'الخارجية' فزعت… و'ربعنا' ردّوا

وصول أولى رحلات الإجلاء من إيران عبر تركمانستان وعلى متنها 334 كويتياً

فارس غالب ومنيف نايف و”كونا”

في مشهد يعكس التزام الحكومة بأمن وسلامة المواطنين الكويتيين في الداخل والخارج على السواء، وتتويجا للجهود والمساعي الحثيثة التي بذلتها وزارة الخارجية، وصلت إلى مطار الكويت الدولي (مبنى T4) فجر أمس السبت، رحلة الخطوط الجوية الكويتية رقم (5006)، أولى رحلات الإجلاء القادمة من مطار عشق آباد الدولي في تركمانستان، وعلى متنها 334 مواطنا ومواطنة ممن أجلوا ضمن الخطة الطارئة التي وضعتها الوزارة، بالتعاون مع الجهات المختصة، لتأمين عودة المواطنين العالقين في ايران، نتيجة للتطورات الإقليمية المتسارعة، فيما أعلن وزير الخارجية، عبدالله اليحيا أن الرحلة الثانية ستغادر السبت (ليل أمس)، تليها الرحلة الثالثة والأخيرة اليوم الأحد.

وقال الوزير اليحيا: إن الوزارة تواصل تنفيذ خطة الإجلاء تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية وحرصها على أمن المواطنين وسلامتهم في الخارج، وأشاد بالجهود الكبيرة التي بذلتها السلطات في كل من ايران وتركمانستان لتأمين هذه الرحلات، وما قدمته من تسهيلات لضمان عودة المواطنين الكويتيين إلى أرض الوطن بسلام.

وكان مطار الكويت الدولي شهد استعدادات مكثفة من الفرق المختصة لاستقبال العائدين وتسهيل إجراءات دخولهم، وتوفير الرعاية اللازمة لهم. وكشفت مصادر مطلعة لـ”السياسة” عن تواصل الاستعدادات لرحلة إجلاء ثانية من مطار “عشق آباد” في تركمانستان إلى مطار الكويت الدولي.

وقالت المصادر: إن “الخارجية” تواصل العمل على مدار الساعة لتذليل العقبات اللوجستية والفنية، وتوفير الرعاية اللازمة للمواطنين الكويتيين في هذه الظروف، تأكيدا على التزام الدولة الثابت تجاه أمن وسلامة أبنائها في مختلف أنحاء العالم.

وكانت وزارة الخارجية أعلنت أمس وصول أول دفعة من المواطنين الكويتيين العائدين من ايران عبر تركمانستان فجرا. وقالت ـ في بيان صحافي ـ إن نائب وزير الخارجية الشيخ جراح جابر الأحمد استقبلهم لدى وصولهم إلى البلاد، مؤكدة أن خطة الإجلاء تنفذ بالتنسيق مع سفارات الكويت لدى كل من ايران وتركمانستان وبالتعاون مع الجهات المختصة في البلدين

وشددت على استمرار جهودها وعلى مدار الساعة لضمان عودة كل المواطنين الكويتيين المتواجدين في إيران، مشيرة إلى مواصلة التنسيق مع الشركاء والأجهزة المختصة لإنجاز هذا الهدف بأعلى درجات الكفاءة والمسؤولية.

في غضون ذلك، أكد مساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا، السفير سميح حيات، أن وزارة الخارجية فعّلت خطط الطوارئ المعتمدة، بتوجيهات سامية من القيادة السياسية، لضمان أمن وسلامة المواطنين الكويتيين المتواجدين في إيران، في ظل التصعيد الإقليمي الراهن.

وبيّن أن خطة الإجلاء تراعي استخدام الطرق البرية بسبب إغلاق الأجواء الإيرانية، مع التشديد على أن سرعة النقل لا يجب أن تكون على حساب عامل الأمان، مؤكدا أن التنسيق يشمل كل التفاصيل الدقيقة لضمان سلامة المواطنين أثناء تنقلهم.

وفيما شدد على أهمية التزام المواطنين الكويتيين بالتواصل مع سفارات الكويت في الخارج، وتزويدها بمعلومات دقيقة حال دخولهم أي دولة، اكد أن وزارة الخارجية تتابع جميع البلاغات والاتصالات عبر فرق تعمل على مدار الساعة، سواء من مقر الوزارة أو من بعثاتها الديبلوماسية.

بدوره، قال سفير الكويت لدى ايران د.مشعل المنصور إن الإجلاء يجري وفق آلية محددة تشمل حصر الأعداد وتحديد نقاط التجمع في كل مدينة، ومن ثم نقل المواطنين إلى نقاط انطلاق مركزية تمهيدًا لعودتهم إلى الكويت، وبالتنسيق الكامل مع الجهات المعنية لتأمين العودة بكل أمان ويُسر، مؤكدا أن “الوضع تحت السيطرة، ولا داعي للقلق”.

من جهة أخرى، استقبل منفذ العبدلي الحدودي اكثر من 39 الف شخص منذ السبت الماضي حتى أمس. واكد مدير المنفذ العقيد وليد العازمي ان النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف اصدر توجيهات مباشرة بتسهيل إجراءات الدخول والمغادرة عبر منفذ العبدلي لجميع المسافرين الكويتيين ومواطني دول مجلس التعاون والمقيمين، وأعضاء البعثات الديبلوماسية

واوضح العقيد العازمي ـ في لقاء متلفز ـ أن هناك بعض الاستثناءات الإنسانية التي تمنح بالتنسيق مع وزارة الخارجية‬ لتذليل الصعوبات امام دخول بعض الجنسيات ومنحهم تأشيرات مرور لمدة 7 أيام للمرور من منفذ العبدلي إلى مطار الكويت‬ والسفر إلى بلدانهم بالاضافة الى مسافرين دخلوا البلاد عبر منفذ المطار مرورا بمنفذ العبدلي.

إلى ذلك، أكد القنصل العام للكويت في البصرة محسن العجمي أن القنصلية تواصل عملها على مدار الساعة لتأمين عبور المواطنين العالقين في إيران، تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية. وقال في مداخلة هاتفية أمس: “ننسق مع الجهات المعنية في العراق، خصوصا في محافظة البصرة، لتسهيل مرور المواطنين الكويتيين عبر منفذ الحدود الإيرانية – العراقية إلى منفذ سفوان، ومن ثم منفذ العبدلي”.

وأشاد العجمي بالتعاون الكبير الذي قدمته الحكومة العراقية والسلطات المحلية في البصرة، خصوصا في ما يتعلق بتسهيل إصدار التأشيرات مباشرة للمواطنين الكويتيين برسوم رمزية، وفتح المنافذ لتسريع الإجراءات، لافتا الى توفير وسائل النقل الخاصة للقادمين من إيران، في ظل تجاوز عدد المرحلين حتى الآن نحو 500 مواطن.