التوتر يشتعل بين الهند وباكستان والمخاوف تتسع من مواجهة نووية
باكستانيون يرددون شعارات مناهضة للهند خلال صلاة الجنازة على ضحايا الهجوم الصاروخي الهندي على بلدة موريدكي في إقليم البنجاب الباكستاني (أب)
الجارتان تتبادلان القصف… وسباق تهدئة خليجي ودولي… والصين تأسف… وروسيا والأمم المتحدة لضبط النفس
إسلام آباد، نيودلهي، عواصم – وكالات: وسط مخاوف واسعة من خطأ في الحسابات قد يقود إلى مواجهة نووية، ومساع دولية لكبح التصعيد ودعوات لضبط النفس، اشتعل التوتر بين الهند وباكستان، بعد إعلان الجيش الهندي إطلاق عملية عسكرية ضد أهداف في باكستان ومنطقة آزاد كشمير الخاضعة لسيطرتها ليل أول من أمس، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بينهم أطفال، فيما ردت باكستان فورا وتوعدت إسلام آباد برد شامل وحازم.
وإثر أيام من التوتر المتصاعد بين القوتين النوويتين، أعلنت الهند أنها أطلقت عملية “سندور”، مستهدفة ما سمتها البنية التحتية الإرهابية في باكستان وجامو وكشمير، قائلة إن قواتها شنّت ضربات دقيقة على تسعة مواقع في باكستان تضمّ بنى تحتية إرهابية، وأكد الجيش الهندي أن المعسكرات الإرهابية التسعة التي استُهدفت بصواريخ هندية “دُمرت”، وقالت الناطقة باسم الجيش فيوميكا سينغ “استهدفت تسعة معسكرات إرهابية ودمرت”، موضحة أن الأهداف اختيرت لتجنب أي أضرار للمنشآت المدنية ووقوع خسائر بشرية.
في المقابل، أعلن الجيش الباكستاني أنه أسقط 5 طائرات هندية في المجال الجوي الهندي بينها ثلاث من طراز “رافال” الفرنسية الصنع، قائلا إن الضربات الهندية ألحقت أضرارا بسد باكستاني لتوليد الكهرباء في كشمير، وقال الناطق باسم الجيش أحمد شودري إن الهند استهدفت سد نيلوم جيلوم للطاقة الكهرومائية القريب من الحدود التي تقسم كشمير المتنازع عليها إلى شطرين، مضيفا أن الجيش الباكستاني أسقط خمس طائرات مطاردة ومسيّرة قتالية للرد على العدو والدفاع عن النفس”.
وأعلن وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف أن جميع المواقع التي استهدفتها الهند مدنية بينها مسجدان وليست معسكرات للمسلحين، قائلا إن الهند أطلقت صواريخ من مجالها الجوي وأن ادعاءها استهداف معسكرات الإرهابيين كاذب، مشيراً إلى أنها خسرت خمس طائرات، بينما دانت الخارجية الباكستانية بشدة ما أسمته بـ”العدوان الهندي” عليها واعتبرته انتهاكاً صارخاً لسيادتها وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، مشيرة إلى أن إسلام آباد تحتفظ بحق الرد وفقاً للمادة الـ51 من ميثاق الأمم المتحدة، وأنها ستحمي أراضيها بكل الوسائل الممكنة، وقال وزير الإعلام الباكستاني عطا الله تارار إن رئيس الوزراء شهباز شريف دعا لجنة الأمن القومي إلى اجتماع طارئ صباح أمس، وفي إطار رد إسلام آباد، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر استخباري باكستاني أن الجيش ضرب نحو 12 هدفا في إقليم كشمير، متوقعاً مزيداً من التصعيد، بينما أفاد مصدر أمني هندي بأن ثلاث طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الهندي تحطّمت على الأراضي الهندية لأسباب لم تتّضح في الحال، قائلا إنّه عثر على حطام اثنتين في الشطر الهندي من كشمير والثالثة في ولاية بنجاب، كما أعلن الجيش الهندي عبر منصة “إكس ” أن باكستان قصفت بالمدفعية قطاعي بيمبر غالي وبونش راجوري في الشطر الهندي من كشمير، وكان يفترض أن تقوم الهند بمناورات أمس، لتحضير شعبها “للدفاع عن نفسه” لكن التوتر الذي اشتعل ألغى المناورات.
وقبلها، أفادت تقارير إعلامية هندية بمقتل 10 أشخاص وإصابة 48 بقصف استهدف الجزء الهندي من كشمير، بالمقابل، قتل نحو 26 مدنيا وأصيب 46 بجروح في ضربات للجيش الهندي على ستة أماكن في باكستان وفي تبادل لاطلاق النار بين الجيشين في منطقة كشمير، وقال شودري إن الضربة الأعنف حصدت 13 مدنيا بينهم طفلتان في الثالثة في مسجد باهاوالبور في منطقة بنجاب الباكستانية المرتبطة بحسب الاستخبارات الهندية بجماعات مسلحة في كشمير المتنازع عليها بين البلدين، مضيفا “سنرد على الهند في الوقت والمكان وبالطرق التي نختارها”.
خليجيا، شرعت السعودية وسلطنة عمان وقطر في سباق جهود وساطة لتهدئة الوضع، بينما دعت دول مجلس التعاون الخليجي الست إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب التصعيد وحل الأزمة ديبلوماسياً، معربة عن القلق البالغ إزاء استمرار التصعيد، داعية لتغليب صوت الحكمة واحترام مبادئ حسن الجوار، مؤكدة الحاجة الماسة لجعل قنوات الاتصال مفتوحة بين الهند وباكستان لنزع فتيل التوترات ومعالجة القضايا العالقة بينهما عبر حوار بناء، يفضي في نهاية المطاف إلى حلول شاملة وتوافقية ومستدامة، داعمة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى توطيد الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة. ودوليا، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أمله في أن “يتوقف سريعا جدا” القتال بين الهند وباكستان، وأعلن البيت الأبيض أنّ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو تحدّث مع نظيريه الهندي والباكستاني ودعاهما لإجراء حوار بهدف “تهدئة الوضع”، بينما قالت الصين أنها تأسف للضربات الهندية على باكستان، كما دعت روسيا لضبط النفس، واعتبر الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش أنّ العالم لا يمكنه تحمّل مواجهة عسكرية.
الكويت الان ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.