المغرب وروسيا يطلقان لجنة لتطوير التعاون ويتفقان على حوار منتظم

وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونائب رئيس الوزراء الروسي دميتري باتروشيف خلال توقيعهما الاتفاقيات في موسكو (وكالات)

بوريطة: موسكو شريك موثوق ولاعب مهم على الساحة الدولية… ولافروف: نقدر مواقف الرباط المتوازنة

الرباط، موسكو، عواصم – وكالات: وقّع المغرب وروسيا مذكرة تفاهم لإحداث لجنة عمل بين وزارتي خارجية البلدين، تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية واستشراف مستقبلها، وذكرت وكالة الأنباء المغربية أن اللجنة التي تم الاتفاق عليها خلال محادثات بين وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، ستتولى مراجعة حصيلة الشراكة بين البلدين، وصياغة مقترحات لتحديد محاور جديدة للتعاون ذات قيمة مضافة عالية، من أجل تعميق العلاقات الثنائية واستشراف مستقبلها، مؤكدة أن الوزيرين اتفقا على إرساء حوار سياسي منتظم وضمان متابعة مشتركة للاتفاقيات المبرمة، بهدف إعطاء زخم جديد للتعاون والشراكة الستراتيجية بين البلدين، مشيرة إلى أن الوزير بوريطة ترأس مع نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري باتروشيف، أشغال الدورة الثامنة للجنة المشتركة للتعاون بين البلدين.

من جانبه، أكد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أن المغرب ينظر إلى روسيا كشريك موثوق ومفاوض نزيه يمكن الوثوق به دائما، قائلا في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب محادثات جرت بينهما “ننظر إلى روسيا كشريك موثوق وعزيز. ونرى في روسيا لاعبا مهما على الساحة الدولية، والأهم من ذلك، مفاوضا نزيها يمكن الوثوق به دائما”، مشيرا إلى أن لقاءه نظيره الروسي الثالث خلال الأسابيع الستة الماضية، وهذا “الدليل الأبرز على أن الحوار السياسي على مستوى عال ويتطور”، معربا عن أمله في أن يكون هناك تواصل مثمر وأن تخرج المحادثات بنتائج إيجابية تفضي إلى اتخاذ قرارات جادة.

وقال إن العاهل المغربي الملك محمد السادس يولي تقديرا واحتراما خاصين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، موضحا أن روسيا شريك مهم للمغرب في المجالات كافة، وأن العلاقات الثنائية تطورت على أساس إعلان الشراكة الستراتيجية المعمقة الموقع بين البلدين عام 2016، وأكد أن المواقف المغربية والروسية متقاربة بشأن القضايا الإقليمية خصوصا ما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط، مضيفا أن روسيا تتمتع بمكانة خاصة في إفريقيا، مشيرا إلى أن المحادثات المغلقة مع نظيره الروسي تناولت الأوضاع في منطقتي الساحل والصحراء وضرورة احترام قرارات الدول وسيادتها، موضحا أن القمة الروسية – الإفريقية الأخيرة كانت ناجحة من ناحية المشاركة والمخرجات، مؤكدا رغبة بلاده في تعزيز التعاون مع روسيا كشريك موثوق للقارة الإفريقية، معلنا فيما يتعلق بالرحلات الجوية بين البلدين، إطلاق رحلات جوية مباشرة من الدار البيضاء إلى سانت بطرسبرغ الروسية التي تعتبر على حد قوله العاصمة الثقافية والسياحية لروسيا الاتحادية، وذلك دعما لتطوير قطاع السياحة وتعزيز الروابط بين الشعبين الروسي والمغربي.

بدوره، قال لافروف “نولي اهتماما خاصا للمحادثات مع المغرب، نظرا للوضع الصعب على الساحة الدولية، بما في ذلك الأحداث المثيرة للجدل التي تجري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وروسيا مستعد للمساعدة في حل المشاكل في هذه الأجزاء من العالم مع الدول الأخرى المهتمة”، مؤكدا أن هذا يتطلب تنسيقا مستمرا بين الدول على المنصات الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة، كما يستلزم تطوير التعاون بين روسيا وجامعة الدول العربية، مضيفا “لا شك أن مشاوراتنا الثنائية حول السياسة الخارجية تلعب دورا خاصا، فنحن نوليها اهتماما بالغا، وأنا على ثقة بأننا سنتناول العديد من القضايا الملحة بشكل مفيد”، معتبرا زيارة وزير الخارجية المغربي إلى العاصمة الروسية ترمز إلى الطبيعة الشاملة للشراكة بين البلدين، مؤكدا انهما ناقشا القضايا السياسية الخارجية، مشيرا لعقد بوريطة الاجتماع الثامن للجنة الحكومية الروسية المغربية للتعاون التجاري والاقتصادي، التي يرأسها بالاشتراك مع نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري باتروشيف.

وأعلن لافروف أنه بحث مع نظيره المغربي العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، مشيرا إلى اهتمام الجانبين بتوسيع مجالات التعاون المشترك، قائلا إن الطرفين أكدا التزامهما بمواصلة العمل المشترك لتعزيز العلاقات الودية والثقة التقليدية والشراكة الستراتيجية، موضحا أن هناك مصلحة مشتركة في زيادة حجم التبادل التجاري واستكشاف فرص جديدة للاستثمار المتبادل، معربا عن تقدير بلاده لموقف المغرب المتوازن والمدروس تجاه الأزمة الأوكرانية، مشيرا إلى أن دول الجنوب العالمي بما فيها الرباط تدرك استحالة تحقيق تسوية مستدامة دون معالجة الأسباب الجذرية للأزمات الدولية.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن موسكو تأمل أن تسهم زيارة بوريطة في تعزيز الشراكة متعددة الأبعاد مع الرباط، وتشجيع تكثيف الجهود المشتركة الرامية لضمان السلام والاستقرار الدائمين في منطقتي الساحل والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مضيفة أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أجرى محادثات مع بوريطة تم خلالها البحث بشكل معمق المحاور الواعدة لتطوير العلاقات الروسية المغربية المتسمة بعراقة طابعها الودي، وتبادلا وجهات النظر بشأن قضايا دولية وإقليمية راهنة، مع التشديد على ضرورة تسوية النزاعات والأزمات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء بالطرق السياسية الديبلوماسية حصرا، مشددة على أن روسيا تعتبر المغرب “شريكا مهما” في القارة الإفريقية، مؤكدة إيلاء اهتمام خاص للقضايا العملية المتعلقة بتوسيع التعاون التجاري والاقتصادي، فضلا عن سبل استغلال الإمكانات القائمة على أكمل وجه.

الرباط وموسكو توقعان 3 اتفاقيات في الصيد البحري والجمارك والتجارة

موسكو، الرباط، عواصم – وكالات: وقع المغرب وروسيا ثلاث اتفاقيات تعاون في مجالات الصيد البحري والجمارك والتجارة، وذكرت وكالة المغرب الرسمية إن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونائب رئيس الوزراء الروسي دميتري باتروشيف، وخلال ترؤسهما أعمال الدورة الثامنة للجنة المشتركة الحكومية بين البلدين في موسكو، شهدا توقيع ثلاث اتفاقيات، تمثلت في اتفاق تعاون في مجال الصيد البحري وبروتوكول يتعلق بتبادل الوثائق والبيانات بشأن القيمة الجمركية للسلع المنقولة بين البلدين، كما تضمنت أعمال الدورة الثامنة بروتوكولا عن التعاون وتبادل المعلومات والمساعدة المتبادلة في إطار النظام الموحد للتفضيلات التعريفية للاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي يضم روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان، واعتبرت الوكالة أن الدورة الثامنة شكلت فرصة للطرفين لتجديد تأكيد رغبتهما المشتركة في الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى أكثر طموحا، عبر تنويع المبادلات الاقتصادية والتجارية ودعم الاستثمارات المتبادلة وتطوير أشكال جديدة من التعاون القطاعي، واتفق الطرفان على الحفاظ على تشاور سياسي منتظم وضمان التتبع الفعال لتنفيذ الاتفاقات المبرمة، من أجل إعطاء شراكتهما الستراتيجية البعد الكامل الذي تستحقه، موضحة أن التبادل التجاري بين روسيا والمغرب ارتفع بنحو 30 بالمئة خلال النصف الأول من 2025 على أساس سنوي.