعد في نظر حبيبها تلك الحالمة الجميلة المرغوبة فهي أنثى ناقصة استأصلت جزءا من جسمها وباتت فتاة بنص ثدي،”طارق” الذي هرب من اتهامه بالجبن وانطلق بسرعة متهورة خلال قيادته لدراجته النارية، كان يريد إلجام صديقه الذي يجلس خلفه ويستفزه، فعلها وأسكته إلى الأبد، ودفع ثمن فعلته وتهوره وتحول إلى نصف رجل مقعد وعاجز تلاحقه صورة صديقه والدماء تغطي جثته، يحسب للمخرج وللممثلين الانتقال من حال الى أخرى وهذا كان ديدن المخرج الذي راهن عليه بشكل رئيسي وشعرنا بالجهد الذي بذله في استثمار كافة الأدوات، مقدم البرامج المعروف “عبدالله البلوشي” هو في حقيقته “وحش مفترس بوجه حمل وديع”، لا يمكنك إدانته رغم أنك تشاهده يرتكب جريمة بشعة بقتل البشر دون ان يموتوا،هو يقتلهم على طريقته الخاصة، عبدالله البلوشي الذي عرفته ممثلا تلفزيونيا تراجيديا واعدا “قلب الطاولة ” فوق خشبة مسرح الدسمة وأثبت القول المعروف “يا ما تحت السواهي دواهي”فالكوميديا التي قدمها لا بالعرض المسرحي “سهرة في حالة حرجة” لا تشبه أدواره التراجيدية وفعلا كان ظهوره “صادما” أتعب من سيأتي من بعده من الممثلين الشباب، ربما كان من الأفضل لو أنه استغل قدرات الممثلة سارة العنزي بشكل أوسع بعدما وجدناها متجلية في مشهدها الماستر ولو أن المخرج استثمر طاقتها منذ نصف الساعة الأول خصوصا في ظل وجود مساحة متاحة لربما تنافس على جائزة افضل ممثلة دور أول، كذلك من الملاحظات التي يجب إعادة النظر فيها هي الثلاث فقرات التي تكشف حقيقة كل شخصية لأنها تسببت في تراجع الايقاع من متسارع إلى أبطأ وكان في الامكان معالجة الأمر خلال البروفات بتقليص الحوار وتفعيل الحبكة الدرامية خصوصا في ظل وجود ناصر الدوب الذي كان يتواجد في الوقت والمساحة المطلوبين.
“سينوغرافيا”
في العرض المسرحي كانت السينوغرافيا متناغمة مع كل حدث، اعتمدت بشكل مباشر على خلق حالة من التجانس مع تفاصيل كل حدث، الاضاءة كانت تسير في خط متواز مع قطع الديكور، لم يكن هناك اقحام لأدوات اضافية، الاستعانة بفرقة موسيقية تعزف لايف كان له الأثر الايجابي على الفعل فوق الخشبة وكانت بمثابة موسيقى تصويرية تتماشى مع السهرة التلفزيونية، الأزياء في مثل هذا النص كانت متاحة بأي شكل من التصاميم.
اللجنة الفنية: وضعنا أعضاء لجنة التحكيم في مأزق!
سارة العنزي ومحمد جمال الشطي في مشهد من المسرحية
عقدت اللجنة الفنية”المشاهدة” مؤتمرا صحافيا في انطلاقة أولى فاعليات وأنشطة المركز الاعلامي التابع لمهرجان أيام المسرح للشباب بدورته الخامسة عشرة في أول نشاطاته وفاعلياته، وشارك في المؤتمر الذي تكفل بادارته الزميل مفرح الشمري رئيس اللجنة والدكتورة أحلام حسن وبقية أعضاء اللجنة وهم د.أيمن الخشاب وتغريد الداود وفلول الفيلكاوي وفيصل العبيد، طبعا لجنة المشاهدة هي من تملك الحق الأول في منح “تذكرة مرور” الاعمال في المسابقة الرسمية وباجماع اعضائها واجهوا صعوبة حتى اللحظات الأخيرة.
وكانت الكلمة الأولى للدكتورة احلام حسن التي عبرت عن سعادتها للمشاركة ضمن الدورة الحالية رئيسا للجنة وقالت:”تجربة جديدة بمعية مجموعة من أهل الاختصاص نأمل بأن نكون على قدر هذه الثقة والأمانة التي تحملنا مسؤوليتها،ويعيننا من أجل تنفيذها بالشكل السليم وسط خطة ممنهجة وتوزيع المهام بين اعضاء اللجنة حتى نتمكن من انصاف جميع الاعمال التي تقدمت للمسابقة الرسمية حيث لم تقتصر المهمة على قراءة النصوص فقط بل حرصنا على مناقشة المخرج في رؤيته الاخراجية وابداء الملاحظات المطلوبة ومن ثم تقييم مدى التزامه بها، ولا نخفي ان اعضاء اللجنة دخلوا في صراعات فنية محتدمة من أجل اختبار افضل ما يمكن أن يقدم على خشبة المسرح خصوصا وأن النصوص المقدمة جميعها تحمل افكارا مختلفة جعلنا في حيرة من أمرنا.
بدورها شكرت الكاتبة تغريد الداود رئيس المهرجان الدكتور محمد المزعل على ثقته بترشيحها لهذه المهمة وقالت إنها ابنة المهرجان وقريبة من المشاعر التي قد تعتري كافة المشاركين سواء من حالفهم الحظ بالمشاركة في المسابقة الرسمية أو من تم استبعاد عمله،علما بأننا اجتهدنا باختيار أفضل الأفضل لأننا ملزمون بترشيح عدد معين من الأعمال وأنا كمؤلفة أجزم بوجود نصوص أخرى مستحقة لكننا أمام مسؤولية وأمانة وندعو الله أن نكون جزءا مهما في دعم المهرجان من خلال المهمة التي أوكلت لنا فالشباب في حاجة الى دائمة الى مساحات يعبرون فيها عن ابداعاتهم،بدورها اكدت المؤلفة الشابة فلول الفيلكاوي بأنها سعيدة بأن تكون ضمن كوكبة من اصحاب الخبرة في المسرح، وان كانت أقلهم خبرة لكن كان الهدف الرئيس هو خلق توافق ومعايير بين النص والرؤية الاخراجية
اما الدكتور ايمن الخشاب فأكد أن فكرة اللجنة تخضع لعدد من المشروعات الفنية،والعروض التي لم يقع الاختبار عليها هي لم تستبعد لتواضع مستواها بل جاءت وفق ترتيب تصاعدي وبالتالي ربما يكون النص رقم ثمانية هو الأول في العام المقبل وهكذا.
الكويت الان ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.