قمة المنامة: أمن وازدهار دول مجلس التعاون 'كلٌّ لا يتجزأ'

قادة دول مجلس التعاون الخليجي خلال افتتاح القمة العادية الـ 46

قادة الخليج شدّدوا على ضرورة استكمال خطة السلام في غزة وحماية الملاحة البحرية

ملك البحرين: أمننا واحد ورسالتنا ترسيخ الأخوة الإنسانية والتعايش السلمي

نسعى في دول مجلس التعاون الخليجي إلى معالجة القضايا الإقليمية

تمكنا من صياغة نموذج تنمية متكامل في دول الخليج

استكمال خطة السلام في غزة وحماية الملاحة البحرية من أي تهديد

مواصلة السعي المشترك بروح من العزم والحكمة والانفتاح

معالجة كل القضايا الإقليمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية

اعتماد الحوار والخيارات السياسية والديبلوماسية التي تعزز الاستقرار

حماية الملاحة البحرية والتجارة الدولية من أي تهديد

المنامة، عواصم – وكالات: فيما شددت القمة العادية الـ 46 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في العاصمة البحرينية المنامة أمس، على أن أمن وازدهار دول الخليج كل لا يتجزأ، وشدد قادة مجلس التعاون الخليجي على ضرورة استكمال خطة السلام في غزة وحماية الملاحة البحرية من أي تهديد، تناولت القمة التي ترأسها العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى، بمشاركة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد وسلطان عمان السلطان هيثم بن طارق وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ونائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة بالإمارات الشيخ منصور بن زايد ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن، فيما شاركت رئيسة الوزراء الايطالية جورجيا ميلوني كضيفة شرف، ملفات التعاون المشترك والمستجدات الإقليمية والدولية، وأبرزت القمة الاهتمام البالغ من قادة دول المجلس بدعم مسيرة التعاون الخليجي وتطوير قدراته المؤسسية بما يلبي تطلعات شعوب الخليج ويعزز حضور المجلس في مواجهة المستجدات الإقليمية وخدمة القضايا العربية، فيما تحولت المنامة خلال الأيام السابقة للقمة إلى خلية نحل وشهدت سلسلة اجتماعات تنسيقية لوزراء الخارجية ومسؤولي اللجان الوزارية والفنية ناقشوا خلالها البيان الختامي وإعلان القمة وقرروا رفع التوصيات إلى المجلس الأعلى لاعتمادها في القمة.

وفي كلمته الافتتاحية رحب العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى بالقادة المشاركين ووجه الشكر لأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد على ترؤسه الدورة السابقة، وقال الملك حمد بن عيسى “نعتز باستضافة هذه القمة التي نجدد من خلالها حرصنا على المسيرة العريقة للعمل المشترك”، مضيفا “تمكنا من صياغة نموذج تنمية متكامل في دول الخليج”، مؤكدا أن أمن وازدهار دول الخليج كل لا يتجزأ، قائلا “نسعى في دول مجلس التعاون الخليجي لمعالجة القضايا الإقليمية”، مشددا على أهمية استكمال خطة السلام في غزة، لافتاً إلى ضرورة حماية الملاحة البحرية من أي تهديد.

ودعا العاهل البحريني دول مجلس التعاون الخليجي إلى مواصلة سعيها المشترك بروح من العزم والحكمة والانفتاح لمعالجة كل القضايا الإقليمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، اعتمادا على الحوار والخيارات السياسية والديبلوماسية التي تعزز الاستقرار وتفتح آفاقا راسخة لأمن المنطقة وتنميتها المستدامة، قائلا إن القمة تعقد في ظل اهتمام بالغ من قادة دول المجلس لدعم مسيرة التعاون الخليجي وتطوير قدراته وسط ما تشهده المنطقة من تطورات متلاحقة، مشددا أهمية استكمال تنفيذ خطة السلام في غزة لما تمثله من خطوة إيجابية نحو وقف التصعيد وتهيئة الأجواء لتسريع مسار إحلال السلام العادل وتحقيق السلام بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية.

وفيما يتعلق بأمن الخليج العربي والاستقرار الإقليمي، شدد العاهل البحريني على ضرورة حماية الملاحة البحرية والتجارة الدولية من اي تهديد والحفاظ على خلو المنطقة من اسلحة الدمار الشامل، استنادا إلى التوجهات الستراتيجية لمجلس التعاون في مجال الأمن والدفاع الجماعي، ولفت إلى أهمية ترسيخ الأخوة الإنسانية والتعايش السلمي بما يعزز إقامة السلام ويكرس الاحترام المتبادل، داعيا إلى جعل مجلس التعاون سوقا خليجية حرة عادلة وقوة ناعمة قادرة على حماية الهوية ووحدة المجتمع الخليجي ومستقبلا تبنى فيه التنمية على العلم والإبداع والكرامة، معربا عن بالغ الاعتزاز باستضافة القمة الخليجية، مؤكدا الحرص على مواصلة المسيرة العريقة في العمل الخليجي المشترك والتي تستمد قوتها من وشائج الأخوة ووحدة الهدف والمصير، موضحا أنه لم يكن بالإمكان تحقيق المكتسبات لولا الرؤية المشتركة والسياسات الموحدة التي أرست الأمن الخليجي وحافظت على السيادة الوطنية ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول انطلاقا من قاعدة ذهبية مفادها بأن “أمن دول المجلس وازدهارها واستقرارها كل لا يتجزأ”، مشيدا بما أنجز بمسارات التعاون المشترك وخصوصا ما يتصل بالمواطنة الخليجية والوحدة الاقتصادية، معربا عن التطلع المشترك إلى استكمال مشروع الاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة وتوسع الشراكة في مجال الأمن الغذائي والمائي والاقتصاد الرقمي والطاقة المتجددة وغيرها من القطاعات الحيوية.

من جانبه، هنأ أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد في كلمته، البحرين، على انتخابها عضواً غير دائم في مجلس الأمن للفترة (2026 – 2027)، مشددا بشأن تحركات الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، على أن دول المجلس تعمل على تعزيز شراكاتها مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة، مؤكدا السعي لتوسيع آفاق التعاون الستراتيجي لمجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى أن الوحدة والتعاون سبيلان لعبور التحديات نحو السلام، وأعرب الشيخ مشعل الأحمد عن إدانة بلاده للعدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، قائلاً “نتمسك بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ونتمسك بحل الدولتين وضرورة إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة”.