السعودية… 'عاصمة العالم'

زيارة “تاريخية” للرئيس الأميركي: شراكة اقتصادية و600 مليار دولار استثمارات

توقيع أكبر اتفاقية مبيعات دفاعية في التاريخ بقيمة تقارب 142 ملياراً

الرئيس الأميركي يلتقي الرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض اليوم

رفع العقوبات عن سورية بعد مناقشة الأمر مع ولي العهد السعودي

ترامب:

بن سلمان رجل عظيم وتجمعني به علاقة جيدة ونكن لبعضنا الكثير من الود

الرياض ستصبح عاصمة للعالم في مجال الأعمال والتكنولوجيا وغيرها

ما يحدث في المنطقة معجزة حديثة ومستقبل الشرق الأوسط يبدأ من المملكة

بن سلمان:

سيعمل البلدان على إتمام المرحلة الثانية ورفع الاتفاقيات إلى تريليون دولار

الاقتصاد السعودي الأكبر في المنطقة والأسرع نمواً في مجموعة العشرين

فرص للشراكة مع أميركا بـ600 مليار دولار منها اتفاقيات معلنة بـ300 مليار

الرياض، عواصم – وكالات: وقع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي دونالد ترامب وثيقة الشراكة الاقتصادية الستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة أمس، وبحث الزعيمان ملفات سياسية واقتصادية وأمنية واستثمارية عدة، في مستهل جولة الرئيس الأميركي التاريخية إلى المنطقة والتي تقوده بعد الرياض إلى العاصمة القطرية الدوحة وبعدها إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي.

وشهدت الرياض قمة سعودية – أميركية في قصر اليمامة أمس، بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وجاء انعقاد القمة، بعدما استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الرئيس الأميركي، وجرت للرئيس ترامب مراسم استقبال رسمية في قصر اليمامة، حيث عزف السلامان الوطنيان السعودي والأميركي، واستعرض مع ولي العهد السعودي حرس الشرف وتبادلا الأحاديث، وتناول ترامب القهوة السعودية الشهيرة وصافح عدداً من المسؤولين قبيل انطلاق القمة التي بحثت ملفات سياسية واقتصادية واستثمارية وأمنية.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصل إلى السعودية صباح أمس، في مستهل جولة خليجية تقوده إلى الإمارات وقطر، يرافقه خلالها وفد يضم أهم قادة المال والأعمال في العالم، إضافة إلى عدد من الوزراء والمسؤولين الأميركيين وفي مقدمتهم وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هيغسث، وأظهرت لقطات مصورة مرافقة مقاتلات سعودية الطائرة الرئاسية لترامب في أجواء المملكة قبل هبوطها بالمطار، وكان في استقبال الرئيس الأميركي لدى وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض؛ ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث توجه ولي العهد السعودي وترامب إلى صالة التشريفات بالمطار، في استراحة قصيرة، تبادلا خلالها الأحاديث الودية، وتناولا القهوة السعودية، فيما حضر اللقاء في قصر اليمامة عدد كبير من الأمراء السعوديين والمسؤولين، إضافة الى العديد من رجال وسيدات الأعمال بالمملكة.

وفيما من المقرر أن يشارك الرئيس الأميركي في مؤتمر القمة الخليجية – الأميركية الذي سيعقد في العاصمة الرياض اليوم، تعد الجولة هي الأولى للرئيس الأميركي خارجياً منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، ويُنظر إليها على نطاق واسع باعتبارها نقطة تحوّل في مسار العلاقات الخليجية الأميركية، وتعبيراً صريحاً عن إدراك واشنطن المتجدد لأهمية الخليج كلاعب محوري في صياغة التوازنات الإقليمية والدولية.

وكان من المرتقب أن يُلقي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس ترامب خطاباً مشتركاً في وقت لاحق، يتناولان فيه مسارات التعاون الاقتصادي بين البلدين في ظل التغيرات الدولية الراهنة، كما كان من المتوقع أيضا أن يُلقي ترامب كلمة خلال منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، على أن تعقب ذلك جولة في منطقة الدرعية التاريخية وموقع الطريف المُدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، قبل أن يختتم اليوم بتناول العشاء برفقة ولي العهد السعودي.

في غضون ذلك، انطلقت أعمال منتدى الاستثمار السعودي ـ الأميركي 2025، بمشاركة كبار المسؤولين من البلدين وممثلين عن كبرى الشركات العالمية، في خطوة تهدف إلى تعميق الشراكة الستراتيجية وتعزيز تدفق الاستثمارات المتبادلة، حيث أكد وزير الاستثمار خالد الفالح في كلمته الافتتاحية، أن استقرار أسس الاقتصاد الكلي السعودي ومتانة احتياطاته النقدية من أبرز عوامل الجاذبية الاستثمارية، مشيراً إلى أن السعودية تخطط لاستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، خلال السنوات الأربع المقبلة، قائلا إن رؤية 2030 قطعت شوطاً هاماً في قطاعات الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي والصناعات المتقدمة.

وأكد أن العلاقات مع الولايات المتحدة تعد من الأهم جيوسياسياً واقتصادياً، وتمتد لنحو 90 عاماً من التعاون المتواصل، مشددا على أن المشهد الاستثماري في المملكة بات أكثر تنوعاً بفضل الإصلاحات الهيكلية، لافتاً إلى أن السوق السعودية من بين الأسرع نمواً عالمياً، وتُعد من بين أكبر 10 أسواق للأسهم.

ويشهد المنتدى مشاركة نحو 125 متحدثاً من السعودية والولايات المتحدة، إلى جانب توقّعات بإعلان حزمة اتفاقيات كبرى في مجالات التقنية والطاقة والخدمات اللوجستية، ويُعد المنتدى امتداداً لسلسلة من اللقاءات الاقتصادية بين البلدين خلال الأعوام الماضية، ويؤمل منه أن يسفر عن توقيع عدد من الاتفاقيات الاستثمارية الكبرى في قطاعات حيوية، في وقت تسعى فيه السعودية إلى تسريع وتيرة التحول الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة بما يدعم مستهدفات رؤية 2030.

ترامب: أنا والأمير محمد بن سلمان نُكنّ لبعضنا الكثير من الود

الرياض، عواصم – وكالات: فيما أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن علاقة جيدة تجمعه بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قائلا “نكن لبعضنا الكثير من الود”، أكدت الخارجية الأميركية أن الرئيس ترامب يرى السعودية شريكاً أساسياً بكل المجالات، وعقب لقاء الرئيس الأميركي بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أكد المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية سامويل وربيرغ أن ترامب يرى السعودية شريكاً أساسياً في مجالات مختلفة كالدفاع والأمن والسياسة والاقتصاد والثقافة وغيرها، واصفاً اليوم بـ”التاريخي”.

وقال إن واشنطن ترى أن السعودية تستطيع المشاركة مع الولايات المتحدة في أي مناورات عسكرية وفي الدفاع المشترك، مشيرا إلى أن أميركا تريد للسعودية الاستفادة من كل التكنولوجيا الأميركية بما في ذلك تكنولوجيا الطاقة النووية السلمية”، قائلا “نتوقع إعلانات وبيانات مهمة بشأن التنسيق الثنائي بين واشنطن وقادة المجلس الخليجي على الصعيد الاقتصادي والأمني والدفاعي والثقافي والتعليمي”، وتطرق إلى مترو الرياض بالقول “إنه جديد جميل وفخورون بالمشاركة الأميركية في بناء هذا الصرح”.

توقيع أكبر اتفاقية مبيعات دفاعية في التاريخ بـ 142 مليار دولار

واشنطن، عواصم – وكالات: أعلن البيت الأبيض التزام السعودية باستثمار نحو 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، قائلا في بيان: “أعلن الرئيس دونالد ترامب التزام المملكة باستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، وبناء علاقات اقتصادية متينة تدوم لأجيال قادمة”، مضيفاً “تأكيداً على التزامنا بتعزيز شراكتنا الدفاعية والأمنية، وقّعت الولايات المتحدة والسعودية أكبر اتفاقية مبيعات دفاعية في التاريخ بقيمة تقارب 142 مليار دولار، لتزويد المملكة بأحدث معدات وخدمات القتال من نحو 12 شركة دفاعية أميركية”.

وأوضح البيان أن “الصفقات المُعلنة تعزز أمننا في مجال الطاقة وصناعة الدفاع وريادتنا التكنولوجية وإمكانية الوصول إلى البنية التحتية العالمية والمعادن الحيوية”، مؤكدا أن “السعودية تظل أكبر شريك لنا في المبيعات العسكرية الخارجية، حيث تُقدر قيمة الصفقات النشطة بنحو 129 مليار دولار”، وقال البيت الأبيض إن الصفقات الموقعة تمثل “إنجازاً تاريخياً وتحولياً لكلا البلدين، وتمثل حقبة ذهبية جديدة من الشراكة بين الولايات المتحدة والسعودية”، مشدداً على التزام الولايات المتحدة والسعودية بتعميق التكامل الاقتصادي بين البلدين.

اتفاقيات وتفاهمات في الطاقة والفضاء والنقل والدفاع والأمن السيبراني

الرياض، عواصم – وكالات: فيما وقع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي دونالد ترامب في العاصمة السعودية الرياض أمس، وثيقة الشراكة الاقتصادية الستراتيجية، والتي تشمل مذكرات تفاهم أمنية واقتصادية وتكنولوجية وتهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات الحيوية، شهدت الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس ترامب إلى الرياض، توقيع مذكرة تفاهم في مجال الطاقة لتعزيز أمن الإمدادات وتطوير التقنيات المستدامة، إضافة إلى اتفاقية تنفيذية للتعاون في مجال الفضاء، تشمل برامج مشتركة في البحث والتطوير واستكشاف الفضاء، كما تم توقيع تعديل على اتفاقية النقل الجوي بين البلدين، بهدف تحديث أطر التعاون وزيادة كفاءة الربط الجوي، ووقعت المملكة وأميركا مذكرات تفاهم أمنية واقتصادية وتكنولوجية لتعزيز الشراكات الستراتيجية في مجالات الدفاع، والأمن السيبراني، والابتكار.

وفي قطاع التعدين والموارد المعدنية، تم توقيع مذكرات تفاهم لدعم الاستثمارات ونقل المعرفة، إلى جانب توقيع مذكرة لتطوير وتحديث القوات المسلحة السعودية، بما يعزز من قدراتها الدفاعية وفق أعلى المعايير العالمية، كما تم توقيع مذكرات تفاهم في مجالات الصحة والبحوث الطبية، تهدف إلى دعم الابتكار وتبادل الخبرات في مجالات الصناعات الدوائية والتقنيات الصحية الحديثة.

من جانبهما، أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان ووزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بين بلديهما، وخلال جلسة حوارية مشتركة بعنوان “تحقيق التوازن وتنسيق السياسات المالية والنقدية” ضمن فعاليات منتدى الاستثمار السعودي – الأميركي 2025، أوضح الوزير الجدعان أن العلاقات بين البلدين تمتد لنحو 90 عاما، مشيرا إلى أن حجم الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة كبير ويعكس متانة الشراكة الاقتصادية بين الجانبين وعمقها، مشيرا إلى أن المملكة شهدت منذ إطلاق رؤية السعودية 2030 تدفقا متزايدا للاستثمارات الأميركية، لافتا إلى أن الشراكة تسهم في تحقيق مصالح الطرفين وتدعم جهود المملكة في تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط.

ريما بنت بندر: زيارة ترامب لحظة محورية للسلام

الرياض، عواصم – وكالات: أكدت السفيرة السعودية في واشنطن الأميرة ريما بنت بندر أن التحالف السعودي – الأميركي يمنح رؤية متجددة نحو المستقبل، واصفة زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمنطقة بأنها تمثل لحظة محورية من أجل السلام والأمن والازدهار العالمي، مشددة على أن السعودية تعمل مع شركائها الأميركيين من أجل تحقيق السلام والاستقرار في أوروبا وخارجها، مبينة أن الرياض مستعدة لتوفير أرضية محايدة والوفاء بمسؤوليتها في دعم السلام حيثما أمكن.