تغريبة فلسطينية جديدة… ترامب يتبنّى تهجير الغزيين

صورة من الجو التقطتها طائرة مسيّرة تظهر آلاف النازحين الفلسطينيين بالقرب من حاجز في شارع الرشيد في انتظار العودة إلى منازلهم في شمال قطاع غزة (أب)

أهل غزة يرابطون قرب “نتساريم”… و”حماس” والاحتلال يتبادلان الاتهامات بخرق اتفاق وقف إطلاق النار

غزة، واشنطن، عواصم – وكالات: في خطوة تمهد لتغريبة فلسطينية جديدة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يمارس ضغوطاً على مصر والأردن ودول عربية أخرى لزيادة عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين يستقبلونهم من غزة، لاستقبال نحو مليون ونصف المليون فلسطيني من سكان القطاع المدمر، مشيراً إلى أنه طلب من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في اتصال هاتفي أول من أمس استقبالهم، وسيطلب من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أيضا، قائلا إنه يتعين على الأردن ومصر استقبال المزيد من الفلسطينيين، مشيراً إلى أن ذلك “قد يكون مؤقتاً أو طويل الأمد”.

وقال “نتحدث عن مليون ونصف مليون شخص”، مضيفا “إنه مكان مدمر حرفياً والناس يموتون، لذلك أفضل المشاركة مع بعض الدول العربية، وبناء سكن في موقع مختلف، يمكنهم من العيش في سلام من أجل التغيير”، كما قال إنه أنهى الحظر الذي فرضه سلفه جو بايدن على إرسال قنابل زنة 2000 رطل إلى إسرائيل.

وفيما أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن حل القضية الفلسطينية هو حل فلسطيني، مشددا على أن رفض عمان للتهجير ثابت لا يتغير، قائلا إن الأردن للأردنيين ودولة فلسطين للفلسطينيين، قال وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش إنه سيعمل مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومجلس الوزراء الإسرائيلي، لضمان تنفيذ فكرة مغادرة أعداد كبيرة من غزة إلى دول الجوار، كما رحب وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير بما أسماها “مبادرة ترامب بنقل السكان من غزة للأردن ومصر، قائلا “أحد مطالبنا من نتنياهو تشجيع الهجرة الطوعية”، معتبرا من الحكمة تشجيع وتنفيذ الدعوة التي أطلقها الرئيس ترامب.

في المقابل، أدان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، معتبرا دعوة ترامب تتماهى مع مساعي الاحتلال المعلنة خلال العدوان بالتهجير، قائلا “نثق أن شعبنا البطل الذي أفشل مخططات التهجير القسري تحت النار والقصف والإبادة، قادر على إحباط الألاعيب المكشوفة التي تهدف لتحقيق ما فشل فيه جيش الاحتلال طوال خمسة عشر شهرا، ولذلك لم يكن مستغربا أن يكون الاحتلال ومتطرفيه أول من يرحب بهذه الأفكار ويدعمها”، كما أكد القيادي في “حماس” سامي أبو زهري أن أهل غزة تحملوا الموت حتى لا يتركوا وطنهم، وهم لن يتركوه لأي أسباب أخرى، لذا لا داعي لإهدار الوقت في مشاريع جربها بايدن وكانت سببا في إطالة أمد القتال، معتبرا تنفيذ الاتفاق كفيل بحل مشكلات قطاع غزة، ومحاولات الالتفاف عليه ليس لها قيّمة، وأدانت حركة “الجهاد” بأشد العبارات تصريحات ترامب التي تتسق مع أسوأ ما في أجندة اليمين الصهيوني، داعية كل الدول، خصوصاً الحكومتين المصرية والأردنية لرفض خطة ترامب، مؤكدةً أن الشعب الفلسطيني سيفشل هذا المخطط.

في غضون ذلك، تجمع عدد كبير من الفلسطينيين قرب محور “نتساريم” في انتظار السماح لهم بالعبور من جنوب قطاع غزة إلى شماله، فيما اتهمت “حماس” إسرائيل بخرق اتفاق وقف النار ودعت الوسطاء للتدخل، وبينما تجمع آلاف النازحين في شارع الرشيد قرب محور “نتساريم” ونشرت وسائل إعلام فلسطينية مشاهد لتجمهر المواطنين بمحيط المعبر، وقال مستشار المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إنه منذ الليل، يشهد شارعا الرشيد وصلاح الدين اكتظاظا بالنازحين في انتظار انسحاب الاحتلال وعودتهم إلى شمال قطاع غزة، مضيفا “كنا نتوقع انسحاب الاحتلال الساعة 8 صباحا إلا أن الاحتلال يصر على عدم الوفاء بالتزاماته، كما يصر على الإفراج عن الأسيرة أرابيل يهود، رغم أنها لم تكن ضمن دفعة الإفراج المتفق عليها، محذرا مواطنيه من الاقتراب نحو محور نتساريم في ظل تواجد الاحتلال وإطلاق النار”.

من جانبه، أفاد مستشفى العودة في النصيرات وسط القطاع بوصول أربع إصابات من منطقة تبة النويري غرب مخيم النصيرات جراء إطلاق القوات الإسرائيلية النار تجاه تجمعات للمواطنين الذين ينتظرون العودة لمنطقة شمال القطاع، فيما قال المتحدث باسم “حماس” حازم قاسم إن منع الاحتلال عودة النازحين إلى شمال غزة خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار، معتبرا أن الاحتلال يماطل رغم إرسالنا تأكيدا أن المحتجزة أربيل يهود على قيد الحياة، مطالبا الوسطاء بالضغط على الاحتلال وإجباره على السماح بعودة النازحين، مشيرا إلى اتصالات مباشرة مع الوسطاء لإيجاد حل وفتح محور نتساريم.

وفي المقابل، هدد مسؤول أمني إسرائيلي باستئناف الحرب في غزة في حال فشلت التفاهمات حول المرحلة الثانية من الصفقة مع “حماس”، معتبرا استعراض “حماس” لقوتها لدى تبادل الأسرى لم يكن مقبولاً.