'أيام المسرح للشباب 16' ينطلق من دون حفل افتتاح!

“منبه” فاضل النصار جرس إنذار “صحى النايمين”

فالح العنزي

للمرة الأولى منذ انطلاقته قبل 15 عاما غاب حفل الافتتاح عن تدشين انطلاقة المسابقة الرسمية لمهرجان أيام المسرح للشباب بنسخته السادسة عشرة حيث اكتفت اللجنة المنظمة بتسمية أعضاء لجنة التحكيم من خلال رئيس المركز الاعلامي الزميل مفرح الشمري الذي اعلن عن الدكتور علي حيدر(رئيسا)،وعضوية كل من المهندس مشعل الموسى،المخرج، محمد دحام الشمري،الفنانة سماح،والفنان محمد الزنكوي، وسوف يتم تكريم شخصية المهرجان الفنان سعد الفرج في حفل الختام. عندما يضيق المكان بالانسان يبحث له عن ثقب صغير في جدار يستجدي شعاع شمس حتى يمسك به وكأنه طوق نجاة، وهناك من يحاول ادخال رأسه الكبير في ثقب إبره لعله يتنفس هواء نقيا، لكن فجأة يصحو الانسان ويجد نفسه في “حلم” يعود بعده الى واقعه الحقيقي وأن كل شيء في حياته إما أن يكون “مزيفا” أو “مزيفا”، ففي كلتا الحالتين النتيجة حتمية ويتيمة وعليه أن يتقبل واقعه المر، فالحياة ليست وردية مثلما نسمع في قصص الحب وحكايات العشاق وأفلام السينما،وعلى كل من انسان لايزال يتنفس الهواء أن يضع بجانبه “منبها” يزعجه رنينه كلما غفل لحظات وكأنه جرس إنذار يقرع بين الحين والآخر يصرخ بصوت عال: “إصحى يا نايم”. في هذا العمل يخوض صائد جوائز المهرجانات المسرحية في مجال الاضاءة فاضل النصار تجربته الأولى على مستوى الاخراج مما جعله أمام مسؤولية كبيرة في تمثيل كيان عريق مثل فرقة المسرح الكويتي، وكذلك تحد صعب في تقديم نفسه مخرجا مسرحيا “لا سمح الله” في حال لم يوفق بالتجربة ربما يسمع جملة “عط الخباز خبزه لو أكل نصه”،ومن يعرف”النصار” عن قرب يدرك تماما بأنه سبق أن “فاضل” في تحديات وكانت اختياراته صائبة مثلما حدث واقعيا في تعامله مع العرض المسرحي “منبه” والذي تعاطى مع نص سابق للكاتب فيصل العبيد واستطاع خلق حدوتة “الحلم والواقع” وهذا الصراع الذي لم تتكافأ فيه الدفتان، وكان الحلم أشد فتكا من واقع يعيشه بطل القصة، مواطنا يأمل أن يتخلص من الديون التي تراكمت عليه يجد نفسه في “حلم” بشع واستغلال فاضح، وبشر طامعون يجعلونه يفضل العودة الى واقعه المر بكل مساوئه،المخرج النصار تكفل بالسينوغرافيا فجعل من اضاءته لغة معبرة ومن موسيقاه صوت شجن ومن قطع الديكور جماد يتحرك طواعية.

“أداء تمثيلي”

على الرغم من البطولة الجماعية لفريق الممثلين وظهورهم في صورة متناغمة ومتجانسة الا ان هناك بعض الاسماء كان لها وهجها الخاص امثال مصعب السالم (بطل القصة” ومحمد الزنكي (رجل2)، مصطفى محمود(المقاول العربي) وصالح البصير “المهندس الانشائي”، قدم هؤلاء الشباب أدوارهم بعناية كبيرة واداء تمثيلي واعد،بعضهم ربما يخوض تجربته الاولى كعنصر رئيس لكنهم فعلا كانوا أهلا للمسؤولية،السالم ممثل يمتلك طاقة جبارة فوق الخشبة، واثق من امكانياته، تقمص الشخصية بشكل ممتاز،مصطفى محمود سبق ان كانت له تجارب ناجحة في المسرح الاكاديمي والجماهيري اضاف نكهة من الكوميديا بتجسيده لكراكتر المقاول النصاب الزنكي موهبة واعدة ولديه قدرة على التلوين كان في حاجة لورش مكثفة تساعده على الحفاظ على “تون” الصوت الذي ابتعد عن مسامع الجمهور بعد الصفوف العشرة الاولى،اما الممثل صالح البصير اتمنى أن يلتفت له المنتجون في المسرح الجماهيري، اذا ما اراد ان يبرز بشكل مستحق ممثل شاب لديه حضور وكاريزما فوق الخشبة ولديه ثقة في الحوارات وصناعة النكتة والإفيه. غلب على 90% من الحوارات اللهجة المحلية، وذلك كون ان القضية المطروحة هي قضية اجتماعية يعاني منها غالبية المواطنين في مجال ارتفاع الكلفة المادية في شراء وبناء بيت العمر، وبالتالي بما ان “النص” الرئيسي تم التعاطي معه برؤية جديدة ومغايرة لماذا لم يتم اختيار تصاميم اقرب الى الواقع حتى نتمكن من الولوج الى داخل الاحداث،الا اذا كان للمخرج “غاية تبرر الوسيلة”.

فاضل النصار:شكراً فرداً فرداً

انطلقت أولى الندوات التطبيقية التابعة للمركز الاعلامي الخاص بالنسخة الجديدة من مهرجان أيام المسرح للشباب بدورته السادسة عشرة، حيث استضاف المركز مخرج العرض المسرحي”منبه” لفرقة المسرح الكويتي المخرج فاضل خالد النصار الذي تكفل الى جانب مهمة الاخراج بمهمة سينوغرافيا العمل، أدارت الندوة الزميلة اسراء جوهر التي ذكرت في كلمة مختصرة بعض التفاصيل المتعلقة بالعمل المأخوذ عن نص للكاتب فيصل العبيد بعنوان “خارج المنافسة”، قبل أن تعطى الكلمة للمخرج الذي يخوض تجربته الاولى في مجال الاخراج المسرحي حيث عرف عنه خبرته العريقة في مجال الاضاءة ونال عن ذلك جوائز عديدة، وفي ما يلي بعض المداخلات:سبق أن شاهدت هذا العرض في مسرحية”خارج المنافسة” للكاتب فيصل العبيد لكن الجميل اليوم هو تقديمه بصورة مختلفة وتجربة اخراجية جديدة، دليلا على ان المخرج اجتهد في تقديم رؤيته الخاصة والجميع صفق له، واراهن على ان النصار يمتلك افقا رحبا في تقديم نفسه كمخرج فذ في مناسبات مقبلة، واضاف؛ من اسباب نجاح (منبه)العمل الجماعي الذي اعتبره ديدن النجاح، ولا بد من الاشادة الى الديكور الذي جاء بسيطا خدم الحدث.

وفي كلمته قال النصار: اتوجه بالشكر لفريق العمل الفني والاداري وما بذلوه من جهود جبارة طوال البروفات، والشكر موصول لوالدي و لشركة ترند التي فتحت الابواب امامنا لعمل البروفات ولكل شخص ساعد وساهم ومد يد العون لنا، هي فرصة لكل من اخذ بيدي وراهن على ان يكون لي مستقبل في مجال الاخراج الفنان نصار النصار، رئيس المهرجان الدكتور محمد المزعل الذي كان يتابع كل صغيرة وكبيرة حتى ساعات الفجر الاولى.