بابا الفاتيكان يدعو إلى وقف حرب غزة والسلام في أوكرانيا

بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر يلوح للحشود في ساحة القديس بطرس أمس (أب)

زار قبر سلفه… واحتفل بقداس خاص بالقرب من قبر القديس بطرس… وقادة العالم يشهدون تنصيبه الكبير

الفاتيكان، عواصم – وكالات: دعا بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر لسلام عادل ودائم في أوكرانيا ووقف إطلاق نار فوري في غزة مع الإفراج عن الرهائن وإيصال المساعدات الإنسانية في أول صلاة له في منتصف نهار أمس الأحد، وقال ليو في الشرفة المطلة على ميدان القديس بطرس “أوجه حديثي أيضا للقوى العظمى في العالم من خلال تكرار الدعوة الحاضرة دائما لا للحرب أبدا مرة أخرى” .

وفي تذكره لنهاية الحرب العالمية الثانية منذ 80 عاما، استشهد ليو بالبابا فرنسيس في إدانة عدد الصراعات الدائرة حول العالم اليوم، قائلا إنها “حرب عالمية ثالثة في أجزاء”، وقال “أحمل في قلبي معاناة الشعب الأوكراني الحبيب”، مضيفا “فليتم عمل كل ما هو ممكن لتحقيق سلام حقيقي وعادل ودائم في أسرع وقت ممكن”، كما دعا للإفراج عن سجناء الحرب وعودة الأطفال الأوكرانيين لأسرهم، ورحب بوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، وحض على وقف إطلاق النار الفوري في غزة، وتقديم المساعدات الانسانية للمدنيين المرهقين وأن يتم الإفراج عن جميع الرهائن، كما أشار ليو إلى أن أمس الأحد هو عيد الأم في الكثير من الدول، وأعرب عن تمنياته لجميع الأمهات بما فيهن أولئك الذين في السماء، عيد أم سعيد.

واحتفل البابا ليو الرابع عشر بقداس خاص بالقرب من قبر القديس بطرس، قبل أن يلقي بركته الأولى في ظهر الأحد من شرفة كاتدرائية القديس بطرس، وأعلن الفاتيكان أن البابا كان برفقته رئيس رهبنته الأوغسطينية القس أليخاندرو مورال أنطون، وأُقيم القداس في الكهوف الواقعة أسفل كنيسة القديس بطرس، المدفن التقليدي للقديس بطرس، الرسول الذي يُعتبر أول بابا، وتضم المنطقة، التي عادة ما تكون مفتوحة للجمهور، مقابر الباباوات السابقين، بما في ذلك البابا بنديكتوس السادس عشر، وبينما كانت لا تزال هناك ساعة قبل ظهور ليو للعامة، كانت ساحة القديس بطرس تكتظ بالزوار والمهنئين، وانضمت إليهم العديد من الفرق الموسيقية التي دخلت الساحة بشكل مهيب .

ومن شرفة كاتدرائية القديس بطرس، تلا أول بابا من الولايات المتحدة، الكاردينال السابق روبرت فرانسيس بريفوست، أول صلاة له في منتصف نهار الأحد في كنيسة القديس بطرس، بصفته قائدا للكاثوليك البالغ عددهم 1.4 مليار كاثوليكي في العالم، بحضور عشرات الآلاف لرؤيته شخصيا للمرة الأولى.

وأول من أمس، قام البابا الجديد بإحدى رحلاته الأولى خارج الفاتيكان لزيارة قبر سلفه، حيث تم اصطحابه إلى كنيسة سانتا ماريا ماجوري المريمية في روما، وهي المثوى الأخير للبابا السابق فرنسيس، والذي كان من الأرجنتين، وصلى ليو عند القبر، الذي يحمل نقشا لاتينيا بسيطا مكتوبا عليه “فرنسيسكوس”.

وفي اجتماع مع الكرادلة في الفاتيكان، حدد البابا الجديد رؤيته بشأن البابوية، حيث وصف الذكاء الاصطناعي بأنه تحد رئيسي أمام الدفاع عن الكرامة الإنسانية والعدالة والعمل، واكد أنه سيتبع الإصلاحات التحديثية لسلفه البابا فرنسيس لجعل الكنيسة الكاثوليكية شاملة، ومهتمة بالمؤمنين، وكنيسة ترعى “الأقل حظا والمرفوضين”، قائلا للكرادلة الذين انتخبوه إنه ملتزم بإصلاحات المجمع الفاتيكاني الثاني واجتماعات الستينيات التي أدت إلى تحديث الكنيسة.

في غضون ذلك، أعلن الفاتيكان أنه سيتم تنصيب البابا ليو الرابع عشر رسميا خلال قداس يوم 18 مايو الجاري بحضور قادة وزعماء من جميع انحاء العالم، وأنه سيلقي أول خطبة عامة في 21 مايو، وذكر الفاتيكان أن البابا ليو طلب من جميع رؤساء مكاتب الفاتيكان الذين فقدوا وظائفهم عمليا بوفاة البابا فرنسيس، أن يعودوا لممارسة أعمالهم حتى إشعار آخر، مضيفا أن البابا يرغب في تكريس بعض الوقت للتفكير والصلاة والحوار قبل أن يتخذ أي قرارات أخرى بشأن المصادقة على تعيينهم بصورة نهائية.