ترامب: وقف إطلاق النار في غزة ما زال قائماً وحريصون على استمراره

طابور طويل من الشاحنات التي تحمل مساعدات إنسانية أمام البوابة المصرية لمعبر رفح أمس في انتظار عمليات التفتيش من قبل سلطات الاحتلال (أب)

97 شهيداً ومئات المصابين بغارات خرق السلام… ووفد “حماس” في القاهرة لمتابعة تنفيذ اتفاق شرم الشيخ

غزة، عواصم – وكالات: أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن اتفاق وقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة “حماس” ما زال قائماً، قائلا للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية إن قيادة “حماس” لم تكن طرفاً في أي خروق، زاعماً أن بعض العناصر المتمردة داخل الحركة المسؤولة عن إطلاق النار، مضيفا أن بلاده ستتعامل مع أي خرق “بحزم، ولكن كما يجب”، مؤكداً حرص واشنطن على استقرار الهدنة، معربا عن أمله في أن يصمد وقف إطلاق النار الذي أسهم في التوصل إليه، قائلا “نريد التأكد من أن الأمور تسير بشكل سلمي جداً مع حماس”، مبينا “كما تعلمون، كانوا مشاغبين. لقد أطلقوا النار، ونعتقد أن قادتهم ربما لا علاقة لهم بذلك”.

من جانبه، قلّل نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس من أهمية تجدد العنف في غزة، قائلاً للصحافيين قبيل حديث ترامب إن مثل هذه “التقطعات” متوقعة خلال أي هدنة، موضحاً أن “حماس قد تطلق النار، وإسرائيل سترد، لكن ذلك لا يعني انهيار وقف النار”، معتبرا اتفاق الهدنة يحمل فرصة لتحقيق سلام مستدام رغم احتمالية وقوع حوادث متفرقة، مشيراً إلى ضرورة مراقبة الوضع عن كثب في المرحلة المقبلة، داعيا دول الخليج إلى المساهمة في بناء بنية تحتية أمنية تضمن نزع سلاح “حماس” ضمن ترتيبات ما بعد الحرب، معتبراً أن تلك الدول لا تملك حتى الآن الإمكانات الأمنية الكافية لتحقيق ذلك الهدف، كاشفا أن أحد أعضاء إدارة ترامب سيزور دولة الاحتلال خلال الأيام المقبلة لمتابعة تنفيذ اتفاق الهدنة، مرجحاً أن يكون هو نفسه من يقوم بتلك الزيارة.

وفيما أعلنت دولة الاحتلال وقف ضرباتها الجوية في غزة وإعادة الالتزام بالهدنة ليل أول من أمس، بعد غارات استهدفت مواقع زعمت أنها تابعة لحماس، متهمة الحركة بمهاجمة قواتها، وتنفيذ سلسلة أحزمة نارية شرق مدينة خان يونس، إضافةً إلى قصف مدرسةٍ تؤوي النازحين في مخيم النصيرات وسط القطاع في أعنف تصعيد منذ سريان وقف النار قبل تسعة أيام، عاد جيش الاحتلال وزعم إطلاق النار على مسلحين اجتازوا الخط الأصفر أمس، وجدد وزير حرب الاحتلال يسرائيل كاتس تهديداته، قائلا إن على كل عنصر من “حماس” خلف الخط الأصفر الانسحاب فوراً، مضيفا أن قادة “حماس” سيتحملون المسؤولية عن كل حادث، وفي المقابل، أكدت “حماس” أن الاحتلال خرق الاتفاق منذ اليوم الأول وارتكب العديد من الجرائم والانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين ولم يلتزم بالبروتوكول الإنساني، محملة الاحتلال المسؤولية عن أي تدهورٍ للاتفاق، داعية الوسطاء للتدخل لوقف عدوانه، بينما قالت حكومة غزة إن خروقات الاحتلال أوقعت نحو 97 شهيداً ونحو 230 مصاباً، وأوضح مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة أن 44 من الشهداء الـ97 سقطوا بغارات الأحد، وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن عشرة شهداء سقطوا بقصف للاحتلال على منزل في مخيم البريج وسط القطاع وستة شهداء في قصف على خيمة للنازحين غرب مخيم النصيرات، بينما ذكرت وسائل إعلام الاحتلال أن الجيش أغار على عشرات الأهداف في انحاء متفرقة من قطاع غزة، وأعلن جيش الاحتلال مقتل اثنين من قواته وإصابة جندي آخر في جنوب قطاع غزة باستهداف آلية عسكرية بقذيفة مضادة للدروع، كما أعلن التراجع عن قرار إغلاق المعابر، وذكر موقع “أكسيوس” الأميركي نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين أن تل أبيب أعادت فتح المعابر واستئناف إيصال المساعدات صباح أمس بضغوط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وكانت القناة الـ12 الإسرائيلية أكدت بعد إغلاق المعابر أن القيادة السياسية استجابت لتوصية جيش الاحتلال بوقف وصول المساعدات وإغلاق جميع المعابر حتى إشعارٍ آخر.

بدورها، أفادت وسائل إعلام مصرية بأن وفدا من “حماس” برئاسة القيادي خليل الحية وصل الى القاهرة لمتابعة تنفيذ اتفاق شرم الشيخ للسلام، وذكرت قناة القاهرة الاخبارية أن وفد “حماس” يبحث التنسيق مع الوسطاء والقوى الفلسطينية لضمان الالتزام ببنود الاتفاق، بما يشمل استمرار وقف إطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والبدء في خطوات إعادة إعمار قطاع غزة بالتعاون مع الجهات الداعمة، بينما أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء النرويجي يوناس ستور أهمية التنفيذ الكامل لبنود اتفاق شرم الشيخ، وأكد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي الأهمية البالغة لالتزام طرفي اتفاق شرم الشيخ بنص الاتفاق، مشددا خلال اتصالين هاتفيين مع نظيريه الفرنسي جان نويل بارو والدنماركي لارس لوكه راسموسن على أن احترام الاتفاق يمثل خطوة أساسية نحو تثبيت التهدئة وإنهاء الحرب بشكل دائم والحد من المعاناة الإنسانية في غزة، مؤكدا ضرورة النفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية والإغاثية والبدء في أقرب وقت في تنفيذ خطط التعافي المبكر وإعادة الإعمار، كما بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تطورات الأوضاع في غزة والجهود المبذولة لإنهاء الحرب وتعزيز جهود إحلال الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، ودعا رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني إلى دعم وقف اطلاق النار، وأعربت وزيرة الخارجية البريطانية ايفيت كوبر عن قلقها العميق من التصعيد العسكري بعد تجدد قصف الاحتلال الاسرائيلي وعودته لتعطيل دخول المساعدات الإنسانية، مشددة على ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار واستمرار دخول المساعدات دون عراقيل.

ويتكوف وكوشنر في تل أبيب لبحث ثاني مراحل خطة ترامب لسلام غزة

غزة، عواصم – وكالات: وصل المبعوثان الأميركيان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إلى تل أبيب أمس، لبدء مناقشة المرحلة الثانية من اتفاق غزة وخطة الرئيس دونالد ترامب التي طرحها الشهر الماضي، وتنص المرحلة الثانية من خطة ترامب للسلام على نقاط عدة أبرزها إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، فضلا عن إعادة إعمار القطاع الفلسطيني المدمر ونزع سلاح “حماس” والفصائل المسلحة الأخرى، فضلا عن تشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية تدير السلطة في غزة، وتأمل الإدارة الأميركية أن تؤدي هذه المرحلة لاحقاً إلى توسع اتفاقيات السلام مع إسرائيل، علماً أن ترامب لم يحدد جدولاً زمنياً يتعلق بمسألة نزع سلاح “حماس” وهو شرط تتمسك به دولة الاحتلال الإسرائيلي لوقف الحرب نهائياً، إلا أنه حذر من أن أي مماطلة من قبل الحركة أو تمنع في تسليم السلاح سيرد عليه بالقوة.

كما أن مسألة تشكيل حكومة فلسطينية بإشراف دولي من أجل إدارة القطاع لا تزال مدار بحث، حيث يتوقع أن يعقد لقاء في القاهرة خلال الأيام المقبلة بين فصائل فلسطينية عدة، بينما كانت “حماس” أعلنت سابقاً أنها مستعدة للتخلي عن إدارة غزة والحكم فيها، لكنها شددت على أن قضية السلاح مسألة داخلية ووطنية تناقش على مستوى الداخل الفلسطيني.