الكويت: لبنان أمام فرصة تاريخية

سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد والرئيس اللبناني جوزاف عون في جلسة المباحثات بحضور سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد ووزير خارجية لبنان يوسف رجي

الأمير والرئيس عون ترأسا جلسة مباحثات رسمية بين البلدين

عُقدت في قصر بيان، ظهر أمس، جلسة المباحثات الرسمية بين الكويت ولبنان، ترأس فيها سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجانب الكويتي، فيما ترأس الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون الجانب اللبناني، وبحضور سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، ورئيس مجلس الوزراء بالإنابة الشيخ فهد اليوسف، وعدد من كبار المسؤولين في البلدين.

وقال وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله: إن “جلسة المباحثات تناولت العلاقات الاخوية المتميزة التي تجمع البلدين والشعبين وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات والتأكيد على أهمية ترسيخ التعاون الثنائي بين البلدين وتوسيع أطره بما يخدم مصالحهما المشتركة، وبحث مستجدات الأوضاع في لبنان والجهود المبذولة تجاهها والتأكيد على أن أمام لبنان فرصة تاريخية لتحديد مستقبله وتجاوز التحديات الماضية كافة والبدء بعملية إعادة البناء والتطوير بما يحقق تطلعات الشعب اللبناني إلى الأمن والاستقرار”، مشيرا الى بحث أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل دعم مسيرة العمل العربي الموحد، وآخر المستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية.

واضاف العبدالله: إن “المباحثات سادها جو ودي عكس روح الاخوة التي تتميز بها العلاقة بين البلدين ورغبتهما المشتركة في المزيد من التعاون والتنسيق على مختلف الأصعدة”.

وبحسب بيان نشرته رئاسة الجمهورية اللبنانية على موقعها الرسمي، أكد سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد في مستهل المحادثات، أن “لبنان أمام فرصة تاريخية لتحديد مستقبله وتجاوز التحديات الماضية كافة والبدء بعملية إعادة البناء والتطوير بما يحقق تطلعات الشعب اللبناني إلى الأمن والاستقرار”.

وفيما أكد سموه وقوف الكويت مع لبنان ودعم أمنها واستقرارها وكل ما تتخذه من إجراءات لبسط سيادتها على كامل أراضيها حتى الحدود المعترف بها دولياً وفقاً لقرار مجلس الأمن (425)، نوه بأهمية رفع التمثيل الديبلوماسي بين البلدين بهدف تعزيز العلاقات الثنائية وعودتها إلى وضعها الأمثل.

وثمَّن سموه “الدور البارز الذي تقوم به الجالية اللبنانية في تنمية دولة الكويت، إذ تعد نموذجاً للعطاء والتميز مساهمةً في جهودها في مختلف المجالات، معززةً أوصال الأخوة والتعاون بين البلدين”.

وأكد سمو الأمير حرص الكويت على “تعزيز العلاقات اللبنانية – الخليجية والعربية، كما أثنى على “التعاون الأمني بين الكويت ولبنان الذي يعد ركنا أساسيا في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة خصوصاً في مجال مكافحة تهريب المخدرات من خلال الضربات الاستباقية والمراقبة الدقيقة”.

وجدَّد سموه “دعم الكويت لجهود المجموعة الخماسية لحل الأزمة السياسية اللبنانية وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية ودعم الجيش، لافتا الى انها تواصل دورها الفاعل من خلال مشاركتها في مؤتمرات دعم لبنان في الأمن والتنمية”.

وأكد أن الكويت “تدين الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، مطالبة بتنفيذ قرار مجلس الأمن (1701)، ووقف إطلاق النار، كما تؤكد أهمية استقرار سورية وانعكاساته على لبنان ودول الجوار، مطالبةً بعودة اللاجئين السوريين بشكل آمن لمنع تحول سورية إلى بؤرة توتر في المنطقة”.

وأضاف: إن لبنان يعد شريكاً فاعلاً في دعم القضايا المشتركة مع الكويت معززة للروابط التاريخية والتعاون المثمر بين البلدين وفي تجسيد لهذا الترابط نثمن دعم لبنان للحق الكويتي في ما يتعلق بترسيم الحدود مع العراق وفقاً لقرار مجلس الأمن (833) وضرورة استكمال ترسيم الحدود البحرية لما بعد العلامة (162)”.

بدوره، قال الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون: إن ما سمعته منكم يا سمو الأمير، يعبّر عن الاهتمام والمحبة وحرص كبير على لبنان واللبنانيين، ان محبة الكويتيين للشعب اللبناني كبيرة وواضحة، وقد وقفتم دائماً الى جانبنا في كل الظروف الصعبة التي مررنا بها، ونحن نثمّن هذه المواقف التي أعلنتم عنها والتي تعبّر عن وجهة نظر الشعب الكويتي”.

ثم تحدث الرئيس عون عن ضرورة تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها في كل المجالات. وقال: إن “لبنان سيبقى الى جانب الدول الشقيقة”، مرحباً بقرار رفع التمثيل الديبلوماسي الكويتي في لبنان، واضاف: “إن ما أبديتموه من دعم لنا يؤكد حرصكم على الوقوف الى جانب لبنان”.

ووجه الرئيس عون اخيراً دعوة الى سمو الأمير لزيارة لبنان، فردّ سمو الأمير شاكراً، وقال: “سأحضر بدعوة أو من دون دعوة”.

وكان الرئيس عون أعرب عن شكره إلى مقام سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد على الحفاوة التي حظي بها والوفد المرافق له خلال زيارته الرسمية إلى البلاد واستغرقت يومين.

وقال ـ في رسالة شكر وجهها عبر برج المراقبة في مطار الكويت الدولي عقب مغادرته البلاد ظهر أمس بعد زيارة رسمية للبلاد ـ إن الزيارة عكست مدى محبتكم للبنان وشعبه سواء منهم المقيم في بلده أو الموجود في ربوع الكويت الزاهرة”، معربا عن سعادته بالمحادثات البناءة والأخوية التي أجراها مع سمو أمير البلاد.

وأشار إلى الحرص الذي أبداه سموه على مواصلة وقوفه إلى جانب لبنان وتطوير علاقات البلدين في المجالات كافة التي تخدم مصالح الشعبين المشتركة.