نتنياهو يغادر واشنطن بخيبة أمل وترامب يصف غزة بأنها 'فخ موت'

آلاف المصريين يحتشدون على الحدود مع غزة رفضا للتهجير والمطالبة بإنهاء الحرب خلال زيارة الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والفرنسي إيمانويل ماكرون لمدينة العريش أمس (أب)

السيسي وماكرون زارا تخوم القطاع وسط تظاهرات مصرية… والأمم المتحدة: 400 ألف نزحوا بعد عودة القتال

غزة، عواصم – وكالات: فيما وصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية لقاء رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب ليل أول من أمس، بأنه كان الأكثر فشلا على الإطلاق، أكدت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن نتنياهو غادر الولايات المتحدة من قاعدة أندروز الجوية قرب واشنطن العاصمة متوجها إلى إسرائيل بعد زيارة مخيبة للآمال لواشنطن، رفض خلالها الرئيس ترامب الالتزام بإلغاء الرسوم الجمركية على الواردات الإسرائيلية وأعلن عن محادثات مباشرة مع إيران بشأن برنامجها النووي، وأعلن أن حرب غزة ستتوقف في المستقبل القريب، ودافع عن موقف تركيا في سورية.

وفي صورة أعادت إلى الأذهان السجال الشهير الذي انتهى بطرد الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي من البيت الأبيض، دار سجال بين نتنياهو وترامب بشأن رفض إسرائيل وجود قواعد تركية في سورية، تم على أثره إلغاء المؤتمر الصحافي المشترك الذي كان مقررا بين نتنياهو وترامب، حيث أعلن نتنياهو أنه لا يريد قواعد تركية في سورية، وردا على ذلك نصحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحل المشاكل مع تركيا بعقلانية، قائلا له “أردوغان صديقي وعليك التعقل”، وقال نتنياهو إنه ناقش مع ترامب الملف السوري، مشيرا إلى أن إسرائيل لا تريد رؤية تركيا تستخدم الأراضي السورية كقاعدة ضدها”، مضيفا “تحدثنا عن السبل التي يمكننا من خلالها تجنّب هذا الصدام”، بينما قال الرئيس الأميركي: “لديّ علاقات ممتازة مع أردوغان. أنا أحبه وهو يحبني. قلت لنتنياهو إذا كانت لديك مشكلة مع تركيا، سأساعدك على حلها. لا أعتقد أن ذلك سيكون مشكلة”، مضيفا “أبلغت نتنياهو أن على الإسرائيليين التصرف بعقلانية لحل أي مشكلة مع تركيا”.

من جانبه، قال موقع “واللا” العبري إن اللقاء بين نتنياهو وترامب في المكتب البيضاوي كان من أسوأ اللقاءات بينهما، واصفا اللقاء بأنه “مسرحية” تحدث فيها ترامب لفترة طويلة، في حين كان نتنياهو مجرد جزء من المشهد، لافتا إلى أن ترامب طرح قضايا سياسية وأمنية واقتصادية حرجة لإسرائيل، ونتنياهو فشل في التعامل معها وبدا محرجا وضعيفا سياسيا وكان يبدو وكأنه مجرد “كومبارس” في العرض الذي قدمه ترامب، مضيفا أن ترامب أجاب عن الأسئلة طوال اللقاء، مما جعل نتنياهو يبدو كجزء من الديكور، لافتا إلى أنه عندما سئل ترامب عن الرسوم الجمركية على إسرائيل، سخر من نتنياهو، مشيرا إلى المساعدات العسكرية الأميركية.

بالإضافة إلى ذلك، كشف ترامب عن محادثات مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، وهو ما شكل مفاجأة لنتنياهو، الذي كان يأمل في توجيه ضغوط أكبر ضد طهران، ونقلت صحيفة “إسرائيل هيوم” عن مصادر سياسية أن إسرائيل لم تكن تعلم مسبقاً بالاتفاق بين ترامب والإيرانيين، ناقلة عن مصدر في الوفد الإسرائيلي أن الصدمة كانت واضحة على الوجوه بعد معرفة الوفد بأمر المفاوضات بين واشنطن وطهران.

وبينما أشاد نتنياهو مجددا بخطة ترامب لإجلاء سكان قطاع غزة، زاعما أن سكان غزة محتجزون في القطاع ولا يتم السماح لهم بالمغادرة، في حين أنها منطقة نزاع، قائلا إن هناك محادثات إيجابية مع دول ترغب في استقبال سكان غزة، نقلت صحيفة “تايمز اوف اسرائيل” عن ترامب قوله إن غزة فخ موت خطير، مضيفا ان الناس يحبون الرؤية التي وضعها في خطته لكن هناك تصورات أخرى أيضا، مشيرا إلى انسحاب إسرائيل من قطاع غزة في عام 2005، قائلا “ما كان يجب أن تترك إسرائيل غزة مطلقا، لا أعرف لماذا فعلوا ذلك”.

في غضون ذلك، زار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، حيث تفقدا مستشفى العريش للاطمئنان على الوضع الصحي للمصابين الفلسطينيين وزارا مستودعات المساعدات المخصصة لقطاع غزة، وسط احتشاد الآلاف من المصريين من مختلف المحافظات المصرية في مدينة العريش حيث عبَّروا عن موقفهم الثابت برفض تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، ودعمهم لقرارات القيادة المصرية بشأن القضية الفلسطينية، بينما أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن نحو 400 ألف شخص نزحوا مجددا داخل قطاع غزة منذ أن استؤنف القتال قبل نحو ثلاثة أسابيع، أي ما يعادل واحدا من كل خمسة فلسطينيين في القطاع، قائلا إنه لم يتم اتخاذ أي ترتيبات لضمان سلامتهم وبقائهم على قيد الحياة، وهي مسؤولية تقع على عاتق إسرائيل باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال.

من جانبه، أكد وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبدالعاطى أهمية استعادة الهدوء وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وضمان تنفيذ مراحله الثلاث، مشددا خلال عرضه على نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورجان أورتاجس ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى بالإنابة تيم ليندركينج خطة إعادة إعمار غزة التي تم اعتمادها عربيا واسلاميا وتحظى بدعم من الاتحاد الاوروبى، على حرص مصر على عقد مؤتمر دولي لإعادة الاعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية بمشاركة الفاعلين الدوليين.

بدورها، أصدرت العديد من وكالات الأمم المتحدة دعوة عاجلة إلى تحرك دولي للاستجابة للأزمة الإنسانية المتفاقمة بسرعة في قطاع غزة، حيث حذر رؤساء ست منظمات في بيان مشترك، من عدم دخول أي مساعدات تجارية أو إنسانية إلى غزة منذ نحو شهر.