الجزاف: زيادة 'أوبك +' للإنتاج تنهي 3 سنوات عجاف من تراجع أرباح 'البترول'

ناجح بلال

أرجع المحلل والخبير الاقتصادي سلطان الجزاف تراجع أرباح مؤسسة البترول الكويتية في السنوات الثلاث الاخيرة الى تراجع سعر برميل النفط والخفض الطوعي لانتاج دول اوبك بما فيها خفض انتاج الكويت والتي بدأت منذ عام 2023.

وبالتفصيل، قال الجزاف لـ “السياسة” إن ارباح المؤسسة هبطت الى 1.365 مليار دينار في السنة المالية 2024-2025، مقارنة بـ 1.46 مليار دينار خلال 2024/2023 أي بتراجع قدره 94.77 مليون، فيما كانت ارباحها السنوية في 2022-2023 حوالي 2.6 مليار دينار.

وأضاف أن متوسط سعر برميل النفط بلغ 103 دولارات في عام 2022 ليهبط تدريجيا خلال السنوات الاخيرة ليتراوح مابين 65 إلى 74 دولارا، بصرف النظر عن الارتفاعات التي كانت استثنائية.

وفيما يخص الحصص، أوضح ان حصة الكويت من الانتاج في بداية الخفض كانت 2.8 مليون برميل يوميا في عام 2023، لتتراجع إلى 2.448 مليون في الوقت الحالي ما أودى بأرباح الشركات النفطية الحكومية وانعكس تباعا بالسلب على ارباح المؤسسة منذ 2022، ناهيك عن الازمات السياسية الكبرى التي شهدتها منطقة الشرق الاوسط تحديدا حرب غزة التي أدت لعرقلة عمليات ناقلات النفط عبر باب المندب وقناة السويس. وذكر أن قرار زيادة إنتاج دول اوبك بلس الاخير بمقدار 457 ألف برميل يوميا للدول الثماني الاعضاء ومنها الكويت اعتبارا من سبتمبر المقبل ستكون لها انعكاسات إيجابية محتملة على الشركات النفطية الكويتية من الناحيتين المالية والتشغيلية، حيث تسمح للكويت برفع حصتها إلى 2.548 مليون برميل يوميا ما يعني تدفق إيرادات إضافية للشركات التابعة وتحسن ملاءتها المالية.

وذكر ان التخفيضات السابقة في الإنتاج التي بدأت منذ سنوات لدعم الأسعار نتيجة انخفاض الإيرادات المالية للشركات، وبالتالي فإن هذه الزيادة قد تعوض جزءا من الخسائر السابقة وقد تعزز السيولة المالية للشركات، مما يمكنها من تمويل مشاريع التنمية، وتحسين البنية التحتية، وتغطية بعض الالتزامات المالية السابقة. عن الانعكاسات التشغيلية، قال إن زيادة الإنتاج يتطلب تشغيل المزيد من الحقول ورفع كفاءة العمليات في منشآت الإنتاج والتصدير، مشددا على أهمية استمرار الشركات التابعة للمؤسسة بتعزيز الكفاءة التشغيلية من استثمار الإيرادات الإضافية في تحديث البنية التحتية وتقنيات الإنتاج لخفض التكاليف وزيادة القدرة التنافسية وتطوير استراتيجيات للتحوط ضد انخفاض أسعار النفط من خلال شراكات عالمية حتى تعطيها بعدا استراتيجيا والاستفادة من خبراتها وعملائها. وذكر الجزاف أن دول “اوبك بلس” تمتلك نصف الانتاج العالمي قد تستفيد من زيادة حجم الصادرات، مما يعزز إيراداتها المالية خصوصا الكويت سوف تستفيد من زيادة الانتاج بتعزيز ايراداتها المالية بما يساهم بشكل كبير على خفض العجز بالميزانية العامة للدولة ويساعد في استقرار اقتصاد البلاد وتمويل مشاريعها التنموية بالاضافه الى تحسين نتائج الشركات النفطية التي عانت في السنوات الماضية من انخفاض الايرادات، نتيجة خفض عملياتها فضلا عن أن تلك الزيادة سوف تحافظ على استقراره وتوازن السوق العالمي في العرض والطلب.

وطالب الجزاف في الوقت ذاته بضرورة تكثيف سعي الكويت لزيادة حصتها في أوبك على غرار مافعلته الامارات لاسيما أن مؤسسة البترول تمتلك كل الارادة لزيادة الانتاج اليومي من النفط الخام والمشتقات خصوصا انها كانت تستهدف زيادة طاقتها الانتاجية لتصل الى ثلاثة ملايين برميل يوميا، فضلا عن وصولها الى 4 ملايين برميل يوميا في ستراتيجية 2040.