'حماس' تقترح تجميد سلاحها مقابل هدنة طويلة… وإسرائيل: سيُنزع

أطفال فلسطينيون نازحون يسيرون عبر مخيم على شاطئ خان يونس

مصر ترفض أي تغيير جغرافي في غزة… وترامب يخطط لتعيين جنرال أميركي للقطاع

رام الله، عواصم – وكالات: أكّد مسؤول إسرائيلي، أمس، أن سلاح حماس سيُنزع وفق اتفاق الهدنة الذي أبرم بوساطة أميركية، وذلك غداة اقتراح الحركة “تجميده”، مقابل هدنة طويلة الأمد.

وقال المسؤول: “لن يكون هناك أي مستقبل لحماس في إطار الخطة المكوّنة من 20 نقطة، سيُنزع سلاح” الحركة، مضيفاً “ستكون غزة منزوعة السلاح”.

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج خالد مشعل أكد في مقابلة تلفزيونية، أن حركته تطرح عدم استخدام سلاحها مقابل هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل.

كما أعلن أن الحركة تقبل بنشر قوات دولية على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل لا داخل القطاع الفلسطيني، واعتبر أن “نزع السلاح عند الفلسطيني يعني نزع الروح”، مضيفا “تعالوا نحقق الغاية بطريقة أخرى”.

من جهة أخرى، كشف موقع أكسيوس، أمس، نقلاً عن مسؤولين أميركين وإسرائيليين أن إدارة الرئيس دونالد ترامب، تعتزم تعيين جنرال أميركي لقيادة (قوة الاستقرار الدولية) في قطاع غزة، ويعطي قرارٌ تبناه مجلس الأمن الدولي في 17 نوفمبر تفويضاً “لمجلس سلام” والدول التي تتعاون معه من أجل التأسيس.

وذكر موقع أكسيوس أن مايك والتز السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، الذي زار إسرائيل هذا الأسبوع، وأبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين بأن إدارة ترامب ستتولى قيادة قوة الاستقرار الدولية وستعين جنرالاً قائداً لها.

بدوره، أكد السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة مايك والتز إن المرحلة الثانية من خطة السلام الخاصة بقطاع غزة، والتي طرحها الرئيس دونالد ترامب ستُعلن قريبًا، مؤكدًا أنه لا يمكن تحقيق السلام في غزة طالما استمرت حركة حماس في الوجود.

وخلال لقائه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ أول من أمس، أوضح والتز أن تفاصيل المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار يجري استكمالها حاليًا، وستتضمن نصًا صريحًا يؤكد أن حماس لا يمكن أن تكون جزءًا من مستقبل غزة.

وقال والتز، وفقًا لملخص الاجتماع: “ما كان واضحًا، وأريد أن أكون واضحًا، هو أن حماس يجب أن تزول. وأضاف: “الرئيس ترامب كان واضحًا بأن ذلك سيحدث بطريقة سهلة أو صعبة، ولكن لن تكون هناك حماس بعد الآن”.

من جهته قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن تصريحات السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة مايك والتز بشأن دخول 600 شاحنة يوميا إلى قطاع غزة مضللة ومناقضة للوقائع الموثقة.

وقال المكتب في بيان إن هذه التصريحات تمثل محاولة مكشوفة لتبرئة الاحتلال من جريمة الحصار وتجويع السكان المدنيين، مذكرا أن “البيانات الميدانية والتقارير الإنسانية تؤكد وجود منهجية واضحة في عرقلة إدخال المساعدات، في مخالفة صريحة لالتزامات الاحتلال القانونية وفق اتفاق وقف إطلاق النار والقرارات الدولية ذات الصلة”.

في سياق متواصل، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، أمس، الرفض القاطع لأي دعوات تستهدف تهجير الفلسطينيين أو تغيير الوضعية الجغرافية والديموغرافية لقطاع غزة.

جاء ذلك في اتصال هاتفي تلقاه عبدالعاطي من أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، جرى خلاله بحث تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والجهود الدولية المبذولة لدعم مسار التهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتحقيق التهدئة في الضفة الغربية، وذلك وفقا للمتحدث باسم وزارة الخارجية تميم خلاف.

وقال المتحدث، في بيان صحفي، إن عبدالعاطي استعرض خلال الاتصال الجهود الحثيثة التي تبذلها مصر لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة، وفي مقدمتها تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2803 وتدفق المساعدات الإنسانية دون قيود، متناولا المشاورات الجارية لنشر قوة الاستقرار الدولية.

من جانب آخر، توفيت رضيعة فلسطينية، أمس، نتيجة البرد القارس في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ونقل “المركز الفلسطيني للإعلام” عن مصادر طبية قولها إن “الرضيعة رهف أبو جزر البالغة من العمر 8 أشهر توفيت في مدينة خان يونس بسبب البرد القارس”.

وأشارت المصادر إلى أن الحادث يعكس خطورة الأوضاع الإنسانية في القطاع، خاصة على الأطفال والنازحين الذين يعيشون في خيام ضعيفة وغير مؤهلة لمواجهة الطقس البارد.

فيما، قال المستشار الإعلامي لـ”أونروا” عدنان أبو حسنة، إن ما يجري في غزة غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية، معتبرا أن إسرائيل تحول القطاع إلى مكان غير صالح للحياة.

وقال أبو حسنة إن “ما يجري في غزة غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية، والاحتلال يحول القطاع إلى مكان غير صالح للحياة عبر عرقلة العمل الإنساني ومنع دخول آلاف الشاحنات ومئات آلاف الخيام، وصولا إلى اقتحام مقر الوكالة في القدس ومصادرة معداتها وإنزال علم الأمم المتحدة”. وأضاف أبو حسنة أن ما يجري في غزة هو “تسونامي إنساني” يفوق قدرات الوكالة والمنظمات الإغاثية، ويمنع الاحتلال إدخال المستلزمات العاجلة رغم النقص الخطير في الإمدادات منذ وقف إطلاق النار”.