ترامب يهاجم 'فوردو' بقنابل 'خارقة' ويخشى 'حرباً طويلة'

الدخان الكثيف يتصاعد من مجمع مستشفى سوروكا في بئر السبع بعد إصابته بصاروخ إيراني استهدف مواقع عسكرية مجاور (أب)

العالم يحبس أنفاسه… والرئيس الأميركي عقد اجتماعاً حاسماً… ونقل طائرات وسفن أميركية من قطر والبحرين

الرئيس سأل مستشاريه العسكريين إذا كانت “بانكر باستر” التي لم تُستخدم سابقاً قادرة على تدمير “فوردو” ويقيّم الوضع

إسرائيل تهدد للمرة الأولى باغتيال خامنئي… ونتنياهو: أميركا تشاركنا وتساعدنا وطياروها يرافقون طائراتنا في الجو

طهران، واشنطن، عواصم – وكالات: فيما يحبس العالم أنفاسه انتظارا لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب المشاركة في الحرب بين إيران وإسرائيل التي اشتعلت في يومها السادس أمس، أم لا، عقد ترامب اجتماعا ثالثا في غرفة العمليات ليل أمس، تلقى خلاله إحاطة استخباراتية أخرى من فريق مستشاريه بشأن الخيارات والمخاطر، بينما كشف إعلام أميركي أمس، أن إدارة ترامب تخطط لهجوم باستخدام قنابل خارقة للتحصينات يستهدف منشأة “فوردو” النووية، ونقلت وكالة “بلومبرغ” عن مصادر مطلعة أن مسؤولين أميركيين كبارا يستعدون لاحتمال توجيه ضربة لإيران، مؤكدة أنه توجد خطط محتملة لشن ضربة خلال مطلع الأسبوع المقبل، إلا أنها أشارت في الوقت عينه إلى أن الوضع لا يزال يتطور وقد يتغير.

من جانبه، نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤولين أميركيين أن ترامب سأل مستشاريه العسكريين عما إذا كانت خطة هجوم بالقنابل الخارقة للتحصينات “بانكر باستر” قادرة على تدمير منشأة “فوردو”، مضيفين أن مستشاري ترامب العسكريين يقيِّمون احتمال مشاركة واشنطن إسرائيل في عدوانها على إيران، مشيرين إلى أن السؤال الذي يشغل ترامب هو أنه إذا شاركت الولايات المتحدة في الهجمات الإسرائيلية وألقت قنابل خارقة للتحصينات، فهل سيكون ذلك كافيا لتدمير منشأة فوردو النووية؟”، لافتين إلى أنه من غير الواضح ما إن كان ترامب اقتنع بجواب مسؤولي “البنتاغون” بأن القنابل ستنجح في المهمة، موضحين أن القنابل الخارقة للتحصينات لم تُستخدم من قبل، ولكنها خضعت للاختبار مرات عدة خلال عملية التطوير، مشيرين إلى أن ترامب أراد التأكد من أن أي هجوم محتمل لن يجر الولايات المتحدة إلى حرب طويلة في الشرق الأوسط، وأن واشنطن مستعدة، لكن الهجوم ليس ضروريا بعد، بينما نقلت وكالة “أي بي سي نيوز” الأميركية عن مسؤول إن ترامب يستعد لفكرة هجوم يهدف لتدمير منشأة “فوردو” النووية وإن تدميره سيتطلب هجمات متعددة، مؤكدا أن الاستعدادات جارية بما يتماشى مع هذه الفكرة.

بدورها، أصدرت السفارة الأميركية في قطر تحذيراً مؤقتاً بشأن دخول موظفيها إلى قاعدة العديد الجوية، داعية المواطنين الأميركيين إلى توخي الحذر في ظل التصعيد المستمر، بينما كشفت وكالة “رويترز” نقل طائرات وسفن أميركية من قواعد بقطر والبحرين، مؤكدة نقل سفن حربية أميركية من ميناء في البحرين، حيث يتمركز الأسطول الخامس لبحرية الولايات المتحدة، إلى جانب تحريك طائرات غير محصنة من قاعدة “العديد” الجوية في قطر، ونقلت عن مسؤولين أميركيين اثنين أن الجيش الأميركي حرك بعض الطائرات والسفن من قواعد في الشرق الأوسط قد تكون عرضة لأي هجوم إيراني محتمل، وقال المسؤولان إن التحركات جزء من خطة طوارئ لتقليل تعرض القوات الأميركية للخطر، دون الإفصاح عن عدد الطائرات والسفن أو وجهتها، فيما كانت “رويترز” أوردت في وقت سابق نقل طائرات تزويد بالوقود إلى أوروبا ونشر مزيد من المقاتلات في المنطقة، بينما تتجه حاملة طائرات أميركية من منطقة المحيطين الهندي والهادي إلى الشرق الأوسط، في مؤشر على استعدادات عسكرية موسعة.

في غضون ذلك، هدد وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس للمرة الأولى باغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، وأشار إلى أن ذلك جزء من أهداف العملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، وفي مدينة حولون في منطقة تل أبيب الكبرى التي سقط عليها صاروخ إيراني وتسبب بأضرار وإصابات عديدة صباح أمس، قال كاتس في مؤتمر صحفي “خامنئي يُصدر أوامره مباشرةً بإطلاق النار على العمق الإسرائيلي. إنه هتلر العصر الحديث، ولا ينبغي لمثل هذا الشخص أن يكون موجودا”، مضيفا أن “منع وجود خامنئي جزء من أهداف العملية”، معتبرا أن “ديكتاتور مثل خامنئي، يقود إيران، ويرفع شعار تدمير إسرائيل، لا يمكنه الاستمرار في الوجود”.

وفيما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن هذه المرة الأولى التي يهدد فيها كاتس بالقضاء على خامنئي، أكد وزير الأمن القومي الصهيوني المتطرف إيتمار بن غفير في نفس المؤتمر الصحفي مع كاتس أن دولة الاحتلال ماضية في الحرب على إيران حتى النهاية، قائلا للصحفيين “نحن لا نقوم بنصف العمل، بل نذهب حتى النهاية”، بينما شدد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على أن بلاده ماضية في إزالة التهديد النووي الإيراني، مؤكدا في منطقة بئر السبع التي شهدت هجمات صاروخية إيرانية طالت مستشفى سوروكا، أن إسرائيل ستدعم أي قرار يتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، واصفاً إياه بـ “صديق الشعب اليهودي والدولة الإسرائيلية”، مشددا على أن ترامب يدعم العمليات الإسرائيلية ضد إيران، قائلا “أميركا تساعدنا وتشارك في حماية مجالنا الجوي”، مردفا أن طياريها يرافقون الطائرات الإسرائيلية في الجو، وختم مكررا أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدا نووياً لبلاده، معتبرا أنه “خلال الحروب الأفعال وحدها هي من تتحدث”، وفق تعبيره.

ورداً على تهديد وزير حرب الاحتلال يسرائيل كاتس، ندد “حزب الله” اللبناني بالتهديد، معتبراً أنه “حماقة وتهوّر له عواقب وخيمة”، قائلا “يبدو أنّ بعض المتصدّين في بلدانهم لا يعرفون المكانة للقائد خامنئي‏.”، مضيفا أن “التهديد بالقتل حماقة وتهوّر، له عواقب وخيمة، وعلى الرغم من سخافته وانحطاط مستوى من يُهدّد، فإنّ مجرّد ‏النطق به فيه إساءة إلى ملايين المحبّين”، مؤكداً وقوفه الثابت في خط خامنئي، بينما هدد زعيم حركة النجباء العراقية أكرم الكعبي، باستهداف مصالح أميركا وجنودها وديبلوماسييها في المنطقة في حال “لمست شعرة من المرشد”، ملوحا على منصة “إكس” باستهداف كل من يحمل الجنسية الأميركية سواء في العراق أو المنطقة، وفق زعمه.

الرئيس الأميركي عن “وول ستريت جورنال”: ليس لديهم فكرة!

واشنطن، عواصم – وكالات: علق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية بشأن موافقته على خطط استهداف إيران، قائلاً “ليس لديهم أدنى فكرة”، وكتب عبر منشور على منصة “تروث سوشيال” أمس، “صحيفة وول ستريت جورنال لا تملك أدنى فكرة عن آرائي بشأن إيران”، فيما كانت الصحيفة الأميركية ذكرت أن ترامب وافق “سراً” على تدخل الولايات المتحدة في المواجهة بين إسرائيل وإيران، ناقلة عن مصادر مطلعة أن ترامب “أعطى الضوء الأخضر لخطط الولايات المتحدة لمهاجمة إيران”.

وقالت ثلاثة مصادر مطلعة للصحيفة إن ترامب وافق “سرا” على خطط أميركية لمهاجمة إيران، في اجتماع عقد في وقت متأخر من ليل الثلاثاء الماضي، لكنه أرجأ إصدار الأمر النهائي لمعرفة ما إذا كانت طهران ستتخلى عن برنامجها النووي أم لا، وأشارت المصادر إلى أن منشأة “فوردو” لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض في إيران ستكون من الأهداف الأولى المحتملة للولايات المتحدة.