غزة توحد العالم… تسونامي اعترافات بدولة فلسطين ونتنياهو يستنفر

محتشدون في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان يرفعون لافتة كُتب عليها “السلام لغزة” بينما يتلو البابا ليون الرابع عشر صلاة التبشير الملائكي أمس (أب)

كندا وأستراليا وبريطانيا والبرتغال اعترفت أمس… و10 دول تلحق بها اليوم… وموجة جديدة من سفن كسر الحصار

غزة، عواصم – وكالات: قبل يوم من المؤتمر المقرر اليوم الاثنين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة برئاسة سعودية – فرنسية، حيث يتوقّع أن تعلن دول عدّة على رأسها فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين، أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أمس، اعتراف بلاده رسمياً بالدولة الفلسطينية، قائلا إن الحكومة الإسرائيلية الحالية تعمل بشكل ممنهج على منع أي احتمال لقيام دولة فلسطينية، كما أعلنت أستراليا رسمياً الاعتراف بدولة فلسطين، وكذلك فعلت الحكومة البريطانية التي قال رئيس وزرائها كير ستارمر في بيان مصور “نعترف بدولة فلسطين لإحياء آمال السلام”، مشددا على أن حركة “حماس” منظمة إرهابية ولا يمكن أن يكون لها أي دور بمستقبل فلسطين، متوعدا بفرض عقوبات على شخصيات من “حماس، كما حض إسرائيل على وقف الأعمال الوحشية في قطاع غزة، كما أكدت الحكومة الأسترالية أنه لا ينبغي أن يكون لحماس أي دور في دولة فلسطين.

وفي تدوينة على منصة “إكس”، قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إن “كندا تعترف بدولة فلسطين”، كما أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي اعتراف بلاده بدولة فلسطين، قائلا على منصة “إكس” إن أستراليا اعترفت بدولة فلسطين المستقلة ذات السيادة، مضيفا “بهذا تعترف أستراليا بالأهداف المشروعة للشعب الفلسطيني”، مجددا دعم أستراليا لحل الدولتين وأعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر رسميا في كلمة متلفزة اعتراف بلاده بدولة فلسطين.

من جانبها، اعتبرت وزيرة الخارجية الفلسطينية فارسين أغابيكان شاهين اعتراف بلدان العالم بدولة فلسطين حق تاريخي ويمثل الطريق الصحيح للسلام في المنطقة، قائلة في مؤتمر صحفي بمدينة رام الله إن الاعتراف حق تاريخي وقانوني ويحمل رسائل أمل للشعب بدولة فلسطينية حرة، ودعما للقيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير، مضيفة أن فلسطين على أعتاب أسبوع مهم وحافل، يشهد نقاشا سياسيا عالميا حول القضية الفلسطينية، مؤكدة ان الاعتراف بفلسطين سيعمل على توسيع وتمثيل الموقف الدولي تجاه الحق الفلسطيني، حيث هناك بلدان لها وزن وثقل تقدم الدعم لقيام الدولة الفلسطينية، مشددة على أن الاحتلال الإسرائيلي أصل عدم الاستقرار في المنطقة والعالم، ويجب أن ينتهي، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني يواجه جرائم حرب وإبادة جماعية في غزة والضفة الغربية، موضحة انه مَن لا يُقتل بالقصف الإسرائيلي يموت جوعا.

في المقابل، اعتبر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع لحكومته أن إقامة دولة فلسطينية من شأنها أن تعرض وجود دولة الاحتلال الإسرائيلي للخطر، زاعما أنها ستكون بمثابة جائزة عبثية للإرهاب”، وفق تعبيره، قائلا إنه سيتعين على إسرائيل خوض معركة في الأمم المتحدة وفي جميع المحافل الأخرى ضد ما وصفها بـ “الدعاية الكاذبة الموجهة ضد بلاده وضد الدعوات لإقامة دولة فلسطينية”.

في سياق متصل، بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هاتفيا، مع رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون نتائج المؤتمر الدولي الرفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين، حيث استعرض الجانبان نتائج المؤتمر الدولي الذي تترأسه السعودية مع فرنسا كما تم التنسيق بشأن استئنافه على مستوى القمة بتاريخ 22 سبتمبر الجاري وذلك في إطار دعم الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب في غزة وتحقيق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية، وأكد الجانبان أهمية اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة “إعلان نيويورك” الصادر عن المؤتمر والتصويت عليه بأغلبية كبرى ،كما أشارا إلى تزايد عدد الدول التي أعلنت عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية بما يعكس الإجماع الدولي على المضي قدما نحو مستقبل يعمه السلام ويحصل فيه الشعب الفلسطيني على حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة.

على صعيد متصل، أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة أمس، انطلاق موجة جديدة من سفن كسر الحصار عن القطاع الفلسطيني من جنوب إيطاليا الأربعاء المقبل، قائلة إن ائتلاف أسطول الحرية أعلن بالتشارك مع مبادرة “ألف مادلين” إلى غزة عن إطلاق الموجة التالية من سفن كسر الحصار، ومبادرة “ألف مادلين” تحالف دولي مدني مستقل من متطوعين ونشطاء وعاملين في المجال الإنساني، يهدف لتنظيم أسطول بحري سلمي مكون من ألف سفينة لكسر الحصار وتقديم المساعدات والتوعية والتضامن مع غزة، وسُميت المبادرة بهذا الاسم تكريما لمادلين كولاب أول صيادة في غزة ولسفينة “مادلين” التي حاولت الوصول إلى غزة في يونيو الماضي، لكن السلطات الإسرائيلية منعتها.

وأوضحت اللجنة أن ذلك سيتم عبر أسطول بحري جديد يتكون من سفن عدة ستبحر في 24 سبتمبر الحالي من جنوب إيطاليا.

محادثات قطرية – أميركية لاستئناف محادثات الهدنة

غزة، عواصم – وكالات: كشف موقع “أكسيوس” الأميركي عن محادثات تجريها قطر والولايات المتحدة لبحث تداعيات الاعتداء الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة وإمكانية استئناف المحادثات بخصوص الأسرى بغزة، موضحا أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سيجري محادثات مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن، لمناقشة إنهاء الأزمة بين قطر وإسرائيل واستئناف المحادثات بشأن غزة، بينما قالت القناة 12 الإسرائيلية إن هناك توقعات في تل أبيب بأن الولايات المتحدة ستطرح مقترحاً جديدا لتبادل الأسرى، في حين قالت هيئة البث الإسرائيلية إن واشنطن تواصل مساعيها لإحياء المحادثات غير المباشرة بين “حماس” ودولة الاحتلال.

في غضون ذلك، واصل جيش الاحتلال حرب الإبادة، حيث أعلنت السلطات الصحية في قطاع غزة ارتكاب الاحتلال الاسرائيلي سلسلة مجازر مروعة في مدينة غزة ضد عشرات الأطفال وعائلات فلسطينية بأكملها لإجبارهم على النزوح القسري واحتلال ما تبقى من أحياء المدينة التي ما زالت تكتظ بالنازحين، مؤكدة استشهاد نحو 75 فلسطينيا وإصابة 304 آخرين بينهم أطفال ونساء في ساعات صباح أمس الأولى، جراء سلسلة غارات شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على جميع محافظات القطاع، قائلة إنه وصل إلى المستشفيات 75 شهيدا بينهم أربعة شهداء تم انتشالهم من تحت الركام من قصف سابق، فيما أصيب نحو 304 فلسطينيين من جراء استمرار حرب الإبادة الجماعية وإجبار الفلسطينيين على النزوح قسرا نحو وسط جنوب القطاع، مضيفة أن حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي ارتفعت إلى 65283 شهيدا و166575 مصابا منذ السابع من أكتوبر للعام 2023، موضحة بشأن شهداء لقمة العيش من الباحثين عن المساعدات، أنه وصل إلى المستشفيات خمسة شهداء وعشرات المصابين، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 2523 شهيدا ونحو 18473 مصابا.

من جانبه، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق صاروخين من قطاع غزة باتجاه أسدود، بينما أكدت الهيئة المصرية العامة للاستعلامات أن انتشار الجيش المصري في شبه جزيرة سيناء يهدف تأمين الحدود المصرية.