الشرع يتعهد انتخاب رئيس وإعادة بناء سورية خلال 5 سنوات

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مستقبلاً الرئيس السوري أحمد الشرع في القصر الرئاسي في أنقرة أمس (أب)

بحث مع أردوغان مصير “قسد” وإنشاء قواعد عسكرية وتدريب الجيش… ووزير داخلية الأسد سلّم نفسه

دمشق، عواصم – وكالات: تعهد الرئيس السوري أحمد الشرع بإعادة بناء بلاده على أسس حديثة ترتكز على العدالة والمشاركة المجتمعية، خلال خمس سنوات، كاشفا في مقابلة مع مجلة “الإيكونوميست” الأميركية أن الإدارة الجديدة تعمل على إصدار إعلان دستوري جديد لتحديد هوية الدولة ووضع قوانين منظمة للحياة السياسية، موضحا أن سورية عانت لعقود من تراجع اقتصادي وسياسي، حيث ركز رأس النظام المخلوع بشار الأسد على البقاء في السلطة عبر القمع والاستغلال، ما أدى إلى تدمير الاقتصاد وانقسامات اجتماعية حادة.

وتعهد الرئيس السوري بتشكيل حكومة شاملة تعبّر عن تنوع سورية تتولى العمل على بناء مؤسسات جديدة، مؤكدا أن سورية ستشهد انتخابات رئاسية وبرلمانية، مشيراً إلى أن مسألة مشاركة الأحزاب السياسية في هذه الانتخابات ستُحدد من قبل لجنة دستورية مختصة تضم خبراء ذوي كفاءة عالية، موضحا أن اللجنة ستعمل على صياغة الدستور الجديد ووضع القوانين المنظمة للحياة السياسية، بما في ذلك قانون الأحزاب، وأن دوره خلال هذه المرحلة سيقتصر على تنفيذ القوانين التي سيتم إقرارها.

وعن العلاقات مع إسرائيل، قال الشرع إن القوات الإسرائيلية يجب أن تعود إلى مواقعها وفق اتفاق 1974 الذي تم التوصل إليه برعاية الأمم المتحدة، واصفا ما يتردد بشأن رغبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في نقل جزء من سكان غزة إلى سورية، بالتشديد أكد الشرع على أن لكل شعب الحق في البقاء في بلده، وأن تهجير السكان يُعد جريمة مرفوضة قانونياً.

وقال إن سورية قد تحتاج إلى نحو أربع أو خمس سنوات لإجراء أول انتخابات رئاسية، قائلا في مقابلة مع تلفزيون “سورية” المقرب من الإدارة الجديدة ومقره إسطنبول، إن الحكومة المستقبلية ستمثل سورية وستتألف بشكل أساسي من أفراد أكفاء، بدلا من الأحزاب السياسية، مضيفا أنه سيركز على إصلاح الاقتصاد السوري بمساعدة فريق من الخبراء الاقتصاديين يتم تشكيله قريبًا، مشيرا للحاجة لإصلاح الكثير من المؤسسات لتحقيق اقتصاد ناجح وتصبح البلاد جاذبة للاستثمارات، ما يشجع السوريين في الخارج على العودة.

في غضون ذلك، وفي زيارة هي الأولى من نوعها منذ نحو 15 عاما، زار الشرع أنقرة أمس، حاملا معه ثلاث قضايا أساسية لمناقشتها مع الرئيس رجب طيب إردوغان، بالإضافة إلى اتفاقية دفاعية، ووصل الشرع إلى المجمع الرئاسي بأنقرة، في الخامسة عصرا بتوقيت إسطنبول، وبعد مراسم استقبال رسمية، بحث الرئيسان وضع قوات سورية الديمقراطية “قسد” في شمال وشرق سورية بالإضافة إلى قضايا أخرى لا تقل أهمية عنها، تتعلق بالأمن والعسكرة، وذكرت وسائل إعلام محلية، أن الرئيسين ناقشا تدريب الجيش السوري الجديد ومجالات التعاون الجديدة وتوقيع اتفاقيات عسكرية تشمل الدفاع المشترك، وإقامة قواعد تركية رسمية في سورية، وشروع تركيا بتدريب ضباط وطيارين سوريين.

وناقش الشرع وإردوغان عودة اللاجئين السوريين في تركيا البالغ عددهم ثلاثة ملايين شخص، كما شملت المحادثات القضايا المتعلقة بالاستثمار داخل سورية ومساهمة الشركات التركية في عملية إعادة الإعمار، وتقييم الخطوات المشتركة التي يجب أن يتخذها البلدان من أجل التعافي الاقتصادي والاستقرار والأمن المستدام، والدعم الذي يمكن تقديمه للإدارة الانتقالية والشعب السوري، على المنصات متعددة الأطراف.

من جانبه، رحب المبعوث الخاص إلى سورية غير بيدرسن بتعهدات الشرع والإدارة الجديدة، معربا عن انطباعه القوي بالإيمان المشترك بين السوريين الذين التقى بهم بأن نجاح المرحلة الانتقالية أمر بالغ الأهمية ولا يتحمل الفشل، قائلا إنه التقى السلطات المؤقتة وبطيف واسع من السوريين، وتابع عن كثب جميع التطورات على الأرض، معربا عن تقديره للحوار الجاد والبناء مع الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني، مرحبا بالتأكيدات الواضحة التي قدمتها القيادة المؤقتة بشكل علني وله شخصيا، بأن سورية الجديدة ستكون لجميع السوريين وستُبنى على أسس شاملة وموثوقة.

ميدانيا، وبعد أيام من اعتقال عاطف نجيب ابن خالة الرئيس السوري السابق بشار الأسد، ورئيس فرع الأمن السياسي في درعا سابقاً، سلّم وزير الداخلية السوري الأسبق اللواء محمد إبراهيم الشعار نفسه للسلطات الأمنية أمس، وأظهرت مقاطع مصورة الشعار وهو في سيارة للقوات الأمنية، حيث قال إنه سلّم نفسه طواعية، مشددا على أن وزارة الداخلية لم تكن مسؤولة عن السجون غير الرسمية والأمنية بل الرسمية فقط، بينما أطلقت إدارة الأمن العام بالتعاون مع إدارة العمليات العسكرية، حملة تستهدف تجار المخدرات والأسلحة بريف محافظة درعا.