قمة الدوحة ترصُّ الصفين العربي والإسلامي ضد عدوان إسرائيل

نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس متوسطا رئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في البيت الأبيض (قنا)

اجتماع تحضيري اليوم… وتنسيق مصري – سعودي – باكستاني – تركي… ودول الـ “ترويكا” تتضامن مع قطر

الدوحة، عواصم – وكالات: أكدت قطر أمس، أن قمة الدوحة العربية الإسلامية الطارئة سترص الصفين العربي والإسلامي ضد عدوان إسرائيل الجبان، وأكدت وزارة الخارجية القطرية أن القمة ستعكس تضامنا عربيا إسلامياً ضد العدوان الإسرائيلي، وأوضح مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن القمة الطارئة التي تستضيفها الدوحة غدا، ستناقش مشروع قرار بشأن الهجوم الإسرائيلي على قطر، والمقدم من الاجتماع التحضيري لوزراء خارجية الدول العربية والإسلامية أمس.

وشدد على أن انعقاد القمة في هذا التوقيت يعكس التضامن العربي والإسلامي مع قطر في مواجهة العدوان الإسرائيلي الجبان، مؤكدًا رفض الدول المشاركة لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل، معتبرا انعقاد القمة العربية الإسلامية في هذا التوقيت له معانٍ ودلالات ويعكس التضامن العربي والإسلامي الواسع مع قطر في مواجهة العدوان الإسرائيلي الجبان الذي استهدف مقرات سكنية لعدد من قادة حركة حماس.

من جانبها، أعلنت منظمة التعاون الإسلامي أن قمة الدوحة تهدف إلى بلورة تحرك مشترك تجاه الاعتداء الإسرائيلي الذي وقع الثلاثاء الماضي على الدوحة، قائلة إنه تجري التحضيرات وسيسبق القمة اجتماع تحضيري على مستوى وزراء الخارجية، مؤكدة أن القمة الطارئة تأتي تأكيداً للتضامن العربي والإسلامي مع قطر، وبهدف بلورة موقف موحد وتحرك مشترك تجاه الاعتداء الذي يشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة قطر وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وتهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة.

بدورهم، أكد وزراء خارجية مصر والسعودية وباكستان وتركيا أهمية تضامن الدول العربية والإسلامية وتنسيق المواقف بينها بما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة، وذكرت وزارة الخارجية المصرية أن الزيرها بدر عبدالعاطي أجرى اتصالات هاتفية مع نظرائه السعودي الأمير فيصل بن فرحان والباكستاني محمد إسحاق دار والتركي هاكان فيدان في إطار التنسيق المشترك مع دول الإقليم قبيل قمة الدوحة، حيث أكدوا أهمية تضامن الدول العربية والإسلامية في هذا المنعطف الخطير الذي تمر به المنطقة وضرورة مواصلة تنسيق المواقف بما يحقق المصالح العربية والإسلامية وتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة، وأضاف أن الاتصالات تناولت تقييم الأوضاع الراهنة حيث تبادل الوزراء وجهات النظر حول سبل التعامل مع التحديات السياسية والأمنية الجسيمة التي تواجه المنطقة وتداعيات الأحداث الأخيرة وضرورة مواصلة التنسيق في المجالات السياسية والديبلوماسية والاقتصادية المشتركة بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار للدول العربية والإسلامية.

في غضون ذلك، أجرى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن في نيويورك ليل أول من أمس، جلسة محادثات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومسؤولين آخرين، حيث استضاف ترامب رئيس وزراء قطر في عشاء عمل، بحضور المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، في حين وصف نائب رئيس بعثة قطر لدى واشنطن حمد المفتاح، الاجتماع بالقول “عشاء رائع مع الرئيس الأميركي”، وجاء اللقاء مع الرئيس ترامب عقب اجتماع عقده رئيس وزراء قطر مع نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو في البيت الأبيض، وقالت وكالة “رويترز” إن الاجتماع بحث مستقبل قطر كوسيط في المنطقة والتعاون الدفاعي بعد الضربات الإسرائيلية على قيادات “حماس” في الدوحة.

من جانبها، قالت الخارجية القطرية إن الشيخ محمد بن عبد الرحمن بحث مع جي دي فانس وروبيو، العلاقات الستراتيجية الوثيقة بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، كما بحث الجانبان تطورات الأوضاع في المنطقة، ناقلة عن نائب الرئيس الأميركي التأكيد خلال الاجتماع تضامنه مع قطر، كما أشار فانس إلى أن الحلول الديبلوماسية كفيلة بحل المسائل العالقة في المنطقة، وأعرب عن تقديره للجهود الحثيثة التي تبذلها قطر في الوساطة ودورها الفاعل في إحلال السلام بالمنطقة، وشدد على أن قطر حليف ستراتيجي موثوق للولايات المتحدة، في حين أكد رئيس وزراء قطر أن بلاده ستتخذ الإجراءات كافة لحماية أمنها والمحافظة على سيادتها تجاه الهجوم الإسرائيلي السافر، كما أعرب عن تقدير قطر لشراكتها الوثيقة مع الولايات المتحدة ودعمها لسيادة قطر ومساعيها لتحقيق السلام في المنطقة.

من جانبهم، أعرب وزراء خارجية دول الترويكا الأوروبية، فرنسا وألمانيا وبريطانيا، عن تضامنهم مع قطر ودعمهم التام للدور الحيوي الذي لا تزال تؤديه في جهود الوساطة بين حركة “حماس” والاحتلال الإسرائيلي إلى جانب مصر والولايات المتحدة، داعين في بيان مشترك أصدرته وزارة الخارجية البريطانية جميع الأطراف إلى ضبط النفس واغتنام فرصة السلام، معتبرين الهجمات الإسرائيلية على الدوحة انتهاك لسيادة قطر وينذر بمزيد من التصعيد في المنطقة ويشكل خطرا جسيما على التوصل إلى اتفاق تفاوضي لإنهاء الحرب في قطاع غزة.