سورية ترحب برفع العقوبات وتدعو للتعاون على أساس الاحترام

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مستقبلا الرئيس السوري أحمد الشرع في قصر دولمة بهجة بإسطنبول أمس (وكالات)

تخفيف أميركي فوري يشمل الرئيس ووزير الداخلية والحكومة الجديدة… وأردوغان للشرع: سنفي بمتطلبات الجوار

دمشق، عواصم – وكالات: رحبت سورية بقرار وزارة الخزانة الأميركية رفع العقوبات عنها، ودعت للتعاون على أساس الاحترام المتبادل بين البلدين، وأعربت الخارجية السورية عن ترحيبها بالقرار الذي يشمل إعفاء من العقوبات الإلزامية بموجب قانون “قيصر” وإصدار ترخيص عام رقم 25 يتعلق بسورية، واصفة القرار بأنه خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح من شأنها المساهمة في تخفيف المعاناة الإنسانية والاقتصادية التي يعاني منها الشعب السوري، مؤكدة استعداد دمشق لمد اليد لكل من يرغب في التعاون على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، معتبرة الحوار والديبلوماسية الطريق الأمثل لبناء علاقات متوازنة تعزز مصالح الشعوب وتدعم الاستقرار في المنطقة.

من جانبه، وصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قرار واشنطن تعليق العقوبات ضد سورية بأنه يشكل الخطوة الأولى نحو علاقات جديدة بين البلدين، قائلا إن الرئيس ترامب يمنح الحكومة السورية فرصة للمساهمة في السلام والاستقرار داخل سورية وفي علاقاتها مع جيرانها، مضيفا أن الرئيس ترامب ينتظر من سورية “خطوات سريعة” في المجالات السياسية ذات الأولوية مقابل تخفيف العقوبات، كما أكد وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أن حكومة بلاده بدأت تعليق العقوبات على سورية لتشجيع استثمارات جديدة ودعم مسار البلاد نحو تحقيق سلام واستقرار، قائلا “كما تعهد الرئيس (دونالد) ترامب، فإن وزارتي الخزانة والخارجية تنفذان تفويضات لتشجيع الاستثمارات الجديدة في سورية”.

وبينما أعلن السفير الأميركي في أنقرة توماس باراك توليه مهمة مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى سورية إلى جانب منصبه الحالي، أصدرت الخارجية الأميركية قرارا بإعفاء سورية لمدة ستة أشهر من مجموعة صارمة من العقوبات التي فرضها الكونغرس في عام 2019، بموجب قانون قيصر، فيما أمرت وزارة الخزانة بوقف تنفيذ العقوبات ضد أي شخص يقوم بأعمال تجارية مع مجموعة من الأفراد والكيانات السورية، بما في ذلك البنك المركزي السوري، وأصدرت ترخيصا عاما يقضي بتخفيف فوري للعقوبات المفروضة على سورية، يشمل الرئيس أحمد الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب وعددا من الشركات والمؤسسات الحكومية، قائلة إن تخفيف العقوبات يشمل الحكومة السورية الجديدة على أساس تعهدها بعدم إيواء التنظيمات الإرهابية وضمان أمن الأقليات الدينية والعرقية داخل البلاد، مؤكدة مواصلة واشنطن مراقبة التطورات على الأرض عن كثب، كما أصدرت شبكة مكافحة الجرائم المالية التابعة لوزارة الخزانة الأميركية إعفاءً استثنائياً يسمح للمؤسسات المالية بالتعامل مع المصرف التجاري السوري وفتح الحسابات وتحويل الأموال من وإلى سورية، ووفق الإعفاء، يُسمح للمؤسسات المالية الأميركية بفتح حسابات مراسلة والحفاظ عليها قائمة مع المصرف التجاري السوري، ضمن شروط الامتثال للقوانين الأميركية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

في غضون ذلك، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن احتلال إسرائيل وعدوانها على الأراضي السورية غير مقبول، مشددا لنظيره السوري أحمد الشرع في قصر دولما باهتشي في إسطنبول، على أن تركيا ستواصل معارضته، وأعرب أردوغان عن ثقته بأن أياما أكثر إشراقا وسلاما تنتظر سورية، قائلا للشرع إن تركيا ترحب برفع العقوبات الأميركية والأوروبية، مشددا على أن تركيا ستفي بمتطلبات الجوار والأخوة.

من جانبه، كشف المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون أنه بحث مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أمن واستقرار سورية والعدالة الانتقالية، بما في ذلك التشكيل المرتقب لمجلس الشعب، قائلا “ناقشنا الانخراط الدولي والوضع في الشمال الشرقي والتطورات على الساحل وفي السويداء”، معتبرا أنه لا يزال من الضروري أن يكون المسار السياسي شاملا وشفافا مع مشاركة جميع مكونات المجتمع وضمان تمثيل حقيقي وفعال للمرأة، قائلا “ينبغي أن يستمر الدعم القوي من المجتمع الدولي والجهات الفاعلة الإقليمية”، بينما كشفت وزارة الخارجية السورية أن اللقاء جرى في دمشق، وأن الجانبين أكدا خلاله أهمية الحفاظ على أمن البلاد واستقرارها، وتناول ملف العدالة الانتقالية، وتعزيز التعاون المشترك بين الحكومة السورية والأمم المتحدة.

على صعيد آخر، وفي أول استقالة لمسؤول حكومي رفيع بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، قدم محافظ السويداء مصطفى البكور استقالته للرئيس أحمد الشرع، بعد الاعتداء الذي حصل عليه من قبل مسلحين يوم الاربعاء الماضي داخل مكتبه في مبنى المحافظة، بينما نفت محافظة دمشق إصدار أي تعليمات بإغلاق ليلي للمنشآت السياحية السورية أو تدخلات أمنية في عمليات الإغلاق، واصفة ما يتم تداوله بشأن فرض إغلاقات ليلية أو تدخلات أمنية بأنه “لا يمتّ للحقيقة بصلة” مؤكدةً أن الإجراءات المتخذة تمت ضمن جولات رقابية للتحقق من التزام المنشآت بالأنظمة والقوانين النافذة، وأسفرت عن إغلاق عدد من المنشآت السياحية والتجارية لأسباب تتعلق بالعمل من دون ترخيص أو مخالفة شروط التراخيص، وأشار التلفزيون إلى أن محافظة دمشق تراجعت عن قرارها بإغلاق بعض مطاعم وبارات حي باب شرق في دمشق القديمة، بعدما كانت وجّهت إنذارات شفهية لعدد من المحال التي تقدّم المشروبات الروحية وأغلقت بعضها بالشمع الأحمر.

دمشق: إدارة لمكافحة الإرهاب وتوحيد الأمن والشرطة

دمشق، عواصم – وكالات: أعلنت السلطات السورية عن استحداث إدارة لمكافحة الإرهاب مهمتها متابعة أي خطر إرهابي بالتنسيق مع جهاز الاستخبارات، وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا في مؤتمر صحافي في دمشق أمس، إنه تم توحيد جهازي الأمن العام والشرطة تحت إدارة مركزية واحدة، كاشفا أن نحو ثمانية ملايين شخص، أي نحو ثلث الشعب السوري، كانوا مطلوبين من قبل أجهزة الاستخبارات والأمن التابعة للحكم السابق، قائلا إن عدد المطلوبين تقريبا من النظام السابق لأسباب سياسية تجاوز ثمانية ملايين مطلوب”.

وقال “نتحدث تقريبا عن أن لدى ثلث الشعب السوري قيودا مطلوبين بسببها أمنيا عند استخبارات وأجهزة النظام البائد القمعية”، وكشف عن تأسيس إدارة خاصة للسجون والإصلاح بهدف تكريس العمل وفق قوانين حقوق الإنسان.

من جانبه، تسلم الجيش اللبناني من السلطات السورية أحد المتورطين الأساسيين في جريمة خطف وقتل منسق حزب “القوات اللبنانية” في جبيل باسكال سليمان في أبريل 2024، حيث أعلنت قيادة الجيش اللبناني أنه بعد سلسلة اتصالات أجراها مكتب التعاون والتنسيق في الجيش مع السلطات السورية، تسلم المكتب المواطن (أ.ن.) أحد المتورطين الأساسيين في جريمة خطف المواطن باسكال سليمان وقتله بتاريخ 7 أبريل 2024، وتم تسليم الموقوف إلى مديرية الاستخبارات في الجيش.