عُمان: حكمة ملك المغرب وتمسكه بالحلول السلمية يخدمان المنطقة

مسقط والرباط تعهدتا ترفيع العلاقات وأكدتا مواصلة التشاور ووقعتا خمس مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون

الرباط، مسقط، عواصم – وكالات: فيما أعرب المغرب وسلطنة عمان عن عزمهما تطوير وتمتين تعاونهما المشترك في شتى المجالات، عبرت سلطنة عمان عن تأييدها للوحدة الترابية للمملكة المغربية وحقها في السيادة على ترابها الوطني، وأعربت السلطنة في بيان مشترك مع المغرب صدر في ختام أعمال الدورة السابعة للجنة المشتركة المغربية – العمانية بمسقط، عن تقديرها لحكمة القيادة المغربية في التمسك بحل سلمي يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة المغاربية، كما أكدت أن مبادرة الحكم الذاتي الجدية والواقعية، التي تقدمت بها المملكة المغربية هي الأساس لحل قضية الصحراء المغربية.

وثمنت سلطنة عمان الجهود المتواصلة التي يبذلها العاهل المغربي الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، دفاعا عن مدينة القدس الشريف وصونا لهويتها الحضارية وحفاظا على مكانتها، منوهة كذلك بالدور الريادي لجلالته في تدعيم أسس السلم والأمن والاستقرار بالقارة الإفريقية، وأعرب وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي عن اعتزازه بالمستوى المتميز للعلاقات بين المغرب وسلطنة عمان، مؤكدا حرص بلاده على بحث السبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها بما يخدم مصالح الطرفين، ويستجيب لتطلعات الشعبين الشقيقين.

من جانبه، نوه وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بسياسة سلطنة عُمان الخارجية المتوازنة، وأشاد بجهود السلطنة في تعزيز الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي، وأكد أهمية البناء على مخرجات الدورات السابقة للجنة، مشيراً إلى أن العلاقات المغربية العُمانية تشكل نموذجاً في التنسيق الثنائي والتفاهم الستراتيجي، مشيدا بعمق العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، والتي تستمد قوتها من عمق الوشائج التي تربط الملك محمد السادس بأخيه السلطان هيثم بن طارق، مؤكدا حرص المغرب على إعطاء زخم أكبر لهذه العلاقات في شتى المجالات وعلى جميع المستويات، وفق منطق “رابح-رابح”، مما يجعلها أكثر تجذرا وديمومة.

وأشاد بوريطة بانتظام عقد اللجنة المشتركة خلال السنوات الأخيرة، مؤكدا أن ذلك يعد تعبيرا صريحا على رغبة البلدين الصادقة في ترسيخ سنة التشاور والتعاون والتنسيق المستمر بينهما، والمضي قدما بعلاقاتهما الأخوية إلى مستوى تطلعات قائدي البلدين المبجلين، كما دعا رجال الأعمال بسلطنة عمان إلى المزيد من الانفتاح على بلدهم الثاني، المغرب، من أجل الاستفادة من المحفزات الذي يتيحها ميثاق الاستثمار في المغرب والفرص الاستثمارية التي ستوفرها استضافة المغرب لكأس العالم عام 2030، مؤكدا أهمية بناء علاقات وثيقة بين القطاع الخاص في البلدين من خلال تفعيل مجلس الأعمال المغربي – العماني.

وقيّمت المحادثات التي أجراها الوزيران مسيرة التعاون الثنائي وسبل الارتقاء بها، وتبادلا وجهات النظر بشأن القضايا العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مسجلين بارتياح تطابق رؤاهما حيالها، ووقع البلدان خمس مذكرات تفاهم بحضور بوريطة والبوسعيدي، بهدف توطيد التعاون الثنائي في مجالات النقل والطاقة والرياضة والرقمنة والسياحة، وشملت الاتفاقيات التي وقعها البلدان اتفاقاً بين وزارتي النقل في البلدين بشأن الاعتراف المتبادل بالشهادات الصادرة بموجب الاتفاقية الدولية لمعايير التدريب والإجازة والخفارة للملاحين لعام 1978 وتعديلاتها، ومذكرة تعاون في مجال الطاقات المتجددة، بين وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة في المغرب ووزارة الطاقة والمعادن في عُمان، ومذكرة تعنى بالتعاون في مجال الرياضة والرياضة المدرسية، بين وزارتي التربية والرياضة في البلدين، ومذكرة بشأن التحول الرقمي وتبادل الخبرات، وُقعت بين وزارة العدل المغربية والمجلس الأعلى للقضاء العُماني، ومذكرة لتعزيز التعاون السياحي وتبادل الخبرات في هذا القطاع، كما جرى الاتفاق على توقيع مذكرة إضافية تتعلق بإقامة توأمة بين مدينة فاس المغربية وولاية نزوى العُمانية، بهدف تعزيز التعاون الثقافي والحضاري بين المدينتين.

في غضون ذلك، عقدت سلطنة عُمان والمملكة المتحدة أعمال الدورة السادسة عشرة لاجتماع مجموعة العمل العُمانية – البريطانية المشتركة في مقر وزارة الخارجية بمسقط، بهدف تعزيز التعاون الثنائي ومناقشة قضايا إقليمية ودولية.