العالم يتوحّد في شرم الشيخ… لإعلان السلام وانتهاء الحرب في غزة

الرئيسان السيسي وترامب يوقعان وثيقة تنفيذ اتفاق غزة

قمة السلام شهدت توقيع وثيقة إنهاء الحرب… والسيسي: طوينا صفحة مؤلمة ونتمنى أن تكون هذه آخر الحروب

شرم الشيخ، غزة، عواصم – وكالات: ترأس الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والأميركي دونالد ترامب قمة السلام في غزة بمدينة شرم الشيخ اليوم، بحضور قادة من نحو 21 دولة بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بغياب حركة “حماس” ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي اعتذر عن المشاركة في اللحظات الأخيرة بسبب الأعياد، بينما شارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وأعلنت وزارة الخارجية المصرية أن وثيقة لإنهاء الحرب في غزة تم توقيعها خلال القمة، بينما أفادت مصادر ديبلوماسية بأن أميركا ومصر وقطر وتركيا وقعت وثيقة ضمانات لاتفاق وقف النار، بينما أهدى الرئيس المصري نظيره الأميركي قلادة النيل تقديراً لإسهاماته البارزة في دعم جهود السلام ونزع فتيل النزاعات، وآخرها دوره المحوري في وقف الحرب في غزة، وتعد قلادة النيل أرفع الأوسمة المصرية وأعظمها شأناً وقدراً، ولها المقام الأول بينها، وتمنح لقادة الدول ورموزها الذين يسهمون في خدمة الوطن والإنسانية، وافتتح الرئيس ترامب القمة بكلمة افتتاحية شكر فيها الزعماء الحاضرين، بينما أعرب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن يطوي الاتفاق صفحة مؤلمة وأن تكون حرب غزة آخر الحروب، أعقبها توقيع وثيقة شاملة بشأن اتفاق وقف حرب غزة، وقعها الرئيسان ترامب والسيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي، واصفا السيسي أثناء ظهورهما معا قبيل القمة، بأنه زعيم قوي يحافظ على خفض معدل الجريمة في بلاده، قائلا إنه “أدى دورا مهما للغاية. أنا أقدر ذلك كثيرا”، مضيفا أن مصر تلعب دورا مهما للغاية في التواصل مع “حماس”، وقال الرئيس الأميركي الذي وصل إلى شرم الشيخ متأخرا ثلاث ساعات عن موعده المعلن، قادماً من إسرائيل، إن تقدما كبيرا يحدث في الشرق الأوسط، مضيفا “سنناقش مع القادة الموجودين بشرم الشيخ إعادة إعمار غزة.. وهناك الكثير من العمل لرفع الركام في غزة”، متابعا أن البحث يجري عن جثامين المحتجزين وبالتعاون مع إسرائيل. وقال “طيلة حياتي أبرم صفقات وإيران ترغب في إبرام صفقة.. لم يكن بالإمكان التوصل لاتفاق غزة لولا الضربة ضد منشآت إيران النووية.. وإيران عبرت عن دعمها لاتفاق غزة..”، مضيفا أن “إيران لا تستطيع التعايش مع العقوبات الصعبة التي فرضناها.. وأعتقد أن إيران سوف تلتحق بركب السلام وهي تعاني من العقوبات..”.

وقبيل وصول ترامب، عقد الرئيس المصري اجتماعا مع قادة الدول ورؤساء الوفود، وضم الاجتماع العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى وملك الأردن الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيسي فرنسا إيمانويل ماكرون وتركيا رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد والمستشار الألماني ورؤساء وزراء إيطاليا والمملكة المتحدة وكندا ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وقال المتحدث الرئاسي المصري إن الاجتماع عُقد بهدف التنسيق بين الدول المشاركة فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة، بما في ذلك جهود إعادة الإعمار وتقديم المساعدات الإنسانية.

في غضون ذلك، كشفت ثلاثة مصادر مطلعة لموقع “أكسيوس” الأميركي أن اجتماعاً غير عادي عُقد يوم الأربعاء الماضي بين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر مبعوثي الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقادة “حماس” ساهم في إتمام اتفاق السلام في غزة، وقال أحد المصادر أنه كان على ويتكوف وكوشنر مقابلة قادة “حماس” شخصياً وطمأنتهم مباشرة بأن الرئيس دونالد ترامب لن يسمح بانهيار الاتفاق طالما التزمت الحركة بتعهداتها، مضيفا أنه قبل يوم واحد، منح ترامب تصريحاً خاصاً لويتكوف وكوشنر قبل مغادرتهما إلى مصر للقاء قادة “حماس” إذا لزم الأمر لإبرام اتفاق، وبعد وصولهما إلى شرم الشيخ، أبلغ ويتكوف الوسطاء القطريين والمصريين والأتراك بموافقة ترامب، وليل الأربعاء وصل الوسطاء القطريون إلى مكان إقامة ويتكوف وأبلغوهما عن تعثر المحادثات، وسألوا المبعوثين الأميركيين عما إذا كانوا مستعدين للقاء قادة “حماس”، وفقًا لأحد المصادر، وقال مسؤول قطري بارز لويتكوف “نعتقد أنه إذا التقيت بهم وصافحتهم، فسيكون هناك اتفاق”، وبعد دقائق، دخل ويتكوف وكوشنر فيلا في المنتجع المطل على البحر الأحمر، وكان في الداخل رئيسا الاستخبارات المصرية والتركية وكبار المسؤولين القطريين وأربعة من كبار قادة “حماس” وكان خليل الحية يقود فريق “حماس”.

وفي اجتماع استمر نحو 45 دقيقة، سأل الحية عما إذا كان لدى ويتكوف وكوشنر رسالة من ترامب، وقال ويتكوف إن “رسالة الرئيس هي أنكم ستُعاملون بإنصاف، وأنه يدعم جميع النقاط العشرين في خطته للسلام، وسيضمن تنفيذها جميعاً”، وتوجه قادة “حماس” إلى غرفة منفصلة مع الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك، وبعد دقائق، عاد رئيس الاستخبارات المصرية حسن رشاد وقال لويتكوف وكوشنر “بناءً على الاجتماع الذي عقدناه، توصلنا إلى اتفاق”.