إسرائيل تعلن مدينة غزة 'منطقة قتال خطرة' وتخلي الآلاف منها
السيناتوران الأميركيان جيف ميركلي وكريس فان هولن يرافقهما محافظ شمال سيناء خالد مغاوير خلال زيارتهما إلى الجانب المصري من معبر رفح مع غزة (أب)
تحذيرات من كارثة إنسانية… وجيش الاحتلال يوقف المساعدات ويبدأ “هجوماً شديداً”… وقواته تشهد ليلة سوداء
غزة، عواصم – وكالات: عاد الهدوء الحذر إلى مدينة غزة صباح أمس، لاسيما حي الزيتون جنوب شرق المدينة، بعد ساعات عنيفة من القصف والحزام الناري، فيما تصاعدت أعمدة الدخان وسط الدمار في مناطق عدة، في ظل استعداد لجيش الاحتلال الإسرائيلي لإخلاء سكان المدينة، وزعم مصدر أمني إسرائيلي أن البنى التحتية باتت جاهزة لتحريك السكان، مقدراً مغادرة نحو 10 آلاف فلسطيني، بينما شددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في المقابل على استحالة الإخلاء الجماعي بطريقة آمنة، وحذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة “أوتشا” من أن نحو مليون شخص في شمال قطاع غزة يواجهون خطر النزوح في ظل الهجوم الإسرائيلي المستمر، وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغريك إن العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة قد تكون لها تداعيات أكثر فظاعة على المدنيين في مختلف أنحاء القطاع إذا تصاعدت حدتها، وشدد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية على أن إجبار مئات الآلاف من السكان على النزوح جنوباً هو وصفة لكارثة أخرى، وقد يرقى إلى مستوى النقل القسري.
وكانت قوات الاحتلال أعلنت أن مدينة غزة خارج نطاق أي هدنة إنسانية، مصنفة إياها منطقة قتال خطيرة، مؤكدة أن المرحلة الأولية من الهجوم على المدينة المكتظة بالسكان بدأت، متوعدة بعدم التراجع و”الضرب بقوة دون تردد”، مؤكدة بدء هجوم شديد عليها وتنفيذ أحزمة نارية عنيفة على مناطق الصفطاوي وأبو إسكندر والكرامة وشارع الجلاء وأبراج الاستخبارات في مدينة غزة، قبل أن تشهد قوات الاحتلال ليلة سوداء، حيث أعلنت وسائل إعلام عبرية فجر أمس، مقتل وإصابة 12 جنديا وفقدان 4 آخرين، بكمائن نفذتها فصائل المقاومة في حي الزيتون وسط قطاع غزة، مشيرة إلى مقتل جندي وإصابة 11 بجروح خطيرة وفقدان 4 آخرين من المحتمل أنهم وقعوا أسرى بيد كتائب المقاومة في عملية هي الكبرى منذ 7 أكتوبر 2023.
وتعرضت قوات تابعة للفرقة 162 واللواء 401 لكمين في حي الزيتون شرق مدينة غزة، في حين أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن عناصر الاحتلال تعرضوا لسلسلة كمائن في حي الزيتون وحي الصبرة، كما تعرضت مروحيات الاحتلال التي استقدمها لإخلاء الجنود لإطلاق نيران كثيف من قبل مقاتلي كتائب القسام، في حين قالت وسائل إعلام عبرية إن الجيش فعّل بروتوكول هانيبال لتصفية الجنود بدلاً من وقوعهم في الأسر، واستمرت الاشتباكات لساعات عدة، قبل أن يبدأ جيش الاحتلال بسحب جنوده من حي الزيتون وإعادتهم إلى ثكناتهم، في حين قيّدت السلطات العسكرية النشر بشأن ما جرى في حي الزيتون وفقدان الجنود الأربعة، كما نقلت مروحيات تابعة لجيش الاحتلال المصابين إلى مستشفى إيخيلوف في تل أبيب، في حين كثف جيش الاحتلال من قصفه على مناطق الاشتباكات شرق مدينة غزة.
من جانبها، نشرت كتائب القسام رسالة مصوّرة كُتب عليها عبارة “نذكّر من ينسى.. الموت أو الأسر”، وذلك بعد تصريحات للمتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة، أكد فيها أن خطط الاحتلال ستكون وبالاً على قيادته السياسية والعسكرية، قائلا في بيان إن جيش الاحتلال سيدفع ثمن المخططات من دماء جنوده، كما ستزيد من فرص أسر جنود جدد، مضيفا “مجاهدونا في حالة استنفار وجهوزية ومعنويات عالية، وسيقدّمون نماذج فذّة في البطولة والاستبسال، وسيلقّنون الغزاة دروساً قاسية بعون الله”.
بدورها، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن قوات الاحتلال تفاجأت بمدى براعة مقاتلي “حماس” في زرع العبوات الناسفة في حي الزيتون، كاشفة أن مقاتلي “القسام” استهدفوا قبل أيام نائب قائد كتيبة في لواء المدرعات بحي الزيتون وأصابوه، كما استهدفوا قوة إسرائيلية تابعة للواء، ناقلة عن مصادر عسكرية قولها إن مقاتلي “حماس” في حي الزيتون يهاجمون باستمرار المواقع المؤقتة لجيش الاحتلال، ونجاحهم المستمر في تنفيذ عمليات ضد القوات المتوغلة في الحي، لافتة إلى أن جنود الاحتلال اكتشفوا نفقاً يمر من تحت مواقعهم، مؤكدين أن مقاتلي “حماس” نجحوا في ترميمه وإعادة تشغيله خلال الأشهر القليلة الماضية، ويمتلكون القدرة على إعادة بناء وترميم جزء من قدراتهم العسكرية رغم الضربات الجوية المكثفة.
من جهته، كشف مسؤول إسرائيلي أن دولة الاحتلال ستبطئ أو توقف قريباً وصول المساعدات الإنسانية إلى أجزاء من شمال غزة، قائلا إن إسرائيل ستوقف عمليات الإنزال الجوي على مدينة غزة في الأيام المقبلة وستقلص وصول شاحنات المساعدات إلى الجزء الشمالي من القطاع، بينما حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” من أن تكثيف العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة يهدد بنزوح قسري جديد لنحو مليون شخص، وسط ظروف إنسانية كارثية يعيشها القطاع، قائلة إن أي تصعيد إضافي سيؤدي إلى تفاقم المعاناة الإنسانية ودفع مزيد من الفلسطينيين نحو “الهاوية” في ظل استمرار المجاعة ونقص المساعدات، مشيرة إلى أن الغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة وأوامر الإخلاء تجبر عائلات بأكملها على ترك منازلها مرة أخرى؛ هرباً من الخوف والدمار.
الكويت الان ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.