رابعة الحمادي محامية لا تخذل الحق… ورامية لا تخطئ الهدف
- تحدثت لـ”السياسة” عن تجاوزها التحديات وتألقها في ميدانين مختلفين
- المحاماة خيار وجداني ورسالة مسؤولة قبل أن تكون مساراً وظيفياً
- الرياضة النسائية تزدهر حينما يترسخ وعي مجتمعي بأهمية دور المرأة
- المحاماة درَّبتني على الحسم في اتخاذ القرار والرماية علّمتني الانضباط والدقة
- أقول للفتيات: لا تخشَينَ الفشل ولا تنتظرن الإذن… انطلقن حيث تصدح أرواحكن
- تجاوز الخوف رسّخ في شخصيتي الثقة… وأدركت أن الإنجاز يولد من رحم التحدي
يوماً بعد يوم، تثبت المرأة الكويتية أهليتها للعمل في الميادين كافة، وتؤكد جدارتها في التصدي لكل مهمة تُسندُ إليها، أو تختارها هي بنفسها… في هذه المساحة تحاور “السياسة” صَبيَّة كويتية يصح أن نعتبرها نموذجاً استثنائياً، من حيث اشتغالها في ميدانين مختلفين كلياً، ونجاحها وإبداعها في كليهما معاً: المحاماة ورياضة الرماية.
إنها المحامية رابعة الحمادي، التي استطاعت أن تنشئ “هارموني” مدهشاً بين صوت المطرقة في قاعة المحكمة ودوي الرصاصة في ميدان الرماية؛ فأصابت الهدف في هذه، وجَلَّت الحق في تلك… رابعة الحمادي مثال حقيقي للمرأة الكويتية التي لم تكتفِ بتجاوز التحديات، بل حوّلتها إلى محطات إبداع بلا حدود، ومنصَّات إنجاز بلا مُحال…
إلى تفاصيل الحوار:
لماذا اخترتِ المحاماة؟ وما الذي شكّل لديكِ هذه الميول المبكرة؟
منذ طفولتي آمنت بأن لكل إنسان صوتاً، ومن لا يمتلك صوته يجب أن يجد من يمثله. المحاماة كانت أكثر من مهنة بالنسبة لي؛ هي خيار وجداني، وغريزة أصيلة سعيت لصقلها بالدراسة والممارسة. إنها مسؤولية، ورسالة قبل أن تكون مساراً وظيفياً.
هل ما زالت المحاماة في نظر الجيل الجديد رسالة؟ أم تحوّلت مهنة ذات بريق مادي؟
مهنة المحاماة بطبيعتها سامية، تقوم على إحقاق العدل واستعادة الحقوق… صحيح أن الإقبال عليها كبير اليوم، لكن الفارق يكمن في النية؛ من يدخل المحاماة بدافع إنساني يجد فيها عمقاً لا يقارن، ومن يبحث عن بريق سريع قد لا يصمد أمام ثقل التحديات.
من المحاماة إلى رياضة الرماية… قفزة غير مألوفة، كيف كانت البداية؟
بدايتي في المجال الرياضي لم تكن مخططة. عملت ضمن فريق الفحص التابع للوكالة الكويتية لمكافحة المنشطات، وكنت أتردد على الاتحادات الرياضية. هناك لفتتني لعبة الرماية، فتقدمت لدورة تحكيم، وحصلت على رخصة دولية. وشيئاً فشيئاً، شاركت في بطولات محلية ودولية، إلى أن تم اختياري مسؤولة عن فريق السيدات في اتحاد الرماية… ومن هنا بدأت رحلتي الحقيقية.
المحامية رابعة الحمادي في حديث مع الزميلة سوزان ناصر (تصوير – محمد مرسي)
هل تختلف الحماسة في العمل الإداري عن حماسة اللاعب في الميدان؟
ربما يكون الشغف مشتركاً، لكن مسؤول الفريق يتحمّل عبء النتائج، ويكون ذهنه في كل التفاصيل. أنا أرى أن حماستي أحياناً تفوق حماسة اللاعبات، لأن نجاحهن يعكس جهداً جماعياً يُبذل خلف الكواليس.
كيف ترين واقع الرياضة النسائية في الكويت؟
الرياضة النسائية تشهد تطوراً مطرداً، لكن ما زال ينقصها الدعم الإعلامي والمادي، فضلاً عن ترسيخ الوعي المجتمعي بدور المرأة في المنافسة الرياضية. المرأة الكويتية اليوم تملك الأدوات، فقط نحتاج إلى المزيد من المساحة والفرص.
كيف توفقين بين المحاماة ورياضة الرماية؟
التنظيم مفتاح النجاح. كلا المجالين يتطلب حضوراً ذهنياً عالياً. المحاماة دربتني على الحسم في اتخاذ القرار، والرماية علّمتني الانضباط والدقة. هما متكاملان، وأجد نفسي في كليهما.
هل ترين أن مهاراتك القانونية ساعدتك في إدارة الفريق؟
بكل تأكيد. مهنة المحاماة منحتني صرامة القرار ومهارات الإدارة وروح المنافسة. تلك العناصر كانت حاسمة في بناء فريق متماسك وتحقيق نتائج مشرفة.
رسالتك للفتيات الكويتيات؟
لا تخشين الفشل، فكل عثرة هي خطوة نحو نضوج التجربة. لا تنتظرن الإذن، بل انطلقن حيث تصدح أرواحكن. النجاح لا يقتصر على جنس دون آخر.
هل هناك موقف لا تنسينه في رحلتك؟
أول مرافعة خضتها كمحامية، كانت الرهبة طاغية، لكني انتصرت على الخوف. كانت نقطة تحول رسّخت في شخصيتي معنى الثقة… ومنذ ذلك اليوم أدركت أن الإنجاز الحقيقي يولد من رحم التحدي.
ماذا عن أول قضية ربحتِها؟
شعور لا يُوصف. الإنجاز القانوني له طعم خاص، خصوصاً حين ترى انعكاسه في عيون موكّلك. لحظة يشعر فيها المحامي أن رسالته قد اكتملت.
وماذا عن مشاعر النصر في ميدان الرماية؟ هل تختلف؟
النصر في المحاكم هو انتصار الحق. أما في ميادين الرماية فهو نشيد وطن. هناك فرق بين فرحة شخصية وفرحة تُهدى إلى بلدك. كل واحدة لها نكهتها، وكل إنجاز له وزنه المعنوي والوطني.
إلامَ تطمحين؟
أن أترك أثراً فيمن حولي. سواء في مجال القانون أو في الرياضة، أطمح إلى أن أكون مصدر إلهام، وأن أسهم في بناء جيل لا يخاف من الطموح ولا يتردد أمام التحديات.
هل من كلمة أخيرة توجهينها لقرّاء “السياسة”؟
أشكر صحيفة “السياسة” على منحي هذه المساحة، وأقول لكل امرأة: الإصرار والشغف يفتحان لك أبواباً لا تتخيلينها… لا تتنازلي عن أحلامك، ولا تسمحي لأحد أن يرسم حدودك.
لمشاهدة المقابلة كاملة عبر يوتيوب
x
الكويت الان ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.