حرب غزة تضع أوزارها… وقف احتلال المدينة وتجميد العمل العسكري
مشيعون في جنازة فلسطينيين استشهدوا في غارة لجيش الاحتلال في دير البلح وسط قطاع غزة أمس (أب)
“حماس” قبلت خطة ترامب وأعلنت استعدادها لتسليم جميع الأسرى… والرئيس الأميركي دعا لوقف القصف “فوراً”
غزة، عواصم – وكالات: رغم خروقات جيش الاحتلال الإسرائيلي وسقوط شهداء ومصابين بنيران الاحتلال، هبت نسائم السلام على غزة أمس، تنفيذا لأمر مباشر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أمر الاحتلال الإسرائيلي بوقف عملياته في القطاع الذي يعاني حرب إبادة شاملة منذ عامين، فورا، مؤكدا في إعلان مفاجيء ليل أول من أمس، أن “حماس” مستعدة للسلام، قائلا على منصة “تروث سوشيال” إنه “بناء على البيان الصادر عن حماس أعتقد أنهم مستعدون لسلام دائم، وعلى إسرائيل أن توقف قصف غزة فورا حتى نتمكن من إخراج الرهائن بأمان وسرعة، إذ في الوقت الحالي من الخطير جدا القيام بذلك”، مضيفا “نحن نناقش بالفعل تفاصيل يجب الاتفاق عليها، فالأمر لا يتعلق بغزة فحسب بل بالسلام الذي طال انتظاره في الشرق الأوسط”.
وليل أول من أمس، أعلنت “حماس” موافقتها على الإفراج عن أسرى الاحتلال الاسرائيلي وفقا لما ورد في مقترح ترامب، وذلك بعد ساعات قليلة من إمهال الرئيس ترامب لها حتى العاشرة بتوقيت غرينتش من ليل اليوم الأحد، مؤكدة ضرورة توفير الظروف الميدانية لإجراء عملية التبادل، كما أبدت الحركة الاستعداد للتفاوض عبر الوسطاء لمناقشة تفاصيل الإفراج وبنود الخطة، موضحة أن ردها سلمته للوسطاء بعد دارسة مستفيضة، مضيفة أنها تجدد موافقتها على تسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية من المستقلين بناء على التوافق الوطني الفلسطيني واستنادا للدعم العربي والإسلامي، معتبرة ما ورد في مقترح الرئيس ترامب من قضايا أخرى تتعلق بمستقبل قطاع غزة وحقوق الشعب الفلسطيني الأصيلة، مرتبط بموقف وطني جامع واستنادا إلى القوانين والقرارات الدولية ويتم مناقشتها من خلال إطار وطني فلسطيني جامع تكون الحركة من ضمنه وتسهم فيه بكل مسؤولية، مشيرة إلى أنه حرصا منها على إيقاف العدوان وحرب الإبادة وانطلاقا من مسؤوليتها، فقد أجرت مشاروات واسعة مع القوى والفصائل الفلسطينية ومع الوسطاء والأصدقاء للتوصل لموقف مسؤول في التعامل مع خطة الرئيس ترامب.
وقال ترامب في تعليق من البيت الأبيض على رد “حماس”: “إنه يوم مميز للغاية ربما غير مسبوق من نواح عدة… لقد قام العديد من الأشخاص بجهود جبارة للتوصل الى هذا الاتفاق… يجب علينا أن نحصل على الكلمة الأخيرة لتأكيد هذا الاتفاق”، متوجها بالشكر لقطر وتركيا والسعودية ومصر والأردن على جهودها في التوسط من أجل السلام، أعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صباح أمس، الاستعداد لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي التي تشمل إطلاق سراح الأسرى المتبقين في غزة، بينما أعلن متحدث باسم قوات الاحتلال الاسرائيلي أن جلسة عقدت لتقدير الموقف بناء على التطورات الجديدة شارك فيها مسؤولون عسكريون، مشيرا إلى أن تعليمات صدرت لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب، وقالت إذاعة الاحتلال إن المستوى السياسي أصدر تعليماته بوقف عملية احتلال مدينة غزة، مضيفة أنه بعد تقييمات الوضع ومحادثات مع جهات أميركية، أصدر المستوى السياسي تعليماته للحد من النشاط العسكري في غزة إلى الحد الأدنى.
وسارعت دولتا الوساطة قطر ومصر إلى الترحيب برد “حماس” ودعوة الرئيس ترامب إلى وقف القتال فورا، وأكد مستشار رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري ماجد الأنصاري بدء الدوحة العمل مع شركائها بالوساطة في مصر وبالتنسيق مع الولايات المتحدة، استكمال النقاشات حول الخطة لضمان الوصول إلى نهاية للحرب، كما أكدت مصر اعتزامها القيام بأقصى جهد بالتنسيق مع الأشقاء بالدول العربية والاسلامية والولايات المتحدة والجانب الأوروبي والمجتمع الدولي للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار وإزالة المعاناة عن الشعب الفلسطيني وإعادة إعمار قطاع غزة، كما رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإعلان الرئيس ترامب وقف الحرب والذهاب لاستكمال التفاصيل، وجدد الإشادة بالجهود الكبيرة التي يبذلها ترامب والشكر للدول العربية والإسلامية التي تبذل جهودها في هذا الصدد، مؤكدا استعداد فلسطين للعمل البناء مع الرئيس الأميركي “منذ هذه اللحظة ومع جميع الشركاء المعنيين والرئاسة المشتركة للمؤتمر الدولي للسلام بنيويورك ورؤساء مجموعات العمل والعضو العربي في مجلس الأمن الجزائر وجميع أعضاء مجلس الأمن وأعضاء الجمعية العامة من أجل تحقيق الاستقرار والسلام الدائم والعادل وفق الشرعية الدولية”، قائلا إن السيادة على قطاع غزة هي لدولة فلسطين وإن الربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة لا بد أن يتم من خلال القوانين والمؤسسات الحكومية الفلسطينية وبواسطة لجنة إدارية فلسطينية وقوى أمنية فلسطينية موحدة في إطار نظام وقانون واحد وبدعم عربي ودولي، مشيرا لمسؤولية المجتمع الدولي في إلزام إسرائيل بوقف جميع إجراءاتها الأحادية التي تنتهك القانون الدولي وفي مقدمتها وقف الاستيطان وإرهاب المستوطنين والاعتداء على المقدسات وحجز أموال الضرائب الفلسطينية، وتوالى الترحيب الدولي، حيث رحبت الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي والبحرين والأردن وبريطانيا وتركيا وسويسرا والهند.
وأمس، أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن الفرق الثلاث التي تناور في مدينة غزة متوقفة في مواقعها، حيث لا تقدم في احتلال الجبهة ولا انسحاب إلى الخطوط الخلفية، قائلة إنه بتوجيه من رئيس الأركان إيال زامير لا يزال جيش الإحتلال على الخطوط التي استولى عليها حتى الآن في مدينة غزة، مضيفة أنه لا يوجد أي تقدم في احتلال الجبهة ولا انسحاب إلى الخطوط الخلفية، زاعمة أن جيش الاحتلال عزز جهوده لحماية القوات البرية وخصص قوات إضافية من طائرات الاستطلاع الجوي ومركبات الاستطلاع والمراقبة وجمع المعلومات لرصد أي محاولة من حركة “حماس” لتهديد القوات، موضحة أن سياسة إطلاق النار هي أنه لا هجمات مدبرة، مع ذلك، سيتم تنفيذ أي هجوم مطلوب لإزالة أي تهديدات تتعرض لها القوات، قائلة إن الهجمات التي تم الإبلاغ عنها في غزة في الساعات الأخيرة تهدف لإزالة التهديدات وتحذير المدنيين الغزيين من العودة شمالا إلى مدينة غزة، وفق زعم إذاعة الجيش.
من جانبها، قالت صحيفة “يسرائيل هيوم” نقلا عن مصدر سياسي إسرائيلي إن وقف العمليات الهجومية يهدف إلى تمكين “حماس” من البدء في الاستعداد لإطلاق سراح المخطوفين، مضيفا أن “هذا ليس وقف إطلاق نار رسميا يلزم حماس بإعادة المخطوفين خلال ثلاثة أيام، هذه ليست بداية انسحاب، مع أنه قد تكون هناك تحسينات تكتيكية لحماية جنودنا. نحن ندرس باستمرار ما يحدث على الأرض، ولن نسمح للمنظمات الإرهابية بمحاولة استغلال الفرصة وتنفيذ هجوم في اللحظة الأخيرة، أو تعزيز قبضتها على الأرض”، معتبرا أن المحادثات التي ستبدأ اليوم ستظهر منذ البداية ما إذا كانت “حماس” تعبث مجددا أم أنها أدركت أنه لا خيار أمامها سوى قبول خطة ترامب.
شهداء ومصابون في غارات عنيفة وإنذارات بالإخلاء… والاحتلال يتجاهل دعوة ترامب
غزة، عواصم – وكالات: متجاهلاً دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف العمليات العسكرية فورا، وعلى الرغم من موافقة حركة “حماس” على خطة الرئيس ترامب، كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته العنيفة على قطاع غزة أمس، وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل أن جيش الاحتلال شن عشرات الغارات على مدينة غزة، مؤكداً أن القصف دمّر نحو 20 منزلاً ومبنى، قائلا “ليلة عنيفة جداً نفذ خلالها الاحتلال عشرات الغارات والقصف المدفعي على مدينة غزة وبعض المناطق في القطاع، رغم دعوة الرئيس ترامب لوقف القصف”.
وبالرغم من إعلان جيش الاحتلال بدء الاستعدادات لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب، فإنه وجّه إنذاراً عاجلاً لجميع سكان قطاع غزة، معتبراً المنطقة الواقعة شمال وادي غزة منطقة قتال خطيرة، وقال المتحدث أفيخاي أدرعي “المنطقة الواقعة شمال وادي غزة ما تزال تعتبر منطقة قتال خطيرة. البقاء في هذه المنطقة يشكّل خطراً كبيراً، ولذلك يبقى شارع الرشيد مفتوحاً أمامكم للانتقال جنوباً”، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال لا يزال يطوّق مدينة غزة، ما يعني أن محاولة العودة إليها تشكّل خطراً شديداً، داعياً السكان إلى تجنّب العودة شمالاً أو الاقتراب من مناطق عمل قوات الاحتلال الإسرائيلية.
من جانبها، ذكرت مصادر محلية أن عددا من الفلسطينيين استشهدوا فيما أصيب العشرات في غارات جديدة شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة غزة رغم دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى وقف القصف، ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” عن المصادر القول ان طائرات الاحتلال الاسرائيلي شنت خمس غارات عنيفة على مناطق متفرقة بمدينة غزة بالتزامن مع تحليق مكثف للطائرات المسيرة فوق المدينة، مضيفة أن الطائرات المسيرة استهدفت مجموعة من الفلسطينيين في شارع الجلاء وسط مدينة غزة ما أسفر عن وقوع شهداء ومصابين، بينما قالت مصادر طبية في مستشفى الشفاء إن طواقم الطوارئ والدفاع المدني انتشلت جثامين خمس شهداء من تحت أنقاض منزل استهدف في الجهة الغربية من مدينة غزة.
حكومة تكنوقراط تحت إشراف دولي
غزة، عواصم – وكالات: تشكل المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب في قطاع غزة نقطة الانطلاق في مسار التنفيذ، عبر تهيئة الظروف الميدانية والإنسانية لاستكمال المراحل التالية، وتتضمن المرحلة الأولى:
– الوقف الفوري لإطلاق النار بعد موافقة الطرفين على الخطة.
– الإفراج عن جميع الرهائن الأحياء والأموات خلال 72 ساعة من قبول إسرائيل بالخطة علناً.
– وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية ومن ذلك القصف الجوي والمدفعي وتجميد خطوط القتال خلال فترة التبادل.
– انسحاب جزئي تدريجي للقوات الإسرائيلية إلى خطوط متفق عليها.
– إسرائيل تفرج عن أسرى فلسطينيين وتبادل الأحياء والأموات وفق ما ورد في الخطة.
– تسليم مهام الإدارة المدنية لغزة إلى حكومة انتقالية تكنوقراط فلسطينية تحت إشراف دولي.
– بدء ضخ المساعدات الإنسانية وإعادة الخدمات الأساسية دون تدخل من إسرائيل أو “حماس” في التوزيع.
– تسهيل دخول المساعدات عبر المعابر وفق آليات حيادية.
الفصائل ترحب بموافقة “حماس”
غزة، عواصم – وكالات: رحبت فصائل المقاومة الفلسطينية بموافقة حركة “حماس” على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في غزة، واصفة الموافقة بـ”الموقف الوطني المسؤول”، ودعت الفصائل في بيان لها أمس، إلى استكمال الخطوات والإجراءات من الأطراف كافة، مشيدة بالمواقف العربية والإسلامية والوساطة المصرية والقطرية والجهود التركية التي ساهمت في تبني موقف موحد يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ويعجّل بوقف العدوان، كما شددت الفصائل على ضرورة قيام السلطة الفلسطينية بواجباتها، بما يشمل عقد لقاء وطني عاجل لبحث آليات تنفيذ إدارة القطاع من قبل هيئة فلسطينية مستقلة، ومناقشة القضايا الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة.
من جانبها، أكدت حركة “الجهاد” أن رد “حماس” يعكس موقف قوى المقاومة الفلسطينية، مشيرة إلى مشاركتها في المشاورات التي أدت إلى اتخاذ القرار، فيما اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرد “وطنياً ومسؤولاً ويفتح الطريق أمام إنهاء العدوان”، مؤكدة أهمية التزام الاحتلال بوقف العدوان وتنفيذ الاتفاق تمهيداً للانسحاب وكسر الحصار عن غزة.
الاحتلال يرحّل 137 ناشطاً بأسطول الصمود
غزة، عواصم – وكالات: أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس، أنها رحَّلت إلى تركيا 137 ناشطاً إضافياً من أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار حول غزة والذي كان يحمل المساعدات لقطاع غزة واعترضته الأربعاء الماضي، قائلة في بيان على منصة “إكس”: “تم ترحيل 137 محرضاً إضافياً من أسطول حماس-الصمود إلى تركيا”، مضيفة أن “إسرائيل تسعى إلى تسريع وتيرة ترحيل جميع المحرضين”، زاعمة أن “بعض هؤلاء يعرقلون عمداً عملية الترحيل القانونية”، وأوضحت الوزارة أن الأشخاص الذين رحلوا أمس، مواطنون من الولايات المتحدة وإيطاليا والمملكة المتحدة وسويسرا والأردن والعديد من البلدان الأخرى، فيما كانت دولة الاحتلال رحلت أربعة ناشطين إيطاليين يوم الجمعة الماضي، هم الدفعة الأولى بين مئات كانوا موجودين على متن الأسطول وتم اعتقالهم.
من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن حكومته تقوم بنقل ناشطي أسطول الصمود العالمي المحتجزين لدى إسرائيل إلى تركيا، مؤكدا خلال مشاركته في فعالية لافتتاح مشاريع ووضع حجر الأساس لمشاريع أخرى في إسطنبول أمس، أن اتصالاته الديبلوماسية بشأن فلسطين هدفها تمكين الأشقاء في غزة من الوصول إلى الهدوء والسلام والأمان بأقرب وقت ممكن.
الكويت الان ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.