قادة دول الخليج و'آسيان': توسيع الشراكة الستراتيجية وتعزيز التكامل

قادة دول مجلس التعاون الخليجي وقادة دول رابطة آسيان متشابكو الأيدي ومتحدو الأهداف في قمتهم الثانية التي عُقدت في العاصمة الماليزية كوالالمبور أمس (أب)

اتفقوا في قمتهم الثانية على العمل معاً لمواجهة التحديات العالمية والاستفادة من الفرص الاقتصادية المشتركة

كوالامبور، عواصم – وكالات: لمواجهة التحديات العالمية المتزايدة متحدين، والاستفادة من الفرص الاقتصادية المشتركة، اتفق قادة دول مجلس التعاون الخليجي وقادة دول رابطة آسيان في ختام قمتهم الثانية التي عقدت في العاصمة الماليزية كوالالمبور والتي بحثت قضايا إقليمية ودولية أمس، على تنفيذ إطار التعاون بين 2024-2028، وأكدوا ضرورة تعزيز التكامل الاقتصادي والعمل لتعزيز الشراكة بين الجانبين، وشددوا على التزامهم بتعزيز الشراكة الستراتيجية بين التكتلين، وتوسيع مجالات التعاون في التجارة والاستثمار والأمن الغذائي والطاقة والتكنولوجيا.

وقالت رابطة “آسيان” على منصة “إكس” إن القمة التي عُقدت في مركز كوالالمبور للمؤتمرات في ماليزيا، شهدت تبادل قادة آسيان ومجلس التعاون الخليجي وجهات النظر حول التعاون بين المنظمتين واتجاهاته المستقبلية، وناقشوا القضايا الإقليمية والدولية، مضيفة في بيان أن القمة عقدت بعد نجاح القمة الأولى لآسيان ومجلس التعاون الخليجي في الرياض في 20 أكتوبر 2023، مشيرة إلى أن القمة الثانية اعتمدت بيانًا مشتركًا يدعو إلى التنفيذ القوي لإطار التعاون بين آسيان ومجلس التعاون الخليجي للأعوام 2024-2028، كما اعتمدت إعلانًا مشتركًا للتعاون الاقتصادي بين آسيان ومجلس التعاون الخليجي، يؤكد ضرورة تعزيز التكامل الاقتصادي بين المنطقتين والعمل معًا لتعزيز الشراكة الستراتيجية بينهما.

من جانبه، أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد أن القمة تمثل دفعة جديدة لتوسيع آفاق التعاون مع التكتل الآسيوي، مشيراً إلى أن دول الخليج وآسيان تشترك في رؤية واضحة لتحقيق التنمية المستدامة والازدهار المشترك، مشددا على أن العلاقات بين الجانبين ترتكز على المصالح المتبادلة والتفاهم السياسي، قائلا على منصة “إكس”: “عقدنا في كوالالمبور القمة الثانية بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورابطة دول آسيان، في إطار تعزيز الشراكة مع التكتل الآسيوي الحيوي”، مضيفا “نتطلع إلى أن تُسهم مخرجات القمة في توسيع آفاق التعاون التجاري والاقتصادي والسياسي بما يخدم مصالح شعوبنا المشتركة”، مشددا على أهمية توظيف مخرجات القمة لدعم الشراكة الاقتصادية والتجارية والسياسية بين الجانبين، بما يخدم مصالح الشعوب.

بدوره، قال ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة إن العلاقات بين الجانبين تقوم على قيم ومصالح مشتركة، وقد أثبتت القمة الأولى في الرياض 2023 جدية التوجه نحو بناء شراكة شاملة، مؤكدا دعم البحرين الكامل لمحادثات اتفاقية التجارة الحرة، مشيداً بالتقدم المحرز منذ أول اجتماع وزاري قبل 15 عاماً في المنامة، مشددا على أهمية الاستثمار في التعليم، والبحث، والتبادل الثقافي لتعزيز الروابط الإنسانية، مشيراً إلى أن التحديات الحالية مثل تغير المناخ تتطلب تعاوناً دولياً منسقاً، بينما دعا نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي في سلطنة عُمان أسعد بن طارق إلى وقف السياسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، مطالباً المجتمع الدولي بخطوات سياسية واقتصادية لوقف العنف وضمان وصول المساعدات إلى غزة، وجدد تأكيد السلطنة لدعم حل الدولتين، مشيراً إلى أن رؤية عمان تقوم على السلام العادل، واحترام السيادة، وتكامل المبادرات المشتركة مثل مبادرة الحزام والطريق.

من جهته، شدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الذي شارك نيابة عن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على التزام المملكة الراسخ بحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يقوم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، داعيًا إلى ضرورة تضافر الجهود الدولية لتعزيز فرص تحقيق السلام ودعم عمليات الإغاثة الإنسانية في قطاع غزة والعمل على تعزيز الاستقرار الإقليمي من خلال معالجة التوترات السياسية القائمة، كما شدد على أن التبادل التجاري بين الخليج وآسيان نما بنسبة 21 في المئة في عام واحد ليصل إلى 123 مليار دولار في 2024، داعياً إلى تعزيز الشراكة في قطاعات الطاقة والغذاء والتقنيات الحديثة، فيما أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، أن القمة الثانية مع رابطة الآسيان شكلت فرصة مهمة لتعزيز التعاون المشترك في ظل التحديات المتسارعة إقليمياً ودولياً، وأكد عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة الشيخ سعود بن صقر القاسمي التزام الإمارات بتعزيز التعاون مع دول آسيان وتوسيع الشراكات في مجالات الاقتصاد والاستثمار والطاقة.

مجلس التعاون و(آسيان) والصين: ترسيخ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي

كوالالمبور، عواصم – وكالات: أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي أن القمة الثلاثية بين مجلس التعاون ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والصين تمثل حدثا استثنائيا، وتعكس إدراكا مشتركا لأهمية تعزيز التشاور السياسي وتبادل الرؤى حول قضايا السلم والتنمية الاقتصادية وترسيخ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، مؤكدا في افتتاح القمة أنها ستشكل منطلقا لتعاون ثلاثي متجدد يستند إلى القواسم المشتركة ويخدم تطلعات شعوبها، معتبرا القمة الثلاثية تعكس واقعا جديدا تؤكده أرقام لا تقبل التأويل، مؤكدا أن التجربة أثبتت القواسم المشتركة ما يفوق التباينات، وأننا قادرون من خلال الشراكة الثلاثية على تأسيس علاقات تقوم على الاحترام المتبادل والتكافؤ والسيادة والمنافع المشتركة وتسهم في إرساء دعائم الاستقرار الإقليمي والدولي ومواجهة التحديات العالمية.

من جانبه، أكد رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم نجاح القمة الثلاثية، مؤكدا أنها حققت أهدافها بفضل دعم القادة المشاركين ووحدتهم، وقال في مؤتمر صحفي في ختام أعمال القمتين إنهما شهدتا مناقشات معمقة وصدور بيان مشترك يتضمن عناصر محددة إضافة إلى تعاون فني ملموس مع الجانب الصيني، مضيفا أن حضور قادة دول مجلس التعاون الخليجي والصين كان محل تقدير كبير، مشيرا إلى أن القمتين شهدتا نقاشات حول قضايا سياسية واقتصادية محورية تعكس أهمية الشراكة المتقدمة بين (آسيان) ودول الخليج العربي والصين، كاشفا خططا لإطلاق محادثات رسمية بين (آسيان) ومجلس التعاون الخليجي للتوصل إلى اتفاقية تجارة حرة، مؤكدا في الوقت ذاته أن تعزيز العلاقات مع الصين لا يعني التخلي عن الشراكة مع الولايات المتحدة.

بدوره، شدد رئيس وزراء الصين لي تشيانغ على أهمية توسيع الانفتاح الإقليمي والسعي لبناء سوق ثلاثي موحد ومتكامل، قائلا إن التكامل سيمكن من إطلاق العنان الكامل لقوة التنمية المستندة إلى الانفتاح والابتكار، موضحا أن عدد سكان الكتل الثلاث وناتجها الاقتصادي يشكلان ربع إجمالي سكان واقتصاد العالم، معتبرا نجاح الربط بين الأسواق الثلاثة سيخلق فرصا أعظم للنمو والتأثير الاقتصادي، كاشفا عن انتهاء الصين و(آسيان) فعليا من محادثات تحديث النسخة الثالثة من اتفاقية منطقة التجارة الحرة، معربا عن أمله في الإسراع بإتمام اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي.