الأمير: كافة التدابير لحفظ أمن الوطن

سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد

سموه ترأس اجتماعاً لمجلس الدفاع الأعلى واطلع على الجاهزية لمواجهة أي ظرف طارئ

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات: مع شروق شمس أمس، تنفست المنطقة الصعداء، ووضعت الحرب بين إسرائيل وإيران أوزارها، بعد اثني عشر يوماً عاش خلالها الشرق الأوسط والعالم على صفيح ساخن، بلغ خلالها التوتر الجيوسياسي أقصى مدى له، فمع دقات السابعة صباحاً بدأ سريان وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل مفاجئ.

في الكويت، ترأس سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد القائد الأعلى للقوات المسلحة ـ في قصر بيان ـ اجتماعاً لمجلس الدفاع الأعلى، بحضور سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله، حيث تابع سموه آخر التطورات على الساحة الإقليمية ومستجدات الأحداث في المنطقة.

كما اطلع سموه على كافة الجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية في الدولة والتنسيق فيما بينها ومدى جاهزيتها والاستعداد العالي بين مختلف هذه القطاعات لمواجهة أي ظرف طارئ.

هذا وقد زودهم سموه بتوجيهاته السامية لاتخاذ كافة التدابير والحيطة لحفظ أمن واستقرار الوطن العزيز، متمنياً سموه لهم التوفيق والسداد في جهودهم لحماية وطننا الغالي.

من جهته، جدد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إدانة بلاده الشديدة للهجوم الذي استهدف قاعدة (العديد) الجوية من قبل الحرس الثوري الإيراني باعتباره انتهاكاً صارخاً لسيادتها ومجالها الجوي وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وذكر الديوان الأميري القطري ـ في بيان ـ أن الشيخ تميم قال خلال الاتصال الهاتفي الذي تلقاه من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان: إن “هذا الانتهاك يتنافى تماماً مع مبدأ حسن الجوار والعلاقات الوثيقة التي تجمع بين البلدين، لا سيما أن قطر كانت دائماً من دعاة الحوار مع إيران وبذلت جهوداً ديبلوماسية حثيثة في هذا السياق”.

من جانبه، أعرب الرئيس الإيراني عن أسفه لأمير قطر ولشعبها عما تسبب به هذا الهجوم من أضرار، متطلعاً إلى أن تكون العلاقات بين البلدين مبنية دائماً على أسس احترام سيادة الدول وحسن الجوار.

وفيما أعلن وزير الصحة الإيراني محمد ظفرقندي مقتل 606 أشخاص وإصابة أكثر من 5 آلاف آخرين منذ بدء الهجوم الإسرائيلي في الـ13 من يونيو الجاري، لافتا الى ان 107 أشخاص قُتلوا خلال الساعات الـ24 الماضية، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استيائه الشديد من طرفي اتفاق إيقاف إطلاق النار (إيران والاحتلال الإسرائيلي) وتحديداً الأخير لانتهاكه الاتفاق.

وقال الرئيس ترامب في تصريحات صحافية قبيل توجهه إلى لاهاي للمشاركة في قمة حلف شمال الاطلسي (ناتو) إن “الاحتلال الإسرائيلي سارع بانتهاك الهدنة وبمجرد أن أبرمنا الصفقة خرج وألقى حمولة من القنابل لم أشاهد مثلها من قبل”.

وأضاف: “لدينا بلدان يتقاتلان بشدة منذ زمن لدرجة أنهما لا يعرفان ما يفعلانه”، واتهم كلا منهما بانتهاك الهدنة”.

وكان الرئيس ترامب أعلن فجر أمس عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل برعاية أميركية ووساطة قطرية، وأعرب عن اعتقاده بأن الاتفاق سيكون “غير محدود وسيستمر إلى الأبد”، ووصف التطور بأنه “يوم عظيم للولايات المتحدة وللشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الحرب كان من الممكن أن تستمر سنوات وتدمر الشرق الأوسط.

وبعد ساعات من التوتر والتصعيد المدمر والخروقات المتبادلة التي هددت بنسف الاتفاق، عاد ترامب وأكد أن إسرائيل لن تهاجم إيران، مشدداً على أن وقف النار الذي أعلن عنه، مستمر، وقال في تغريدة على منصته “تروث سوشيال” بعد مكالمة مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو: إن الطائرات الإسرائيلية متوجهة لإيران لأداء “تحية ودية ولن يصاب أحد بضرر”، مؤكداً أن جميع الطائرات ستعود أدراجها، بعدما أكد أن كلا من إسرائيل وإيران انتهكتا وقف إطلاق النار، وأنه غير راض عن أي من البلدين، لا سيما إسرائيل.

وفيما يتعلق بإيران، أكد الرئيس الأميركي على أنه لا يريد رؤية تغيير للنظام، لأنه سيؤدي إلى فوضى، مؤكدا أن القدرات النووية الإيرانية انتهت، وأنها لن تعيد بناءها أبدا.

من جهة أخرى، كشف مصدر في البيت الأبيض أن الرئيس ترامب طلب من نتنياهو عدم مهاجمة إيران ـ بعد سريان وقف اطلاق النار ـ فيما قال موقع “أكسيوس”:إن ترامب كان غاضباً وتحدث بلهجة مباشرة مع نتنياهو، وأكد مسؤولون أميركيون وإسرائيليون أن نتنياهو قلّص الرد بعد ضغط ترامب، بينما أوضح مسؤول إسرائيلي أن نتنياهو أبلغ الرئيس الأميركي أنه غير قادر على إلغاء الهجوم، وأنه ضروري لأن إيران انتهكت وقف إطلاق النار، إلا أنه وعد بتقليص حجم الهجوم بشكل كبير، على ألا يصيب عدداً كبيراً من الأهداف، وإنما هدف واحد فقط، ولاحقاً، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم نظام رادار إيرانيا بالقرب من طهران، في حين أفادت مصادر إيرانية بتعرض مدينة بابلسر شمال البلاد لهجوم إسرائيلي.