السفيرة الكندية: الكويت شريك ستراتيجي محوري

السفيرة الكندية عليا مواني

تجربتي الديبلوماسية في بلدي الثاني إيجابية للغاية ولم أشعر بالتمييز

نتابع التصعيد الأمني بقلق ونؤمن بأهمية الحلول السلمية والقانون الدولي

فارس غالب

أكدت السفيرة الكندية عليا مواني أن بلادها تنظر إلى الكويت باعتبارها شريكاً ستراتيجياً منذ سنوات، منوهة بالدور المحوري الذي أدّته الكويت في تمكين كندا من تنفيذ عمليات إنسانية وأمنية بالمنطقة، خصوصا خلال عمليات الإجلاء بعد سقوط كابول، إذ كان لدور الكويت أثر كبير في مساعدتنا على نقل نحو 4000 أفغاني وكندي إلى بلدنا.

واستعرضت في تصريح إلى الصحافيين في منزلها، بمناسبة قرب انتهاء مهام عملها في الكويت أبرز محطات تجربتها التي امتدت لثلاث سنوات ونصف، ووصفتها بأنها “فرصة استثنائية لبناء شراكات حقيقية مع الكويت”.

وقالت مواني “وصلت الكويت في نوفمبر 2021، وكان العالم خارجا لتوه من قيود جائحة كورونا، وكان الجميع يعيد اكتشاف التفاعل الإنساني، وشكّل ذلك التوقيت فرصة مثالية لي كسفيرة للانخراط في علاقات نشطة ودافئة”.

ووصفت مواني تجربتها كسفيرة امرأة في الكويت بأنها إيجابية للغاية، وقالت لم أشعر يوماً بالتمييز، بل على العكس، حظيت بحرية كاملة في الوصول إلى مختلف الفعاليات واللقاءات، وأدهشني الدور الريادي للنساء الكويتيات في التعليم والأوساط الأكاديمية.

وحول الملفات الإقليمية، شددت مواني على أن كندا تتابع التصعيدات الأمنية بقلق، وتؤمن بأهمية الحلول السلمية والالتزام بالقانون الدولي، معربة عن دعمها لجهود الأمم المتحدة في هذا المجال.

وأشارت السفيرة إلى أن نحو 450 طالباً كويتياً يدرسون الطب في كندا سنوياً، وغالباً ما تُشغَل جميع المقاعد، مع تزايد اهتمام الطالبات الكويتيات بخوض التجربة التعليمية في الجامعات الكندية.

وقالت: “نعمل على تعزيز التعاون الجامعي، ونشارك الكويت العديد من القيم مثل احترام التعددية والالتزام بالنظام الدولي”.

وتحدثت مواني عن توسّع التعاون الثنائي في مجالات التجارة، الاستثمار والتعليم والصحة والذكاء الاصطناعي والأمن والدفاع والتنمية الدولية، مشيرة إلى توقيع مذكرة تفاهم للتشاور الستراتيجي وأخرى للتنمية الإنسانية.

وفي القطاع الصحي، أكدت أهمية الشراكة بين وزارة الصحة الكويتية والكلية الملكية للأطباء والجراحين في كندا، حيث يُعقد اختبار البورد الكندي سنوياً بالكويت، إلى جانب تزايد إقبال المؤسسات الصحية على طلب الاعتماد الكندي.

وأشارت إلى أن عملية طلب التأشيرة الكندية أصبحت الآن إلكترونية بالكامل، وأن عملية أخذ بصمات الأصابع وتقديم جواز السفر تتم من خلال مكتب VFS لتقديم الطلبات في مدينة الكويت. ولفتت إلى أن التأشيرات تُمنح عادةً بناءً على صلاحية جواز السفر، وذلك لتسهيل الإجراءات على المسافرين.

وكشفت مواني أنها ستغادر الكويت لتتولى منصباً جديداً في وزارة الخارجية الكندية لتنفيذ سياسة بلادها الخارجية في القطب الشمالي، وهي أولوية قصوى لحكومة بلادها، معربة عن رغبتها في قضاء مزيد من الوقت مع عائلتها، ومعلنة أن خليفتها ستكون السفيرة تارا شووتر التي عملت سابقاً في اليابان والهند.

وأكدت أن الكويت بلد مميز وتجربتي فيه كانت فريدة من نوعها،وسأفتقد العلاقات التي بنيتها وفرص التعاون التي تحققت، وشعرت هنا وكأنني في وطني الثاني، وأتطلع لرؤية هذه العلاقة تزدهر أكثر في المستقبل.