المضف: تنويع مصادر العمالة خيار ستراتيجي واتفاقية للاستقدام من غينيا

المضف وسفير غينيا يقطعان قالب الحلوى (تصوير – محمد مرسي)

خلال احتفال السفارة بالذكرى الـ67 للاستقلال

فارس غالب

أكد نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون أفريقيا نايف المضف أن علاقات الكويت مع جمهورية غينيا “علاقات تاريخية ممتدة منذ زمن طويل”، مشيراً إلى الدور الذي قام به الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية من خلال تقديم 14 قرضاً لكوناكري بقيمة تقارب 64 دينارا، لتمويل مشاريع بنية تحتية رئيسية وطرق ساهمت في تسهيل الكثير من شؤون التنمية هناك.

جاء ذلك خلال احتفال سفارة جمهورية غينيا لدى دولة الكويت بالذكرى الـ67 لاستقلال بلادها، في فندق حياة ريجنسي بحضور نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون أفريقيا السفير محمد نايف المضف، وعدد من السفراء ورؤساء البعثات الديبلوماسية وأعضاء السلك القنصلي المعتمدين.

وأضاف المضف: إن التبادل التجاري مع غينيا يعد مقبولاً قياساً بدول القارة الأفريقية، لافتاً إلى أن هناك نحو خمس اتفاقيات قيد التفاوض بين البلدين، من بينها اتفاقية العمالة التي يجري بحثها حالياً، متوقعاً الانتهاء منها قريباً.

وعن العقود الكويتية مع الدول الأفريقية، أوضح المضف أن الكويت في طور التفاوض مع جميع الدول التي تبدي رغبة في توقيع اتفاقيات عمالية، مشدداً على أن الكويت تنظر إلى تنويع مصادر العمالة باعتباره خياراً استراتيجياً، حيث خاضت تجارب مع إثيوبيا وبنين وعدد من الدول الأخرى، “ولدينا اليوم تفاهمات مع أكثر من عشر دول”.

وقال: “الكويت سوق كبير، ونحن على استعداد لبحث أي اتفاقية بهذا الخصوص مع أي دولة لديها رغبة، بما يضمن تنويع المصادر وتنظيم سوق العمل”.

من جهته، أكد سفير غينيا مامادي تراوري، في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن الثاني من أكتوبر 1958 يمثل محطة فارقة في تاريخ الشعب الغيني، إذ أعلن الرئيس الراحل أحمد سيكو توري آنذاك استقلال غينيا كأول دولة ناطقة بالفرنسية في أفريقيا جنوب الصحراء، مشيرا إلى أن هذا القرار التاريخي أشعل رياح الحرية في القارة الأفريقية.

وأوضح تراوري أن بلاده ـ رغم ما مرت به من تحديات سياسية واقتصادية ـ ماضية في تنفيذ إصلاحات شاملة بقيادة الرئيس الجنرال مامادي دومبويا، تستهدف تعزيز الديمقراطية، مكافحة الفساد، تطوير البنية التحتية، وتحسين مستوى معيشة الشعب.

وفي سياق حديثه عن العلاقات الثنائية، شدد السفير الغيني على متانة الشراكة مع دولة الكويت، واصفًا إياها بـ”الشريك المميز” في السياسة الخارجية لبلاده، مشيدًا بدور الصندوق الكويتي للتنمية في تمويل مشاريع حيوية في مجالات الصحة والتعليم والتنمية الريفية والبنية التحتية. وكشف عن قرب افتتاح مشروعين رئيسيين في العاصمة كوناكري من شأنهما تخفيف الازدحام المروري وتعزيز التنمية الحضرية.

وعبّر تراوري عن امتنانه العميق للقيادة السياسية في الكويت، ممثلة في حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي عهده الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، مثمنًا جهود سمو رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية في دعم وتعزيز العلاقات بين البلدين. كما أشاد بالسلوك النموذجي للجالية الغينية في الكويت وحرصها على التقيد بالقوانين والأنظمة المعمول بها. وأكد السفير أن ذكرى الاستقلال تمثل فرصة متجددة لتجديد العزم على بناء دولة قوية، وتعزيز جسور الصداقة مع دولة الكويت والدول الصديقة، معاهدًا بمواصلة العمل من أجل مستقبل أكثر إشراقًا للشعب الغيني.