بابا-الفاتيكان-يدعو-لبنان-إلى-الثبات-والمثابرة-وتقديم-السلام

بابا الفاتيكان يدعو لبنان إلى الثبات والمثابرة وتقديم السلام

عون ما يجمعه بلدنا لا يسعه مكان في الأرض وما يوحده لا يفرقه أحد… و”حزب الله”: لا نسعى للحرب

بيروت، عواصم – وكالات: دعا بابا الفاتيكان ليون الرابع عشر، المسؤولين اللبنانيين، إلى تقديم هدف السلام على كل شيء برغم ظروف التعقيدات والصراعات، مشددا على أهمية السلام باعتباره وسيلة للعيش معا في وحدة وتصالح. وفي كلمة ألقاها في القصر الجمهوري أمام السلطات وممثلي المجتمع المدني والسلك الديبلوماسي، قال البابا ليون إن السلام أكثر من مجرد كلمة بل مصير وورشة عمل مفتوحة دائما، مشيرا إلى أن لبنان بلد متنوع وشعب لا يستسلم وأن بناء السلام يتطلب مثابرة وإصرارا وثباتا.

وكان البابا ليون الرابع عشر انتقل فور وصوله الى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت إلى القصر الجمهوري لزيارة الرئيس عون، وعقد بعد ذلك لقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ومن ثم لقاء مع رئيس الوزراء نواف سلام وبعدها التقى مع السلطات وممثلي المجتمع المدني والسلك الديبلوماسي، ودعا البابا لاوون الرابع عشر بعيد وصوله بيروت، اللبنانيين، إلى التحلي بشجاعة البقاء في بلدهم الغارق في أزماته الاقتصادية والسياسية التي ضاعفت هجرة الشباب، مشدداً على أهمية المصالحة من أجل مستقبل مشترك، قائلا “هناك لحظات يكون فيها الهروب أسهل، أو ببساطة، يكون الذهاب إلى مكان آخر أفضل. يتطلب البقاء أو العودة إلى الوطن شجاعة وبصيرة”.

من جانبه، أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون في كلمة ألقاها أن واجب الإنسانية الحية الحفاظ على لبنان، لأنه نموذج في الحياة الحرة المتساوية بين أبناء ديانات مختلفة، وقال “اذا زال المسيحي في لبنان سقطت معادلة الوطن وسقطت عدالتها، وإذا سقط المسلم في لبنان اختلت معادلة الوطن واختل اعتدالها، وإذا تعطل لبنان أو تبدل سيكون البديل حتما خطوط تماس في منطقتنا والعالم بين شتى أنواع التطرف والعنف الفكري والمادي وحتى الدموي”، مشددا على ان بقاء لبنان شرط لقيام السلام والأمل والمصالحة بين أتباع النبي ابراهيم كافة، لافتا الى أن “ما يجمعه لبنان لا يسعه أي مكان في الأرض وما يوحده لبنان لا يفرقه أحد، وبهذه المعادلة يعيش لبنان في سلام مع منطقته وفي سلام منطقته مع العالم”.

وقبل ساعات من وصول البابا ليو، تجمعت حشود غفيرة على طول الطرق المؤدية من المطار إلى القصر الرئاسي، ملوحين بأعلام لبنان والفاتيكان، فيما تنتظر البابا رحلة مليئة بالفعاليات في لبنان، حيث يزور خمس مدن وبلدات قبل عودته إلى روما اليوم الثلاثاء، لكنه لن يزور الجنوب الذي استهدفته الضربات الإسرائيلية، وتضمن جدول أعماله صلاة في موقع انفجار مرفأ بيروت الذي أسفر عن مقتل 200 شخص وتسبب في خسائر بمليارات الدولارات، كما يترأس قداساً في الهواء الطلق بالواجهة البحرية لبيروت ويزور مستشفى دير الصليب للأمراض النفسية، وهو واحد من عدد قليل من مرافق الصحة النفسية في لبنان، حيث ينتظر مقدمو الرعاية والنزلاء وصوله بفارغ الصبر، وفي يومه الثاني، زار البابا ليوم ضريح القديس شربل في بلدة عنايا الجبلية الواقعة على بعد 54 كلم شمال بيروت، حيث صدحت التراتيل عبر مكبرات الصوت ورفع المؤمنون أعلام لبنان والفاتيكان تحت سماء رمادية وأمطار غزيرة.

في غضون ذلك، وبينما اتهم المتحدث باسم مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية هاني مرزوق “حزب الله” بجر تل ابيب إلى الحرب، زاعما أن الحزب يعيد بناء الأنفاق ويتسلح، أكد مسؤول منطقة البقاع في “حزب الله” حسين النمر أن الحزب لا يسعى إلى الحرب لكنه سيكون حاضراً في ساحتها إن فرضت عليه، مشددا على أن المعركة لم تنتهِ بعد، مؤكداً أن الحزب لن يرفع الراية البيضاء أو يستسلم، قائلا في احتفال حزبي أمس، “الضغوط علينا مستمرة، فمرة يطلون علينا باستباحة الوطن براً وبحراً وجواً، ومرة بالاغتيالات، وأخرى بالتعقب أو التنصت، ومرة بالسياسة أو المال، ومرة بالمبعوثين الدوليين الذين يهددون على قاعدة التنبيه إلى ما قد يحصل”، مضيفا أن ما يعرض على “حزب الله” هو أن تسلم المقاومة سلاحها، وأن تنسحب من مواقعها، وتندمج في السياسة وتترك قتال الاحتلال، معتبرا العرض بالنسبة للحزب استسلام ورفع للراية البيضاء، مؤكدا أن واجب الدولة أن تحفظ سيادتها، وألا تترك أية وسيلة من الوسائل من أجل استرجاع الأرض المسلوبة، قائلا “حينها نقف إلى جانبها يداً بيد”. ورغم مرور نحو أسبوع على اغتيال رئيس أركان “حزب الله” هيثم طباطبائي، لا تزال إسرائيل تتوقع رداً على الغارة التي نفذتها في الضاحية الجنوبية لبيروت، إلا أن التقديرات الأمنية الإسرائيلية تشي باحتمال ألا يأتي الرد من “حزب الله”، كونه لا يزال بعيداً عن مرحلة التعافي، وفق ما نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن تقديرات تقول إن الحزب تلقّى ضربات قاسية لقدراته العسكرية، ما منعه حالياً عن الرد على الغارات الإسرائيلية في الجنوب اللبناني ومناطق أخرى، منوهة إلى أن جيش الاحتلال نفذ نحو 1200 عملية في لبنان منذ بدء وقف إطلاق النار قبل نحو عام، وقُتل خلالها نحو 370 مقاتلًا معظمهم من عناصر الحزب، من بينهم قادة كبار وقادة ميدانيون ومنسقو معرفة وعناصر ميدانية، لكن الإسرائيليين يدركون أن “حزب الله” قد يسعى لتنفيذ عملية انتقامية رداً على اغتيال طبطبائي، ويرجحون ألا تكون من داخل لبنان أو عبر الحدود الشمالية، كما يرون أن إيران قد تتولى زمام الأمور وتعمل باسم “حزب الله” عبر هجمات استعراضية، وترجح التقديرات الإسرائيلية أن ينفذ الحوثييون عملية انتقاماً لمقتل طباطبائي الذي أرسلته إيران لتأسيس وتدريب قوتهم العسكرية،أما الخيار الآخر فيكمن في احتمال أن تحاول إيران و”حزب الله” العمل على المستوى العالمي ضد أهداف إسرائيلية ويهودية حول العالم.

الكويت الان ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *