حرب المدن تشتعل… إيران تضرب بقوة وإسرائيل تتوسّع

عمال الإنقاذ والشرطة والجيش يتفقدون موقعا سقط فيه صاروخ إيراني في بني براك بالقرب من تل أبيب (أب)

انهيار مبانٍ في تل أبيب… وإصابة مولدات طاقة بحيفا… وتضرر ملاجئ في بتاح تكفا… والاحتلال قصف مطار مشهد

طهران، عواصم – وكالات: لليوم الرابع على التوالي، تواصلت فصول المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل وسط تصعيد غير مسبوق أمس، حيث شنت طهران هجوماً جديداً وصفته بـ”الأقوى والأكثر تدميراً”، أوقع نحو ثمانية قتلى ونحو 300 جريح، وأعلن السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي وقوع أضرار طفيفة أصابت مبنى السفارة في تل أبيب نتيجة سقوط صاروخ إيراني قربها، دون تسجيل إصابات، كاشفاً عن إغلاق السفارة والقنصلية حتى إشعار آخر كإجراء احترازي، فيما ردّت تل أبيب بقصف مطار مشهد ومواقع عسكرية داخل إيران.

وطالت الصواريخ الإيرانية مناطق حيوية في تل أبيب وحيفا، وأدت إلى انهيار مبانٍ، وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إن عدد القتلى جراء الهجمات الإيرانية الليلية ارتفع إلى ثمانية بعد العثور على ثلاثة مفقودين قتلى؛ بينما كان سبق أن ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن خمسة أشخاص قتلوا، مع استمرار عمليات البحث عن مفقودين تحت الأنقاض، خاصة في منطقة بتاح تكفا وغوش، وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت ” نقلاً عن مصادر طبية، أن عدد المصابين الإسرائيليين من جراء الهجوم الإيراني الأخير ارتفع إلى 287، بينما قدرت بيانات رسمية أن حصيلة الضربات الإيرانية على إسرائيل منذ بدء التصعيد بلغت 22 قتيلاً و450 جريحاً بينهم إصابات خطرة، وتحدثت تقارير عن فشل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية في اعتراض عشرة صواريخ.

وأصيبت مولدات طاقة في حيفا، وتضررت ملاجئ في بتاح تكفا، في حين أُصيب 25 شخصاً آخرين في هجمات لاحقة، وامتدت الهجمات الإيرانية إلى مجمع بازان للبتروكيماويات في حيفا، والذي يعد من أكبر المرافق الحيوية الإسرائيلية، ويزود أوروبا بالنفط والطاقة، ودعت الجبهة الداخلية الإسرائيلية السكان للبقاء قرب الملاجئ، وسط تحذيرات من استمرار التهديدات الصاروخية، وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن حالة الطوارئ قد تستمر شهراً، وأن الحكومة تدرس إجلاء الإسرائيليين العالقين في الخارج عبر قبرص، وأكدت القناة 12 الإسرائيلية أن نحو 200 ألف إسرائيلي عالقون في الخارج بسبب توقف الملاحة الجوية في مطار بن غوريون.

وبينما أعلن “الحرس الثوري” الإيراني أن الهجمات استهدفت منظومات القيادة والسيطرة الإسرائيلية، وجرى تنفيذها باستخدام تقنيات حديثة مكّنت من إصابة الأهداف بدقة، رغم منظومات الدفاع الجوي المدعومة أميركياً، مؤكداً أن الضربة تثبت خطأ حسابات إسرائيل تجاه إيران، في المقابل، نفذت إسرائيل سلسلة غارات على مطار مشهد شمال شرق إيران ومواقع أخرى شملت منشآت تابعة لوزارة الدفاع الإيرانية ومخازن وقود ومنشآت مرتبطة ببرامج التسليح في طهران، وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ ضربات استباقية على مواقع يُعتقد أنها تضم صواريخ معدة للإطلاق من داخل إيران.

من جانبها، فعّلت إيران أنظمة دفاعها الجوي في طهران ومشهد وكرج وبندر أنزلي، وأعلنت منظمة الطيران المدني الإيرانية تمديد إغلاق الأجواء وإلغاء الرحلات الجوية حتى ظهر أمس، في حين كشفت وزارة الخارجية الإيرانية عن مقتل 73 امرأة وطفلاً في ثلاث غارات إسرائيلية على طهران، بينما أفادت وكالة “إيرنا” بسماع دوي انفجارات شرق العاصمة وانفجار في مدينة شهريار، وذكرت وكالة “مهر” أن الدفاعات الإيرانية أحبطت هجوماً إسرائيلياً على منطقة بارشين، في حين قالت وكالة “تسنيم” إن الدفاع الجوي أسقط طائرات مسيّرة إسرائيلية فوق بندر أنزلي وباقرشهر شمال البلاد.

وفيما زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي السيطرة على المجال الجوي لطهران وتدمير ثلث منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية “سطح /‏ سطح”، أعلنت السلطات الإيرانية إسقاط ثماني طائرات مسيّرة إسرائيلية متطورة بينها “أم كيو 9” أميركية الصنع في غرب البلاد قرب الحدود العراقية، ونقلت وكالة “تسنيم” للأنباء الإيرانية عن حاكم مدينة دهلران قوله إن الدفاعات الجوية الإيرانية أسقطت ثماني طائرات مسيّرة إسرائيلية متطورة،في سماء دهلران، مشيرًا إلى أن جميع الطائرات التي تم إسقاطها كانت مزودة بتقنيات متقدمة، مشيرا إلى أنه في وقت مبكر من صباح أمس، تم اعتراض وتدمير طائرة مسيّرة من طراز “أم كيو 9” وهي طائرة هجومية واستطلاعية متطورة أميركية الصنع، في منطقة عين الصوله التابعة لبلدة دشت عباس الحدودية في محافظة دهلران.

في المقابل، زعم المتحدث باسم جيش الاحتلال إيفي ديفرين أن نحو 50 طائرة مقاتلة إسرائيلية وصواريخ دقيقة شاركت في غارات استهدفت ودمرت نحو 120 منصة إطلاق صواريخ إيرانية، وقصفت مخازن ومرافق انتاج الصواريخ، قائلا إن إيران أطلقت نحو 65 صاروخا وعشرات الطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل، وهي كمية تمثل نصف ما كان ينوي الجيش الإيراني إطلاقه، متابعا “أحبطنا جزءا كبيرا من الهجوم المخطط له،.

وبينما أعلنت وزارة الصحة الإيرانية مقتل نحو 220 إيرانيا منذ بدء الحرب، تسببت الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل في فرار سكان العاصمة الإيرانية طهران منها، حيث أفاد شهود عيان بوجود ازدحام مروري كبير على طرق الخروج، وامتدت الطوابير في محطات التزود بالوقود لكيلومترات في بعض الأماكن أمس، بينما أغلق البازار الكبير وساد الهدوء المخيف في شوارع أخرى بطهران، وفر السكان لشرق البلاد الذي لا يزال يعتبر آمنا نسبيا، كما صارت المناطق الشمالية المطلة على بحر قزوين، والتي تحظى بشعبية كبيرة بين الراغبين في قضاء العطلات، ملاذا للاجئين.