نتنياهو يمنح 'حماس' مهلة أخيرة وسط تشاؤم بوقف حرب غزة
زامير يلغي زيارة لواشنطن… وذوو الأسرى يغلقون طريقاً رئيسياً… وأول شاحنتي وقود تدخلان القطاع من رفح
غزة، عواصم – وكالات: كشفت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو سيمنح حركة “حماس” مهلة أخيرة لإعادة المحتجزين بالتنسيق مع الولايات المتحدة، قائلة إن مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر “الكابينت” سيجتمع اليوم الاثنين لاتخاذ قرارات تتعلق بالخطوات المقبلة في غزة، بينما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين عسكريين أن هناك تشاؤمًا كبيرًا في المنظومة الأمنية بشأن فرص التوصل إلى صفقة لوقف الحرب في غزة وإعادة الرهائن الإسرائيليين.
من جانبها، كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية أن رئيس أركان الإحتلال إيال زامير ألغى زيارة رفيعة المستوى كانت مقررة إلى الولايات المتحدة غدا الثلاثاء، بسبب تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتفاقم الخلافات داخل القيادة الإسرائيلية بشأن إدارة الحرب، ناقلة عن مصادر مطلعة قولها إن زيارة زامير كانت تشمل حضور مراسم تقاعد قائد القيادة الوسطى الأميركية إلى جانب عقد لقاءات مع كبار المسؤولين في وزارة الدفاع والاستخبارات ولقاء ممثلين عن منظمات يهودية، مضيفة أن زامير ربط تنفيذ الزيارة بتحقيق تقدم في محادثات التهدئة، لا سيما ما يتعلق بإبرام اتفاق وقف إطلاق نار دائم في غزة، لافتة إلى أن إلغاء الزيارة يأتي في وقت تتعالى فيه الاتهامات لنتنياهو بعرقلة التوصل إلى صفقة شاملة لإنهاء الحرب لأغراض تتعلق بمستقبله السياسي.
بدورهم، أغلق أهالي أسرى إسرائيليين طريق أيالون السريع في تل أبيب صباح أمس، للمطالبة بصفقة فورية تفضي إلى إطلاق سراح ذويهم من قطاع غزة، وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن أهالي الأسرى أغلقوا الطريق وطالبوا بإبرام صفقة فورية مع حركة “حماس”، مضيفة أن المتظاهرين حملوا لافتة ضخمة كتب عليها “أخرجوهم (الأسرى) من غزة جميعا الآن”، متابعة أنه بعد نحو 20 دقيقة، وصلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي إلى المكان وقامت بإخلاء المتظاهرين وتوجيه مخالفات لهم، بينما عمت تظاهرات حاشدة تل أبيب ومدن إسرائيلية عدة ليل أول من أمس، بعد أن نشرت كتائب القسام مقطعا للأسير الإسرائيلي أفيتار دافيد، حيث ظهر وهو يعاني من فقدان شديد في الوزن نتيجة استمرار سياسة التجويع التي تنتهجها تل أبيب في غزة، كما بثت سرايا القدس مقطع فيديو قالت إنه الأخير للأسير روم بارسلافسكي قبل فقدان الاتصال بالمجموعة الآسرة له، وظهر بارسلافسكي في حالة هزال جسدي شديد، جراء التجويع الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، ما ينعكس بدوره على الأسرى المحتجزين.
من جهته، انتقد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد عدم اكتراث حكومة نتنياهو بالأسرى حتى بعد نشر فيديوهات الأسيرين، قائلا “حتى هذه اللحظة لم يتغير جدول أعمال الحكومة”، مشيرا إلى استهتار الحكومة بحياة أسراها في غزة بالقول “سيجرى نقاش آخر حول تأمين رئيس الوزراء وعائلته خلال الجلسة الأسبوعية للحكومة، ولا نقاش حول المختطفين وعائلاتهم”، مضيفا بالقول “حكومة مجنونة، مختلة أخلاقيًا، عديمة الإحساس تماما”.
ميدانيا، وبينما يتواصل دخول شاحنات المساعدات، شهد معبر رفح صباح أمس، دخول شاحنتين محملتين بنحو 107 أطنان من الوقود إلى قطاع غزة للمرة الأولى منذ نحو خمسة أشهر، بينما اصطفت عشرات الشاحنات التي تحمل مساعدات إنسانية من الهلال الأحمر المصري والأمم المتحدة استعدادا للدخول، وأعلنت مصر مواصلتها تنفيذ عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات، وقال المتحدث باسم الجيش المصري غريب عبدالحافظ إن تسع طائرات نقل عسكرية أسقطت على مدار الأيام الثلاثة الماضية عشرات الأطنان من المساعدات الغذائية على المناطق التي يصعب الوصول إليها برا داخل القطاع، وبالتوازي، تواصلت حرب الإبادة، حيث أفادت مصادر طبية باستشهاد نحو 62 قتيلاً فلسطينيًا جراء قصف إسرائيلي على قطاع غزة في ساعات صباح امس الأولى، كما أفادت المصادر الطبية بوصول ثمانية ضحايا من منتظري المساعدات إلى مستشفى الشفاء سقطوا برصاص قوات الاحتلال في منطقة زكيم شمال غرب قطاع غزة، وذكرت مصادر مطلعة أن جيش الإحتلال نسف مباني سكنية وفجر روبوتات مفخخة في مدينة خان يونس، ما أدى إلى وقوع انفجارات عنيفة، كما قتل موظف في الهلال الأحمر الفلسطيني وأصيب ثلاثة آخرين جراء قصف إسرائيلي استهدف مقر الهلال في مدينة خان يونس، ما أدى أيضا إلى اندلاع حريق في الطابق الأول من المبنى، وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن فرق الإنقاذ والإسعاف واجهت صعوبات في الوصول إلى الموقع، بسبب استمرار القصف في محيط المنطقة، منددا بالهجوم، معتبرًا استهداف المرافق الإنسانية والطواقم الطبية انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني.
ترامب تراجع عن إنكارها: “مفجعة ومؤسفة وعار وكارثية”
مجاعة غزة… وصمة عار دولية على جبين الاحتلال!
غزة، عواصم – وكالات: أجساد هزيلة، وجموع جائعة تلهث وراء شربة ماء، مشاهد أراد الاحتلال الإسرائيلي من ورائها أن تدفع الفلسطينيين في قطاع غزة إلى الهجرة، إلا أنها ارتدّت عليه وصارت تل أبيب في مواجهة إجماع دولي غير مسبوق يتهمها باستخدام الجوع سلاحاً في الحرب، ولم يتوقف الأمر عند الامتعاض أو الانتقاد العلني، بل تطور إلى مواقف وإجراءات، أبرزها إعلان العديد من الدول الغربية اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين، بالرغم من أنها حتى وقت قريب كانت من أشد حلفاء إسرائيل.
وحسب تقرير لموقع “الخليج أون لاين” افليكتروني، فإنه على الرغم من تهرّب نتنياهو وحكومته ومحاولة التنصّل من مسؤولية المجاعة في غزة، فإن الأصوات بدأت تتعالى حتى داخل كيان الإحتلال نفسه، مؤكدة أن حرب التجويع ستنعكس سلباً على إسرائيل، وضربت مجاعة غزة مسماراً عميقاً في نعش الاحتلال، كما تشير التحليلات التي ترى أن الكيان المحتل أصبح أسيراً لليمين المتطرف، الذي يرى ضرورة احتلال غزة وطرد سكانها، باعتبار ذلك ضرورة للأمن القومي الإسرائيلي.
ويبدو أن حتى الولايات المتحدة أصبحت غير قادرة على تغطية المجاعة المؤسفة في غزة، التي تنقلها الشاشات العالمية ليل نهار، وتنقل معها التواطؤ الأميركي مع الجريمة، ويتجلى ذلك من خلال تحول موقف الرئيس دونالد ترامب، من إنكار وجود المجاعة، إلى وصف ما يحدث في قطاع غزة بأنه “مفجع ومؤسف وعار وكارثي”، مشدداً على أن بلاده تسعى لإطعام السكان في القطاع.
وسبق التحول في الموقف الأميركي تحول كبير في مواقف الدول الغربية، وخصوصاً بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا التي كانت حتى وقت قريب ترى فيما تفعله إسرائيل في غزة ضرباً من الدفاع عن النفس، وتحت ضغط صور الأطفال الهزلى والتقارير الصادمة الصادرة عن برنامج الأغذية العالمي ومنظمة “أنقذوا الأطفال”، بدأت أصوات حليفة تقليدياً لإسرائيل، كواشنطن ولندن وباريس، تتحدث بلغة أكثر وضوحاً في تحميل الاحتلال مسؤولية الحصار وتدمير سبل الحياة في القطاع.
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إن المعاناة والمجاعة في غزة أمر لا يوصف ولا يمكن الدفاع عنه، مؤكداً أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل، إلى جانب فرنسا ومالطا وكندا وأستراليا وأندورا وفنلندا وآيسلندا ولوكسمبورغ ونيوزيلندا والبرتغال وسان مارينو، كما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه لا يمكن أن تقبل بلاده بموت الأطفال جوعاً في غزة، مؤكداً أن بلاده ستعترف بفلسطين في سبتمبر لإطلاق مسار جديد لحل دائم على أساس حل الدولتين، ووجّه نحو ألف موظف بالاتحاد الأوروبي رسالة دعوا فيها إلى تعليق العلاقات الديبلوماسية مع الاحتلال بسبب المجاعة، مشيرين إلى أن المجاعة في غزة تتسارع ولا يمكن إيقافها بتقديم مساعدات مؤقتة أو إسقاطات جوية.
هذا الانكشاف الكبير للإجرام الإسرائيلي وانفضاض الحلفاء من حولها، يؤكد أن دولة الاحتلال دخلت حقبة خطرة ستصبح معها دولة منبوذة، وفقاً للكاتب الإسرائيلي كوبي نيفالذي قال في مقال نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية، إن نهاية الحرب الحالية تعني اكتشاف الفظائع التي ارتكبتها إسرائيل وتحولها إلى دولة منبوذة، مشيراً إلى أن جميع الصهاينة سيدفعون ثمن حرب غزة، بينما قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت إن آلاف الأبرياء الفلسطينيين يُقتلون، واصفاً ما تفعله حكومة بلاده في غزة بأنه “يقارب جريمة حرب”، في حين قال زعيم حزب الديمقراطيين يائير غولان، إن إسرائيل تتحول إلى دولة منبوذة بين الأمم، كونها لا تتصرف كدولة عاقلة، واعتبر الكاتب الإسرائيلي يولي سيكر في مقال بصحيفة “يديعوت أحرونوت” أنه لا يوجد تفسير مقبول يمكن للعقل البشري استيعابه أو تقبّله عند مشاهدة صورة طفل يتضوّر جوعاً وتعلو وجهه نظرة إلى السراب، مشيرا إلى أنه لا يمكن لدولة الاحتلال تبرير تلك الجريمة، قائلاً “حتى لو جُنّدت أذكى العقول الدعائية وتمت الاستعانة بأمهر الخطباء وأشهر المؤثرين في تيك توك… فإن المشاهد لا يمكن تبريرها”.
وانعكست سياسة التجويع وتوظيف المجاعة كسلاح في الحرب سلباً على إسرائيل وأطاحت بما تبقى من سمعتها، لتثبت للعالم أنها دولة احتلال، حيث رأى الخبير في الشؤون الإسرائيلية عصمت منصور أن قضية التجويع في غزة ضغطت على ضمير العالم، لافتاً إلى أن الصور لا يمكن احتمالها، مشيرا لـ”الخليج أونلاين”، إلى أن تلك المشاهد تعكس وضعاً إنسانياً متدهوراً جداً، وحالة مجاعة حقيقية رغم إنكار الولايات المتحدة وإسرائيل، مضيفا أن المأساة كشفت طبيعة إسرائيل وحربها، وأنها ضد كل الغزيين وكل الفلسطينيين، وليس فقط ضد “حماس”، كما أن فكرة 7 أكتوبر والصور التي صدمت العالم آنذاك، زالت أمام هذه المشاهد.
الكويت الان ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.