نتنياهو يهدد سلام غزة… وجيشه يهاجم رفح وجباليا وخان يونس
شاحنات تحمل مساعدات من برنامج الغذاء العالمي خلال مرورها في خان يونس جنوب قطاع غزة أمس (أب)
كاتس يهدد ويتوعد… وبن غفير وسموتريتش يحرضان على استئناف الحرب… و”حماس” تتمسك بالهدنة
غزة، عواصم – وكالات: في تهديد واضح لاتفاق السلام الذي تم التوصل إليه بعد عناء، ووسط اتهامات للاحتلال الإسرائيلي لحركة “حماس” بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، تفجر الوضع بشكل شبه كامل في أنحاء قطاع غزة أمس، حيث شن جيش الاحتلال غارات هي الأعنف على مدينة رفح جنوب القطاع، التي لا تزال أجزاء واسعة منها خاضعة لسيطرة قوات الاحتلال ووقع انفجار في آلية عسكرية إسرائيلية برفح، وسط أنباء عن اشتباكات عنيفة متواصلة في المنطقة، مع توقف دخول شاحنات المساعدات من معبر رفح إلى معبري كرم أبو سالم والعوجة، بينما أطلقت دبابات إسرائيلية نيراناً كثيفة في شرق خان يونس وطال قصفاً إسرائيلياً جباليا شمالاً، فضلاً عن غرب منطقة الزوايدة وسط القطاع، حيث تم تسجيل سقوط ثلاثة شهداء وعدد من المصابين.
وبينما أكد مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أنه أمر بالعمل بقوة في غزة، قائلا إنه عقد مشاورات مع وزير الأمن ورؤساء الأجهزة الأمنية، زعم متحدث باسم حكومة الإحتلال أن تل أبيب تواصل الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق وقف النار، قائلا “نحن في حالة وقف إطلاق نار لكن الجنود يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، بينما هدد وزير حرب الاحتلال يسرائيل كاتس، زاعما أن “حماس ستتعلم بالطريقة الصعبة أننا مصممون على حماية جنودنا”، معلنا أنه أمر الجيش بالتصرف بقوة ضد عناصر “حماس”، قائلا “ستدفع حماس ثمناً باهظاً عن كل إطلاق نار وانتهاك لوقف إطلاق النار، وإذا لم تفهم الرسالة فستزداد قوة الردود وتتصاعد”، وزعم جيش الإحتلال أن طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو نفذت غارات في منطقة رفح للقضاء على تهديد بعد أن أطلق إرهابيون النار على جنوده، وقال المتحدث أفيخاي أدرعي إن مسلحين أطلقوا صواريخ مضادة للدبابات وأطلقوا النار على قوات الإحتلال التي كانت تعمل على تدمير البنية التحتية في منطقة رفح، مضيفا أن تلك الأفعال شكلت انتهاكاً صارخاً لاتفاق وقف النار، مؤكداً أن جيش الاحتلال سيرد بحزم وقوة.
وبالتوازي، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن غارات للاحتلال نُفّذت على رفح لحماية ميليشيات ياسر أبو شباب المتعاونة مع جيش الاحتلال من محاولة عناصر في المقاومة إلقاء القبض على عدد منهم، وحض وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير نتنياهو على استئناف الحرب زاعما أن “حماس” خطر على أمن دولة الاحتلال ولا تحترم اتفاق وقف النار، كما طالب وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش بالعودة إلى العمليات العسكرية ضد غزة، حسب القناة نفسها.
في المقابل، نفت “حماس” علمها بحصول أي اشتباكات في القطاع، مؤكدة أن لا علاقة لها بأي أحداث تقع خارج الخط الأصفر، مشددة على التزامها الكامل بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه، وفي مقدمته وقف إطلاق النار في جميع مناطق قطاع غزة، قائلة “لا علم لنا بأية أحداث أو اشتباكات تجري في منطقة رفح، حيث إن هذه مناطق حمراء تقع تحت سيطرة الاحتلال”، مضيفة أن الاتصال مقطوع بما تبقى من مجموعات لها هناك منذ عودة الحرب في مارس من العام الجاري، ولا معلومات لديها إن كانوا قتلوا أم ما زالوا على قيد الحياة منذ ذلك التاريخ.
وأكدت أنها ملتزمة باتفاق وقف النار، مشددة على أن دولة الاحتلال هي من تخرقه وتختلق ذرائع، متهمة نتنياهو بمحاولة التهرب من مسؤولياته أمام الوسطاء والضامنين، وأكد القيادي عزت الرشق التزام الحركة بالسلام، مشددا على أن الاحتلال هو من يواصل خرق الاتفاق واختلاق الذرائع الواهية لتبرير جرائمه، مضيفا أن محاولات نتنياهو التنصل والتنكر من التزاماته تأتي تحت ضغط ائتلافه الإرهابي المتطرف في محاولة للهروب من مسؤولياته أمام الوسطاء والضامنين، بينما دعا القيادي في “حماس” محمد نزال، الوسطاء، إلى ممارسة الضغوط على الاحتلال لفتح معبر رفح، مؤكداً التزام الحركة ببنود الاتفاق، قائلا “التزمنا بإعادة الرهائن الأحياء وما استطعنا الوصول إليه من جثامين أسرى الاحتلال”، رافضا ما وصفه بـ”ابتزاز الفلسطينيين” عبر إغلاق معبر رفح، قائلا “نريد الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق بسلاسة بعد الوفاء بالتزاماتنا في المرحلة الأولى”، لافتاً إلى أن مفاوضات المرحلة الثانية لم تبدأ حتى الآن بسبب تعنت نتنياهو، كما نفت الحركة الاتهامات الأميركية لها بتخطيطها للهجوم على مدنيين في غزة، قائلة في بيان إنها تنفي جملةً وتفصيلاً المزاعم الموجّهة بحقّها في بيان للخارجية الأميركية بشأن هجوم وشيك أو انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار، مضيفة أن هذه الادعاءات الباطلة تتساوق بشكل كامل مع الدعاية الإسرائيلية المضلِّلة، وتوفّر غطاءً لاستمرار الاحتلال في جرائمه وعدوانه المنظَّم، معتبرة الحقائق على الأرض تكشف العكس تماماً، فسلطات الاحتلال هي التي شكّلت وسلّحت وموّلت عصابات إجرامية نفّذت عمليات قتل وخطف وسرقة شاحنات المساعدات وسطو ضد المدنيين الفلسطينيين، وقد اعترفت علناً بجرائمها عبر وسائل الإعلام والمقاطع المصوّرة، بما يؤكّد تورّط الاحتلال في نشر الفوضى والإخلال بالأمن، متابعة أن الأجهزة الشرطية في غزة، وبمساندة أهلية وشعبية واسعة، تقوم بواجبها الوطني في ملاحقة العصابات ومحاسبتها وفق آليات قانونية واضحة، حمايةً للمواطنين وصوناً للممتلكات العامة والخاصة، داعية الإدارة الأميركية للتوقّف عن ترديد رواية الاحتلال المضلِّلة، والانصراف إلى لجم انتهاكاته المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار، وفي مقدمتها دعم العصابات وتوفير الملاذات الآمنة لها داخل المناطق الخاضعة لسيطرته.
وأتت تلك التطورات فيما أعلنت كتائب القسام العثور على جثة رهينة إسرائيلية جديدة، مؤكدة الاستعداد لتسليمها متى توفرت الظروف الميدانية، وسط عمليات حفر في منطقة حمد بمدينة خان يونس جنوباً للبحث عن جثث الأسرى الإسرائيليين وانتشالها من تحت الردم والركام، كما جاءت بعدما بدأ جيش الاحتلال بترسيم الخط الأصفر، حيث أظهرت صورا كتلا خرسانية مطلية باللون الأصفر وعلامات معدنية صفراء كان كاتس أمر بوضعها بحيث تكون حدود سيطرة الجيش في القطاع مرئية وتكون بمثابة تحذير لعناصر “حماس” وسكان غزة بأن أي محاولة لعبور الخط سيتم مواجهتها بالنيران.
رغم إعلان نتنياهو غلقه “لأجل غير مسمى”…مصر تؤكد فتح معبر رفح اليوم بضغط أميركي
القاهرة، عواصم – وكالات: على الرغم من تأكيد إسرائيل غلقه، أكد مصدر مصري مسؤول أن معبر رفح سيعمل اليوم الاثنين لعبور المرضى والعالقين، قائلا إن المعبر البري الحدودي بين مصر وقطاع غزة سيعمل، خاصة بعد التنسيق بين الأطراف والجهات المعنية لفتحه في الاتجاهين كافة، فيما كانت سفارة فلسطين في القاهرة أعلنت ليل أول من أمس، أنه بعد التواصل مع الجهات المختصة في مصر، سيُفتح المعبر ابتداءً من الاثنين لتمكين المواطنين الفلسطينيين المقيمين في مصر والراغبين بالعودة إلى قطاع غزة من السفر، وفق آلية التنسيق المعمول بها، داعية جميع المواطنين الراغبين بالسفر إلى تسجيل بياناتهم وإرسالها عبر “واتساب” على رقم مخصص في السفارة.
وبينما أكد مكتب نتنياهو أنه قرر أبقاء المعبر مغلقا “حتى إشعر آخر”، كشفت قناة (12) العبرية أن الولايات المتحدة غير راضية عن قرار نتنياهو إبقاء معبر رفح مغلقا، ناقلة عن مسؤول أميركي رفيع قبل زيارة مرتقبة لنائب الرئيس الأميركي جي دي فانس والمبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف إلى تل ابيب اليوم، القول إن إدارة الرئيس ترامب مستاءة من قرار تل أبيب، مضيفا أن الولايات المتحدة ستتولى القيادة واتخاذ القرارات المتعلقة بكل ما يجري في غزة، وذكرت القناة أن الولايات المتحدة استكملت تشكيل الآلية الخاصة بمراقبة تنفيذ اتفاق غزة، موضحة أن واشنطن غير راضية عن خطوات نتنياهو الأخيرة، خاصة ما يتعلق بإغلاق معبر رفح وتأخير تنفيذ التفاهمات الميدانية.
الكويت الان ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.