السعودية تستعد لتعزيز استثماراتها مع أميركا بـ 600 مليار دولار

دونالد ترامب مستقبلا الأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض عام 2018 (صورة آرشيفية)

ترامب أعاد تصنيف “الحوثيين” منظمة إرهابية… والمملكة حذّرت من قتال وفوضى في المناطق الفلسطينية

الرياض، عواصم – وكالات: أبدى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رغبة المملكة في تعزيز استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة خلال ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثانية بنحو 600 مليار دولار، وقالت الخارجية السعودية إن الأمير محمد بن سلمان نقل خلال اتصال هاتفي للرئيس ترامب تهنئة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأشار الى قدرة الإدارة الأميركية بإصلاحاتها المتوقعة في الولايات المتحدة على خلق ازدهار اقتصادي غير مسبوق تسعى المملكة للاستفادة من فرصها المتاحة للشراكة والاستثمار، مؤكدا رغبة السعودية في توسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة في السنوات الأربع المقبلة بنحو 600 مليار دولار مرشحة للارتفاع حال أتيحت فرص إضافية، بينما عبر الرئيس الأميركي عن الحرص على العمل مع قيادة السعودية على كل ما من شأنه خدمة مصالحهما المشتركة.

على صعيد متصل، بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو هاتفيا، العلاقات الثنائية بين الرياض وواشنطن، فضلاً عن مجالات التعاون المشترك وسبل تطويرها ومستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، كما جرت مناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

في غضون ذلك، دعت السعودية المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤوليته تجاه وقف الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأعربت الخارجية السعودية عن إدانة واستنكار المملكة بأشد العبارات الهجوم الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلية على مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة، محذرة من أن مواصلة الانتهاكات قد تتسبب بعودة القتال والفوضى بالمناطق الفلسطينية المحتلة ما يهدد أمن وسلامة المدنيين الأبرياء ويعرقل فرص السلام في المنطقة، داعية إلى أهمية اتخاذ خطوات جادة لوقف هذه التصعيدات بما يسهم في تحقيق الاستقرار بالمنطقة وضمان حقوق الشعب الفلسطيني.

وبالتزامن، وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا لإعادة تصنيف جماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن كمنظمة إرهابية أجنبية، وقالت إدارة ترامب إن الحوثيين أطلقوا النار على سفن البحرية الأميركية الحربية عشرات المرات، وشنوا العديد من الهجمات على البنية التحتية المدنية في الدول الشريكة، وهاجموا السفن التجارية التي تعبر باب المندب نحو 100 مرة، بينما نقل البيت الابيض عن الرئيس ترامب القول في أمر التصنيف التنفيذي إن الانشطة الحوثية تهدد أمن المدنيين والموظفين الأميركيين في الشرق الأوسط وسلامة أقرب شركائنا الإقليميين واستقرار التجارة البحرية العالمية، مؤكدا أن سياسة الولايات المتحدة هي التعاون مع الشركاء الإقليميين للقضاء على قدرات وعمليات الجماعة وحرمانها من الموارد وبالتالي إنهاء هجماتها على الموظفين والمدنيين الأميركيين والشركاء والشحن في البحر الأحمر.

من جانبها، سارعت الحكومة اليمنية للترحيب بالقرار الأميركي، وقالت الخارجية اليمنية إن القرار يعكس تفهمًا حقيقيًا لطبيعة الخطر الذي تمثله الجماعة المدعومة من إيران على الشعب اليمني والأمن الإقليمي والدولي، مجددة دعوتها للمجتمع الدولى لاتخاذ خطوات مماثلة تعزز الجهود الدولية في التصدي للإرهاب وتجفيف منابعه، بينما وصف رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي القرار بـ”التاريخيّ”، مؤكداً أنه يمثل خطوة طال انتظارها من قبل اليمنيين لمعاقبة الجماعة، بما يسهم في تعزيز فرص السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة.

بدورها، أعلنت القوات الحكومية اليمنية إفشال هجمات ومحاولات تسلل لميليشيات الحوثي باتجاه مواقعها على امتداد جبهات القتال في محافظات تعز ومأرب والجوف التي تشهد تصعيدا حوثيا مستمرا للأسبوع الثاني على التوالي، ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة التابع لوزارة الدفاع اليمنية عن مصادر عسكرية قولها إن قوات الجيش أفشلت محاولة تسلل لميليشيات الحوثي في جبهة الأحطوب غرب محافظة تعز، كما أحبطت القوات الحكومية في جبهة مقبنة غرب تعز تحركات معادية للميليشيات في منطقة القحيفة، وأكدت مصادر عسكرية أن قوات الجيش ردت على مصادر نيران معادية في جبهات جنوب محافظة مأرب، وشرق مدينة الحزم مركز محافظة الجوف، لافتة لاستهداف طائرات مسيرة أطلقتها ميليشيات الحوثي باتجاه مواقع عسكرية.

في غضون ذلك، وبينما اعتبرت الحكومة اليمنية إطلاق سراح البحارة متأخرا وليس إنجازا إنسانيا للحوثيين، توالى الترحيب الدولي بجهود سلطنة عمان التي افضت للافراج عن طاقم السفينة “غالاكسي ليدر” الذين كانوا محتجزين لدى ميليشيات الحوثي في اليمن منذ 14 شهرا، حيث وصف مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ إطلاق سراح طاقم السفينة بأنه خطوة في الاتجاه الصحيح تضع نهاية للاحتجاز التعسفي، وأعرب الاتحاد الأوروبي عن تقديره البالغ لسلطنة عمان على الجهود التي بذلتها، واعتبرت بعثة الاتحاد باليمن إطلاق البحارة سيريح أسرهم ويسهم في الخفض الضروري للنزاع بمنطقة البحر الأحمر، ورحبت قطر بنجاح وساطة سلطنة عمان، آملة أن تسهم الخطوة في خفض التوتر بمنطقة البحر الأحمر بما يعزز الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.