لبنان يشيّع نصر الله وصفي الدين بمراسم ضخمة تحت ضربات الاحتلال
عشرات الآلاف من مناصري “حزب الله” يحتشدون خلال تشييع نصرالله وصفي الدين (أب)
حشود من إيران والعراق واليمن تحدّت الظروف المناخية لحضور الجنازة… وتل أبيب تحتفل وتزعم: العالم أصبح أفضل!
بيروت، عواصم – وكالات: تدفّق عشرات الآلاف من مناصري “حزب الله” إلى جنوب بيروت منذ الصباح الباكر أمس، للمشاركة في مراسم تشييع حاشدة للأمين العام السابق للحزب حسن نصرالله وخليفته هاشم صفي الدين، بعد نحو خمسة أشهر من مقتلهما بغارات إسرائيلية مدمّرة على ضاحية بيروت الجنوبية، بينما شنت إسرائيل بالتزامن، غارات على مواقع شرق وجنوب لبنان وسعت لافساد مراسم التشييع، في ما بدا أنها رسائل ترهيب وتهديد لأهالي المناطق الذين توافدوا إلى التشييع، في حين قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن العالم أصبح مكاناً أفضل بعد موت نصرالله، وعلق الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي بفيديو على التشييع، قائلاً إنه “منذ أن تسلّم نصر الله قيادة حزب الله، لم يشهد لبنان إلا الانهيار”، كما علقت رئيسة قسم الإعلام العربي في جيش الاحتلال والمتحدثة الرسمية إيلا على التشييع في فيديو، متسائلة: “اليوم جنازة حسن نصر الله… لكن العزا على مين؟ على اللي باع لبنان لإيران؟ على اللي نشر العتمة، والدمار؟”، قائلة إن زعيم “حزب الله” اختبأ طوال الحرب بينما دفع اللبنانيون الثمن”.
وتقدم مراسم التشييع في مدينة كميل شمعون الرياضية، رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ممثلا لرئيس الجمهورية جوزاف عون ووزير العمل محمد حيدر ممثلا لرئيس الحكومة نواف سلام، فيما حضر وفد إيراني رفيع المستوى، ضم رئيس مجلس الشورى الإيراني محمّد باقر قاليباف ووزير الخارجية عباس عراقجي ونائب قائد “الحرس الثوري” علي فدوي، وأظهرت لقطات مصورة سربا من الطائرات الحربية الإسرائيلية يحلق على علو منخفض فوق جنازة نصرالله، بينما قال وزير حرب الاحتلال يسرائيل كاتس إن “طائرات سلاح الجو الإسرائيلي التي تحتفل الآن في سماء بيروت فوق جنازة حسن نصر الله، تنقل رسالة واضحة: من يهدد بتدمير إسرائيل ويهاجم إسرائيل – فهذه هي نهايته”، مضيفا “تطمحون بالجنائز ونحن في الانتصارات”، وقال وزير الخارجية جدعون ساعر إن صور جنازة نصرالله تعكس بالضبط مفترق الطرق التاريخي الذي يجد لبنان نفسه فيه، استمرار الاحتلال الإيراني للبنان (عبر حزب الله) أو التحرر من إيران وحزب الله والحرية للبنان، مضيفا “الخيار بيد لبنان والشعب اللبناني”، وفق تعبيره.
وشهدت باحة ضريح الأمين العام حسن نصرالله أمواجا من الحشود الغفيرة الذين حضروا منذ ساعات الصباح الأولى إلى محيط الضريح، الذي استمر العمل على تحضيره وإنجازه حتى الصباح الباكر، كما شهدت كل الطرق المؤدية للضريح، ولا سيما محيط السفارة الكويتية وطريق المطار حشودا غفيرة، حيث اصطف الآلاف لرؤية مرور نعشي الأمينين العامين لحزب الله على عربة مخصصة لذلك، وتابع وزير الداخلية والبلديات اللبناني أحمد الحجار منذ الصباح التدابير والإجراءات الأمنية المتخذة من قبل قوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنية والعسكرية والدفاع المدني، وتفقد غرفة عمليات قوى الأمن الداخلي، واطلع من المدير العام لقوى الأمن الداخلي عماد عثمان والضباط المعنيين على تنفيذ الخطة الموضوعة وكل الإجراءات المتخذة على الأرض لجهة ضبط الأمن على الطرقات وحفظ أمن المواطنين والمشيعيين وتنظيم حركة السير في المحيط.
الطيران الإسرائيلي يحلّق على علو منخفض فوق الجنازة (أب)
وتوجه أبناء محافظة بعلبك الهرمل إلى العاصمة بيروت في سياراتهم الخاصة أو بواسطة الحافلات المختلفة، غير آبهين بطبقات الجليد، ولامس عدد البقاعيين الذين تقاطروا إلى مدينة كميل شمعون الرياضية نحو 200 ألف مواطن، وأعدت قيادة “حزب الله” في منطقة البقاع كل التدابير والإجراءات اللوجستية لإبقاء الطرقات مفتوحة، وتأمين سلامة الوفود التي لبت النداء وأصرت على المشاركة في مراسم التشييع رغم حالة الطقس، وأشارت قناة “الميادين” اللبنانية إلى زحف بشري من كل المناطق للمشاركة، لافتة إلى أن مسيرات تابعة للجيش اللبناني تحلق كل الوقت فوق بيروت وضواحيها والمدينة الرياضية.
وفيما استبقت دولة الاحتلال مراسم التشييع بشنها غارات على مناطق في الجنوب اللبناني وشرقه، في حين زعم جيش الاحتلال أنه استهدف مواقع عسكرية لحزب الله، كما حلّق الطيران الإسرائيلي على علو منخفض في أجواء بيروت وضواحيها مع بدء مراسم التشييع، اكتظت مدينة كميل شمعون الرياضية في جنوب بيروت والطرق المؤدية إليها بعشرات الآلاف من مناصري “حزب الله” الذين اتشحوا بالسواد، رافعين صور نصرالله ورايات الحزب الصفراء، في حين امتلأت المدرجات والكراسي التي تمت إضافتها في الملعب، والتي تتسع وفق المنظمين لنحو 78 ألفا، أما في الساحات الخارجية، فتم تخصيص 35 ألف مقعد للرجال و25 ألف مقعد للنساء، ضاقت تباعا بمناصري الحزب الذين لم يتمكن كثير منهم من حبس دموعه، خصوصا مع بث مقتطفات من خطابات سابقة لنصرالله عبر شاشات عملاقة.
من جانبها، قالت قناة “الميادين” إن غارتين إسرائيليتين استهدفتا منطقة تبنا الواقعة بين بلدتي البيسارية وتفاحتا، مشيرة إلى أن غارة إسرائيلية استهدفت أيضا وادي برغز في جنوب لبنان، وأفادت بتحليق طيران حربي إسرائيلي منخفض جدا، لحظة طوفان جثماني الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله، والقائد صفي الدين في المدينة الرياضية ببيروت، ونشر موقع بنت جبيل اللبناني مشاهد تظهر تحليق أربع طائرات حربية إسرائيلية فوق العاصمة اللبنانية بيروت تزامنا مع التشييع، وأصيبت سورية وتضررت بعض المنازل جراء غارات شنتها الطائرات الإسرائيلية، حيث أغار الطيران الحربي المعادي على الوادي المجاور لبلدة معروب قضاء صور كما أغار على منطقة النهر بين بلدتي الحلوسية والزرارية، وعملت عناصر الإسعاف على نقل فتاة سورية أصيبت نتيجة الغارات الاسرائيلية بين القليلة والسماعية قرب صور إلى المستشفى اللبناني الإيطالي للمعالجة، وأدت الغارات إلى أضرار في عدد من المنازل بين بلدتي القليلة والسماعية في قضاء صور.
وفد أميركي يدعو في بيروت لضبط الحدود ونزع سلاح “حزب الله”
بيروت، عواصم – وكالات: بحث وفد أميركي ترتيبات وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، مؤكدا دعم الولايات المتحدة للعملية السياسية في لبنان، وقال رئيس الوفد السيناتور روني جاكسون بعد لقائه الرئيس اللبناني جوزاف عون، إن واشنطن تريد أن تلمس مرحلة جديدة من السلام والاستقرار في لبنان والشرق الأوسط في ظلّ التغيّرات الكثيرة التي تشهدها المنطقة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تريد أن يكون الأمن في لبنان محصورا بيد الجيش وبشكل كامل وترفض أن يلعب “حزب الله” هذا الدور، مضيفا أن الجيش وحده مسؤول عن ضمان أمن الحدود، وبحسب الرئاسة اللبنانية، شدد جاكسون على أنه سيعمل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزملائه الشيوخ والنواب من أجل توفير الدعم المادي والتجهيزي اللازمين للجيش اللبناني.
من جانبه، أوضح الرئيس اللبناني جوزاف عون خلال استقباله السيناتور روني جاكسون أن الاستقرار في الجنوب وعلى طول الحدود، يتطلب انسحاب الاسرائيليين من التلال التي تمركزوا فيها وإعادة الاسرى اللبنانيين الذين احتجزوا خلال الحرب الاخيرة، وهذا الموقف اللبناني ثابت ونهائي، مؤكدا أن الجيش اللبناني انتشر في القرى والبلدات التي انسحب منها الاسرائيليون، وهو جاهز للتمركز على طول الحدود، لافتًا الى ان التعاون قائم بشكل جيد مع القوات الدولية العاملة في الجنوب بهدف تطبيق القرار 1701 وما ورد في الاتفاق الذي تم التوصل اليه في 27 نوفمبر الماضي، مشددا على أن بيروت ستعتبر أي استمرار للوجود الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية “احتلالا”، مع انتهاء مهلة انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان، وبقاء قواته في خمس نقاط، وأكد بيان صادر عقب اجتماع بين الرئيس عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، أن لبنان سيتوجه إلى مجلس الأمن الدولي للمطالبة بمعالجة الخروقات الإسرائيلية، وسيواصل العمل والمطالبة عبر اللجنة التقنية العسكرية والآلية الثلاثية، اللتين نص عليهما إعلان وقف إطلاق النار من أجل تطبيق بنوده كاملة.
الكويت الان ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.