… ودقت 'مطرقة منتصف الليل'
الأمير بحث مع رئيس الإمارات وولي العهد السعودي الأوضاع المتسارعة في الشرق الأوسط
طهران: الجيش في حالة تأهب وكل الخيارات مطروحة… وعراقجي: سندافع عن أنفسنا وأراضينا بكل الوسائل
ترامب: “فوردو انتهت والآن وقت السلام… شكراً لاهتمامكم وأي رد انتقامي إيراني سيقابل بقوة أكبر بكثير”
برلمان إيران أقرّ إغلاق “هرمز”… و”الحرس” يتوعّد قواعد أميركا
“مطرقة منتصف الليل” دقت “فوردو” و”نطنز” و”أصفهان”… وطهران أخلت مسبقاً مواد من المواقع النووية الثلاثة
ترامب يشعل الحرب ويضرب المواقع النووية ويحذر إيران من الرد
واشنطن، طهران، عواصم – وكالات: دخلت الولايات المتحدة الحرب الإسرائيلية ضد إيران، بإعلان الرئيس دونالد ترامب فجر أمس، تنفيذ هجوم “ناجح للغاية” استهدف ثلاثة مواقع نووية الأبرز في إيران، هي منشآت فوردو ونطنز وأصفهان، وقال ترامب على منصته “تروث سوشيال”، الطائرات الأميركية أسقطت حمولة كاملة من القنابل على مواقع فوردو ونطنز وأصفهان قبل مغادرتها المجال الجوي الإيراني بسلام، مضيفا أن جميع الطائرات المشاركة في العملية عادت بسلام، واصفا الجنود الأميركيين المشاركين بـ”المحاربين العظماء”، معتبرا أنه لا توجد قوة عسكرية أخرى في العالم قادرة على تنفيذ مثل هذا الهجوم، قائلا “الآن هو وقت السلام، شكرًا لاهتمامكم”، وفي منشور لاحق، قال ترامب “فوردو انتهت”، وأضاف مهددا إيران بأن أي رد انتقامي من جانبها على ضربات الولايات المتحدة سيقابل بقوة أكبر بكثير مما شهدته فجر أمس.
وفي خطاب لاحق وجهه إلى الشعب الأميركي، حذر ترامب إيران قائلا إنه إذا لم يتحقق السلام بسرعة فسيجري استهداف مواقع أخرى، مضيفا “إما أن يكون هناك سلام أو ستكون هناك مأساة لإيران أكبر بكثير مما شهدناه خلال الأيام الثمانية الماضية، والعديد من الأهداف ما يزال قائما”، مؤكدا أنه يجب على إيران أن تصنع السلام الآن وإذا لم تفعل ذلك فإن الهجمات المستقبلية ستكون أكبر بكثير، موضحا أن الغارات الجوية التي نُفّذت فجر أمس، أسفرت عن تدمير كامل لمنشآت التخصيب النووي الرئيسية، مشيرا إلى أنه تعاون عن كثب مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تنفيذ الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية، مؤكدا أن هدف الهجمات كان تدمير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، ووقف التهديد النووي الذي يشكله النظام الأول عالميا في دعم الإرهاب، واصفًا الضربات الجوية بأنها “نجاح باهر”، متابعا أن “الهجوم كان الأصعب وربما الأكثر فتكا، ولكن إن لم يتحقق السلام فورا، فسنتعقب أهدافا أخرى بدقة وسرعة ومهارة. ولا يوجد جيش آخر في العالم كان بإمكانه تنفيذ ما نفذناه ضد إيران”.
من جانبه، أعلن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث تمكن بلاده من تدمير البرنامج النووي الإيراني، في حين قال رئيس الأركان الأميركي دان كين إن ضرب المنشآت النووية الثلاث تم بسرية كاملة، وأوضح هيغسيث في مؤتمر صحفي مشترك مع كين، أن الضربات العسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية حققت “نجاحاً مذهلاً وساحقاً”، واستغرق التخطيط لها شهوراً وأسابيع، قائلا إن الضربات لم تستهدف قوات أو مواطنين إيرانيين، وإنها قضت على طموحات إيران النووية، مضيفاً: “العملية التي خطط لها الرئيس (دونالد) ترامب جريئة ورائعة، وأظهرت للعالم أن الردع الأميركي قد عاد. عندما يتحدث الرئيس، يجب على العالم أن ينصت”، متابعا أن ترامب “يسعى إلى السلام، وأن على إيران سلوك هذا الطريق”، مضيفاً: “أي رد إيراني سيقابَل بقوة أكبر من الضربة الأخيرة”، واستطرد قائلاً: “نفذنا ضربات محددة الأهداف على ثلاث منشآت نووية إيرانية”، لافتاً إلى أن ترامب أكد باستمرار لنحو 10 سنوات، أن إيران يجب ألا تحصل على سلاح نووي.
بدوره، قال رئيس الأركان الأميركي إن قصف المنشآت الإيرانية تم بسرية كاملة، وإنه تم استخدام 14 قنبلة خارقة للتحصينات، مضيفا “أطلقنا على عملية إيران اسم (مطرقة منتصف الليل)”، مشيراً إلى أن خطة ضربها لم يعلم بها سوى قلة من المخططين والمنفذين، وأنه تم استخدام أساليب لخداع طهران في أثناء الضربة، مبينا أن “قواعدنا في سورية والعراق والخليج في حالة تأهب قصوى”، مشيراً إلى أن “ضربات B-2 ضد إيران هي الأكبر لهذه القاذفات في تاريخ أميركا”، لافتا إلى أن عملية الاستهداف صُممت لإضعاف الأسلحة النووية الإيرانية والبنية التحتية بشكل كبير، مشيراً إلى أن “إيران لم تستطع الرد على استهدافنا للمنشآت النووية”، متوقعاً حصول أضرار كبيرة.
من جهتها، نقلت القناة 14 العبرية عن مسؤول إسرائيلي كبير أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل مسبقا بالهجوم على إيران، وقال مسؤول آخر إن الولايات المتحدة استخدمت قاذفات “بي 2” الستراتيجية في الهجوم الذي استهدف منشآت نووية إيرانية، فجر الأحد، ووفق قناة “فوكس نيوز” الأميركية، أطلقت الولايات المتحدة 30 صاروخًا من طراز “توماهوك” من غواصات أميركية، استهدفت منشأتي نطنز وأصفهان النوويتين، وقالت القناة إن واشنطن استخدمت ست قنابل خارقة للتحصينات، تزن كل منها 15 طنًا، في قصف منشأة “فوردو” النووية، ووصف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الضربة الأميركية بأنها “جبارة” و”تاريخية”، مشيدا بقرار الرئيس دونالد ترامب، قائلا في كلمة متلفزة “في عملية ضد المنشآت النووية الإيرانية، كانت الولايات المتحدة بلا منازع، لقد فعلت ما لم تستطع أي دولة أخرى على وجه الأرض فعله”.
بدوره، وصف مسؤول إسرائيلي كبير، الهجوم الأميركي بـ”الضربة القاضية” لبرنامج إيران النووي، قائلا للقناة 14 العبرية إنه جرى تدمير شامل لجميع المواقع النووية المخصصة لإنتاج الأسلحة، وقالت القناة إن الهجوم جرى بتنسيق مسبق مع إسرائيل، وشاركت فيه ست طائرات شبح أميركية من طراز “B2” قصفت مواقع في فوردو ونطنز وأصفهان، ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي كبير أن الرئيس الأميركي أبلغ نتنياهو خلال محادثة بينهما ليل أول من أمس، بموعد تنفيذ الهجوم، وأضافت القناة أن المجلس الوزاري المصغر “الكابينت” اجتمع حتى لحظة تنفيذ الهجوم، ثم انفض عقب انتهائه، وعقب تنفيذ الضربات، أجرى ترامب اتصالاً هاتفياً بنتنياهو، بحسب القناة ذاتها، وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي رفع حالة التأهب، وبدء تطبيق سياسة “العمل الضروري” في جميع المناطق، تشمل تعليق التعليم والتجمعات وإغلاق أماكن العمل باستثناء الضرورية.
من ناحيتها، أعلنت إيران تعرض منشأتي نطنز وأصفهان النوويتين أيضاً لقصف جوي شبيه بما تعرضت لها منشأة فوردو الأكثر أهمية في البلاد، وقال نائب محافظ أصفهان أكبر صالحي إنه تم تفعيل أنظمة الدفاع الجوي ضد أهداف معادية في أصفهان وكاشان قبل نحو ساعة من القصف، مضيفا “في الوقت نفسه، سُمع دوي انفجارات عديدة في نطنز وأصفهان. وشهدنا هجمات بالقرب من منشأتي أصفهان ونطنز النوويين”، بينما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” أن طهران أخلت مسبقا مواد من المواقع النووية الثلاث التي قصفتها الولايات المتحدة.
وفي السياق، أعلنت الحكومة البريطانية أنها لم تشارك في الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة، داعية إلى التهدئة واعتماد الحلول الديبلوماسية لإنهاء الأزمة، وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي على منصة “إكس”: “يجب ألا تمتلك إيران سلاحًا نوويًا أبدًا. الولايات المتحدة تحركت لتخفيف تهديد محتمل للمجتمع الدولي، لكن المملكة المتحدة لم تشارك في هذه الهجمات”، وحض السلطات الإيرانية على ضبط النفس، مؤكدًا أن الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة الحل الديبلوماسي، بينما أكد وزير الدفاع البريطاني جون هيلي أن بلاده لم تكن طرفًا في الضربات، قائلا “أمن جنودنا وقواعدنا أولوية قصوى بالنسبة لي. وقمنا بنشر طائرات مقاتلة جديدة كجزء من إجراءات الحماية القصوى”، وقال وزير التجارة البريطاني جوناثان رينولدز إن بلاده تدعم منع إيران من امتلاك سلاح نووي، مشيرًا إلى أن طهران رفضت الدعوات إلى التفاوض، لكننا لم نكن جزءًا من الضربات الأخيرة، مؤكدا أن لندن كانت على علم مسبق بالهجمات الأميركية ولم يُطلب منها تقديم دعم عسكري، كاشفا أن الحكومة البريطانية اتخذت إجراءات احترازية، تشمل التخطيط لإجلاء رعاياها من المنطقة عند الضرورة ونقل بعض الوحدات العسكرية إلى مواقع ستراتيجية لضمان الحماية.
لرئيس الأميركي دونالد ترامب يتابع العملية العسكرية (أ.ب)
طهران: الجيش في حال تأهب وكل الخيارات مطروحة… و”الحرس الثوري” وجّه تحذيراً إلى القواعد الأميركية
برلمان إيران يقر إغلاق “هرمز” ويدرس الانسحاب من “حظر الانتشار”
طهران، عواصم – وكالات: فيما وافق البرلمان الإيراني أمس، على إغلاق مضيق هرمز، وذلك في أول رد فعل على الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية، مؤكدا أن القرار النهائي بشأن الإجراء مرهون بموافقة أعلى هيئة أمنية بالبلاد، لم يحسم بعد قرار إغلاق المضيق الذي يمر عبره نحو 20 في المئة من تدفقات النفط والغاز العالمية، لكن النائب والقائد في “الحرس الثوري” الإيراني إسماعيل كوثري قال إن إغلاق المضيق مطروح وسيتخذ القرار إذا اقتضى الأمر، فيما رد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مؤتمر صحافي من إسطنبول بشأن إمكانية إغلاق بللده المضيق الحيوي بالقول إن كل الخيارات مطروحة، مؤكدا القوات المسلحة الإيرانية في حالة تأهب قصوى.
وبينما قالت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” إن القصف الأميركي للمنشآت النووية الإيرانية لا يتعلق بتغيير النظام، ذكرت تقارير أن البرلمان الإيراني سيدرس انسحاب البلاد من معاهدة حظر الانتشار النووي، في أعقاب الضربات الأميركية، وقالت عضو البرلمان وعضو اللجنة الأمنية بالبرلمان سارة فلاحي إن الإغلاق المحتمل لمضيق هرمز سيكون أيضا على جدول الأعمال في جلسة خاصة للجنة البرلمانية، غير أنه لم يتم تحديد موعد محدد للإغلاق، حسب وكالة “تسنيم” الإيرانية للأنباء، بينما وجه “الحرس الثوري” تحذيرا إلى القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة، مؤكدا أن القوات الأميركية بمهاجمتها المنشآت النووية السلمية تعني عمليا أنها وضعت نفسها في دائرة الخطر المباشر.
وأكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده ستدافع عن نفسها وأراضيها وسيادتها وأمنها وشعبها بكل الوسائل اللازمة، لافتا في الوقت ذاته لضرورة بقاء باب الديبلوماسية مفتوحا على أن ترد إيران على الهجمات التي تعرضت لها من باب الدفاع عن نفسها وستفعل ذلك، قائلا “يجب أن نرى كم هو المتسع المتبقي للديبلوماسية الآن”، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة والاحتلال الاسرائيلي “تجاوزا الخطوط الحمر بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية ولذلك فإن مستقبل المفاوضات بات غير معلوم”، محملا الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها جزءا من مسؤولية الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية مطالبا مجلس المحافظين في الوكالة باتخاذ موقف.
وفيما أكد عراقجي أن واشنطن مسؤولة بالكامل عن الخطوات التي ستتخذها بلاده ردا على الهجمات، قائلا إن الإدارة الخارجة عن القانون والمتعطشة للحرب في واشنطن المسؤولة بمفردها وبصورة كاملة عن العواقب الخطيرة والتداعيات بعيدة المدى لعملها العدواني، لافتا إلى أن الأحداث التي وقعت مشينة وستكون لها تداعيات دائمة، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن الولايات المتحدة قامت بنفسها بشن حرب خطيرة ضد إيران، مضيفة أن واشنطن “خانت الديبلوماسية”، متابعة أن طهران تحتفظ بحقها في الوقوف بكل قوة في وجه العدوان العسكري الأميركي والجرائم التي يرتكبها النظام المارق والدفاع عن أمن إيران ومصالحها الوطنية، بينما أكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إنه لا يوجد أي خطر لتلوث إشعاعي يهدد الأهالي الذين يسكنون بالقرب من المنشآت النووية الإيرانية التي تعرضت لقصف أميركي، قائلة إنه فور الهجوم، تم أخذ العينات اللازمة لإحتمال تسرب التلوث الإشعاعي بالقرب من المنشآت التي تم استهدافها، مضيفة أنه لا يوجد أي خطر لتلوث إشعاعي يهدد السكان، مؤكدة أن “إيران ورغم مؤامرات أعدائها الشريرة فإنها لن تسمح بتوقف مسيرة تطور الصناعة الوطنية”.
بدورها، أظهرت صور الأقمار الاصطناعية التي التقطتها شركة “بلانيت لابس بي بي سي” أن أضرارا لحقت بالجبل الذي تقع تحته منشأة “فوردو” النووية الإيرانية جراء الهجمات الجوية الأميركية، وسط ترجيحات بأن إيران دفنت أنفاق الدخول للمنشأة قبل وقوع الهجمات، ويعني إغلاق أنفاق الدخول أن إيران سوف تضطر إلى حفر المنشأة للوصول إلى أي شيء بداخلها، وبدا أن الجبل الذي كان لونه بنيا في السابق، تحولت أجزاء منه إلى اللون الرمادي، كما بدت معالمه مختلفة قليلا عن الصور السابقة، مما يشير إلى أن انفجارا ألقى حطاما حول الموقع، وهذا يشير إلى استخدام قنابل أميركية خارقة للتحصينات في الهجوم على المنشأة، كما تصاعد دخان رمادي فاتح في الهواء، ولم تصدر إيران حتى الآن أي تقييم لحجم الأضرار التي لحقت بالموقع. ميدانيا، أعلنت وكالة أنباء “فارس” سماع دوي انفجارات في محافظتي بوشهر ويزد جراء هجوم للاحتلال الإسرائيلي على موقعين عسكريين، قائلة إنه جرى سماع دوي انفجارين في ضواحي بوشهر كما تم سماع دوي انفجارين آخرين في يزد نتيجة تعرض موقعين عسكريين لهجوم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ناقلة عن المدير السياسي بمحافظة يزد سعيد رستكاري أن نطاق الانفجارين لم يكن واسعا وأن الأوضاع في المدينة تحت سيطرة القوات الأمنية والشرطة، وأعلنت إيران إعدام شخص بتهمة التجسس لصالح “الموساد”، وأفادت وكالة “تسنيم” بأن مجيد مسيبي، نجل رجب علي، الذي اعتُقل بتهم التعاون الاستخباراتي والتجسس لصالح الكيان الصهيوني، وحُكم عليه بالمحاربة والإفساد في الأرض، تم تنفيذ حكم الإعدام بحقه بعد استكمال جميع مراحل المحاكمة ومصادقة الحكم في المحكمة العليا.
محادثات مكثفة بين قادة المجلس وتشديد على التهدئة
“التعاون الخليجي”: المؤشرات الإشعاعية ضمن “المستويات الآمنة”
عواصم – وكالات: أكد مجلس التعاون الخليجي أنه لم يرصد أي مستويات إشعاعية غير طبيعية في أي من دول المجلس على خلفية الهجمات الأميركية على منشآت نووية إيرانية، مشددا على أن المؤشرات البيئية والإشعاعية ضمن المستويات الآمنة والمسموح بها فنيا، وقال المجلس في أول تعليق له على تداعيات الهجمات الأميركية على منشآت إيران النووية إنه لم يرصد أي مستويات إشعاعية غير طبيعية في أي من دول مجلس التعاون حتى الآن.
في غضون ذلك، كثف قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية محادثاتهم الثنائية حول مستجدات التصعيد والتداعيات على المنطقة والإقليم، حيث تلقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد اتصالات هاتفية من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، وشدد القادة الثلاثة على ضرورة خفض التصعيد والتوصل إلى حلول ديبلوماسية، وأجرى سلطان عُمان هيثم بن طارق محادثات هاتفية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمصري عبدالفتاح السيسي ورئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، وتم التأكيد خلال الاتصالات على أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لوقف دوامة التصعيد، وتجنيب المنطقة مزيداً من الدمار والمعاناة، ومن ضمن ذلك الأخطار البيئية والتداعيات الإشعاعية المحتملة، صوناً لأرواح الشعوب وحفاظاً على أمن واستقرار المنطقة.
وتوالت الإدانات الخليجية للضربة الأميركية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، وقالت وزارة الخارجية السعودية إن المملكة تتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث، مؤكدة إدانة واستنكار السعودية لانتهاك سيادة إيران، لافتة إلى ضرورة بذل الجهود لضبط النفس والتهدئة وتجنب التصعيد، داعية المجتمع الدولي لمضاعفة الجهود في الظروف بالغة الحساسية للوصول إلى حل سياسي يكفل إنهاء الأزمة بما يؤدي إلى فتح صفحة جديدة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأعرب ناطق بوزارة الخارجية العمانية عن بالغ القلق والاستنكار والإدانة إزاء التصعيد، معتبرا ما أقدمت عليه الولايات المتحدة يهدّد بتوسيع رقعة الحرب، ويشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، بينما أبدت قطر أسفها للتدهور الذي بلغته الأمور بقصف المنشآت النووية الإيرانية، مشددة على ضرورة وقف العمليات العسكرية والعودة فوراً إلى الحوار والمسارات الديبلوماسية، محذرة من أن التوتر الخطير سيقود إلى تداعيات كارثية على المستويين الإقليمي والدولي، وأعربت الإمارات عن قلقها البالغ من استمرار التوتر في المنطقة واستهداف المنشآت النووية الإيرانية، وطالبت بضرورة الوقف الفوري للتصعيد لتجنّب التداعيات الخطيرة وانزلاق المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار، وأكدت وزارة الخارجية ضرورة تغليب الديبلوماسية والحوار لحل الخلافات، وجددت مطالبتها المجتمع الدولي لحشد الجهود للوصول إلى معالجة شاملة للتطورات الحساسة والخطيرة تحفظ المنطقة وشعوبها من ويلات الصراعات.
صاروخ “أورشنيك” أم استهداف القواعد الأميركية؟
3 سيناريوهات للحرب… إيران وروسيا تدبران رداً ثنائياً
طهران، عواصم – وكالات: أثار الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية، وإعلان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي توجهه إلى روسيا لإجراء محادثات هامة، والتجهيز للرد على الضربة الأميركية، العديد من التساؤلات أهمها: هل تدخل دول أخرى الحرب مع إيران ضد إسرائيل وأميركا؟ وما هي السيناريوهات المحتملة؟.
ورأى الخبير العسكري والستراتيجي المصري والمستشار في كلية القادة والأركان اللواء أركان حرب أسامة محمود كبير لـ “العربية.نت” و”الحدث.نت” أن إيران حتى الآن متماسكة وتستهدف إسرائيل في مدن رئيسية إلى جانب بعض المنشآت المهمة، مضيفا في تقديره أن إيران وروسيا تدبران سويا ردا على ما حدث من اعتداءات على إيران قد يكون دعما عسكريا عاجلا ومتطوراً بأسلحة ردع ستراتيجية من روسيا لاستهداف إسرائيل وإجبارها على التوقف، ومن الجائز استخدام صاروخ أورشنيك الروسي فائق القدرة والسرعة، وتوظيف مقاتلات روسية شبحية لاقتحام المجال الجوي الإسرائيلي والحصول على معلومات استخباراتية عن أهداف إسرائيلية ستراتيجية ومؤثرة.
وكشف الخبير المصري أن السيناريو الثاني استهداف قواعد وتمركزات عسكرية أميركية بالمنطقة غير أنها تأتي بالمقام الثاني بعد بنك الأهداف الإسرائيلية، لإجبار رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على التوقف حتى لا يورط أميركا بقوة في الحرب حال تعرضها لاستهداف مباشر من إيران، وهو السيناريو الأقرب على حد قوله، متابعا أن السيناريو الثالث والأبعد قيام روسيا بالتحرك ديبلوماسيا بمجلس الأمن لصالح إيران في محاولة لاستصدار قرارا بوقف العدوان.
من جانبه، قال الخبير الأمني والستراتيجي المصري، مدير مكتب الإعلام الأمني لمجلس وزراء الداخلية العرب الأسبق اللواء مروان مصطفى إنه نظراً للمواقف العسكرية الصعبة والدقيقة لروسيا في حربها مع أوكرانيا ورغبتها الأكيدة في عدم تصعيد المواجهة مع أوروبا وأميركا في الفترة القادمة، وعلى الرغم من وجود اتفاقية شراكة ستراتيجية بين روسيا وإيران، إلا أن روسيا لم تتدخل مباشرة في الحرب الدائرة واقتصرت مشاركتها على إمداد إيران سراً ببعض بطاريات الصواريخ، ومنصات الدفاع الجوي بديلاً عما تم تدميره، مضيفا أنه من الناحية السياسية اقتصر دعم روسيا على القيام بالوساطة للتقارب بين طرفي المفاوضات، وإمكانية نقل جانب من المخزون النووي إلى أراضيها، وهو ما رفضه الرئيس الأميركي ترامب والاتحاد الأوروبي، مضيفا أنه كان هناك تسريبات أشارت إلى طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتحذيره لأميركا وإسرائيل من المساس بالخبراء الروس في منشأة بوشهر النووية، ومن الواضح أنه تم إخلاؤهم قبل الضربة الإسرائيلية.
ورجح اللواء مروان أن روسيا ستظل بعيدة عن التدخل العسكري المباشر خشية التصعيد مع ترامب.
الكويت الان ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.