ضيوف الرحمن يؤدون ركن الحج الأعظم على صعيد 'جبل الرحمة'

حجاج بيت الله الحرام يؤدون ركن الحج الأعظم على صعيد عرفات أمس وسط أجواء إيمانية مفعمة (وكالات)

ولي العهد السعودي يُشرف على خدمات الحجاج في “منى”… وخطيب عرفة يدعو الله لنصرة فلسطين وإغاثة أهل غزة

مكة المكرمة، عواصم – وكالات: وسط أجواء إيمانية مفعمة، أدى حجاج بيت الله الحرام ركن الحج الأعظم على صعيد عرفات أمس، حيث حرص ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على التواجد في مشعر منى للإشراف بنفسه على الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وذلك نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فيما دعا خطيب عرفة الشيخ صالح حميد الله عز وجل أن ينصر الشعب الفلسطيني وأن يغيث المجوّعين منه في الأراضي المحتلة التي تشهد إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل منذ 20 شهرا.

وقال حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، في خطبة عرفة باكيا: “اللهم كن (عونا) لإخواننا في فلسطين، اللهم كن لإخواننا في فلسطين، اللهم تولى شأنهم، اللهم تولى شأنهم”، وتابع: “اللهم أطعم جائعهم، واكس عاريهم، وآو طريدهم، واجبر كسيرهم، وأمّن خائفهم، واكفهم شر أعدائهم، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم بقوتك وعزتك يا قوي يا عزيز”، وحض حميد على تقوى الله والالتزام بالأخلاق وأكد أن يوم عرفة يوم عظيم يجتمع فيه المسلمون على صعيد واحد، وتتراءى فيه معاني الإيمان والتقوى في أبهى صورها، إذّ يُستدعى إلى الأذهان جوهر الدين وأركانه ومراتبه، وحض الحجيج على الإكثار من الثناء على الله، وذكره، ودعائه في هذا اليوم الذي يُعدُّ موطنًا لإجابة الدعاء ومضاعفة الحسنات، وتقدم المصلين في الخطبة، نائب أمير منطقة مكة المكرمة نائب رئيس لجنة الحج المركزية الأمير سعود بن مشعل ومفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ.

ومن مشعر “منى”، حيث قضوا يوم التروية، توافد ضيوف الرحمن على صعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم، مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة، وتحفهم العناية الإلهية، ملبين متضرعين داعين الله عز وجل أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار”، وبعد الاستماع إلى خطبة يوم عرفة، أدى الحجاج في عرفات صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بأذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة؛ اقتداءً بسنة الرسول محمد صلى عليه وسلم، ومع غروب الشمس، بدأ جموع الحجيج نفرتهم إلى مزدلفة حيث صلوا فيها المغرب والعشاء، وباتوا فيها حتى فجر اليوم العاشر من ذي الحجة؛ أول أيام عيد الأضحى، تأسيًا بسنة رسول الإسلام محمد “صلى الله عليه وسلم”، ثم يعودون إلى منى لاستكمال مناسك الحج ورمي الجمرات ثم نحر الهدي وطواف الإفاضة، ومن غد السبت وحتى الاثنين المقبل، يستمر الحجاج في رمي الجمرات مجددا في منى، فيما يختتم الحج بأداء طواف الوداع بمكة.

وبينما أعلن متحدث وزارة الحج غسان النويمي في مؤتمر صحفي، أن عدد الحجاج الذين وصلوا من خارج السعودية تجاوز 1.5 مليون حاج وحاجة، ويضاف لهذا العدد، رقم آخر بشأن الحجاج من داخل المملكة، والذي عادة ما يعلن بنهاية موسم الحج، كشفت وزارة الحج والعمرة عن تعبئة نحو 250 ألف موظف وموظفة، إلى جانب التنسيق بين نحو 40 جهة حكومية، بهدف تأمين سلامة الحجاج وتقديم الخدمات اللازمة، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وتضمنت التدابير المتخذة هذا العام توسيع المساحات المظللة بإضافة 50 ألف متر مربع، وتوزيع آلاف من الكوادر الطبية في مختلف المشاعر، فضلاً عن توفير نحو 400 وحدة تبريد لضمان راحة الحجاج والحفاظ على صحتهم.

في غضون ذلك، وصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى مشعر منى للإشراف على تنظيم شؤون الحج والاطلاع على الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام، وقالت وكالة الأنباء السعودية “واس” إنه “نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وصل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى مشعر منى لتنظيم شؤون الحج والإشراف على راحة الحجاج”، مضيفة أن الأمير محمد بن سلمان أشرف على ما يُقدم للحجاج من خدمات وتسهيلات ليؤدوا مناسكهم بكل يُسر وسهولة وأمان، بينما أكدت قناة “الإخبارية” السعودية أن خطة التفويج إلى عرفات نجحت وسط انسيابية مرورية وعمليات تشغيل متكاملة.