حوار مسقط يرسي الثقة… وأميركا وإيران إلى جولة ثانية!

وزير الخارجية بدر البوسعيدي مجتمعا مع نظيره الإيراني (أب)

أول اجتماع شهد أجواءً إيجابية ووفدا التفاوض التقيا وجهاً لوجه… وترامب: نتمنى أن تكون إيران “دولة سعيدة”

طهران، عواصم – وكالات: وسط أجواء إيجابية، انتهت المحادثات الإيرانية الأميركية التي انعقدت في العاصمة العمانية مسقط أمس، بإشاعة مساحات من الثقة والتفاؤل، حيث أكد وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي أن المحادثات جرت في أجواء ودية بناءة لتقريب وجهات النظر، قائلا إن بلاده ستواصل العمل للمساعدة في تحقيق السلام والاستقرار، مشيرا إلى ان مسقط توسطت لبدء حوار أميركي إيراني بهدف التوصل لاتفاق عادل وملزم، بينما أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن المحادثات ستتواصل الأسبوع القادم، قائلا في منشور على “تيليغرام” إن المحادثات جرت في أجواء بناءة وإيجابية، مضيفا أن الوفدين الإيراني والأميركي تقابلا لفترة وجيزة بعد الخروج من المحادثات.

من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن الاجتماع الأول استمر ساعة وانتهى، لافتا إلى أنه لا يتوقع محادثات طويلة مع أميركا، مضيفا أن بلاده ستمنح الديبلوماسية فرصة حقيقية، مؤكدا أن هدف المحادثات واضح وهو حماية مصالح البلاد، مشيرا إلى أن طهران تعتبر تلك الجولة من المحادثات غير المباشرة مبدئية، لكنها مهمة وحاسمة، وأوضح أن الاجتماع الأول بين عراقجي وويتكوف عقد في غرف منفصلة بوساطة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، بعدما قدمت بلاده رؤيتها إلى الجانب العماني لنقله إلى الوفد الأميركي، في حين كشف مصدر عماني مطلع أن المفاوضات تهدف إلى تهدئة التوترات الإقليمية وتبادل السجناء، فضلا عن التوصل لاتفاقات محدودة من أجل تخفيف العقوبات مقابل كبح البرنامج النووي الإيراني، فيما أكدت واشنطن وطهران سابقاً أن الهدف اختبار النوايا وجدية كل طرف في المضي قدماً، ما يشي بأنه في حال كانت الأجواء إيجابية قد تستأنف لاحقا، وفق ما أوضح مصدر أميركي لموقع “أكسيوس”.

وتسلم وزير الخارجية العُماني بدر البورسعيدي محاور ومواقف إيران لنقلها إلى الولايات المتحدة، من نظيره الإيراني، وقالت مصادر إن ويتكوف وعراقجي قد يحضران افتتاح جلسات الحوار، رغم أن المحادثات الرئيسية ستجرى بشكل غير مباشر عبر وسيط، ورصدت وسائل الاعلام موكبًا يُعتقد أنه للمبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وهو يغادر وزارة الخارجية العمانية، ثم ينطلق مسرعًا إلى ضواحي مسقط، ودخل الموكب مجمعًا سكنيًا، وبعد دقائق، كتب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي على منصة “إكس” إن المحادثات غير المباشرة بدأت عند الساعة 3:20 مساء بتوقيت سلطنة عمان، مضيفا أن المحادثات تعقد في مكان حدده المضيف العماني، حيث جلس ممثلو إيران والولايات المتحدة في القاعات، ينقلون وجهات نظرهم ومواقفهم إلى بعضهم البعض من خلال وزير الخارجية العماني، بينما أفادت وكالة “تسنيم” نقلا عن عضو في الفريق التفاوضي الإيراني بأن أجواء المفاوضات غير المباشرة مع الفريق التفاوضي الأميركي “إيجابية”، قائلا إن المحادثات مستمرة ومن المستبعد أن تمتد إلى غد (اليوم)، ولاحقا غادر موكب يعتقد أنه يقل ويتكوف بعد نحو ساعتين من المحادثات نحو الساعة 0550 بالتوقيت المحلي.

وكان عراقجي شدد عند وصوله إلى مسقط على أن هدف بلاده التوصل إلى اتفاق منصف ومتكافئ، قائلا إنه عرض على البوسعيدي مواقف طهران لينقلها إلى الجانب الأميركي، مشيرا إلى أنه في حال دخل الطرف المقابل (واشنطن) بروحية مماثلة فثمة فرصة للتوصل إلى تفاهم أولي يمكن أن يفتح الطريق أمام مسار تفاوضي شامل، بينما أكد ويتكوف أن مسألة حصول طهران على سلاح نووي خط أحمر بالنسبة لبلاده، وفيما يترقب العالم أجمع مصير اللقاء غير المباشر الذي قد يتحول لاحقا إلى مباشر، أوضح الجانبان أن المحادثات الحالية تأتي لجس النبض ومعرفة نوايا كل منهما، ومدى جديته في المضي قدما. من جانبه، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي عزم بلاده على استخدام كل قدراتها لحماية قدرتها ومصالحها الوطنية، فيما نقلت وكالة “رويترز” عن مستشار عراقجي قوله “سواء فشلت مفاوضات مسقط أو وصلت إلى نتيجة، فإن المنتصر سيكون الشعب والنظام الإيراني”، وقال مصدر إيراني رسمي إن فريق التفاوض ذهب إلى مسقط بصلاحيات كاملة وواسعة، وإن المفاوضات تجري في ظل استنفار واستعداد غير مسبوقين للقوات المسلحة الإيرانية، لافتا إلى أن الخطوط الحمر بالنسبة لإيران تتلخص في عدم استخدام الجانب الأميركي لغة التهديد وتجنب تقديم أطر أو مطالب جشعة بشأن البرنامج النووي الإيراني، وكذا تجنب طرح أي نقاش حول الصناعات الدفاعية الإيرانية.

في غضون ذلك، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يتمنى أن تكون إيران دولة سعيدة وعظيمة ورائعة ولكن بدون أسلحة نووية، مشددا على أن الولايات المتحدة تسعى للوصول إلى نتائج إيجابية من المحادثات.