البديوي: 'التعاون الخليجي – الأوروبي' شراكة ستراتيجية من أجل السلام

• الأعمال الإسرائيلية الإجرامية تزعزع استقرار الشرق الأوسط بأكمله

• مبادرة ترامب خطوة مهمة نحو وقف العنف واستعادة الاستقرار

• نطالب طهران بالتعاون مع الوكالة الدولية ووقف مستويات التخصيب العالية

فارس غالب

أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي أن المجلس يرى في الاتحاد الأوروبي شريكاً ستراتيجياً لتحقيق السلام والأمن والاستقرار الإقليمي، مشيراً إلى أن الشراكة بين الجانبين تمثل نموذجاً للتعاون القائم على القيم المشتركة والمصالح المتبادلة.

وقال البديوي في كلمته خلال افتتاح المنتدى الرفيع المستوى الثاني للأمن الإقليمي والتعاون، إن الأزمة الجيوسياسية الراهنة وضعت العالم أمام منعطف خطير يتطلب وقفة أخلاقية جادة، مؤكداً أن الأعمال الإسرائيلية الإجرامية في غزة والاعتداءات غير القانونية على الدول المجاورة تؤدي إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط بأكمله ويجب أن تتوقف فوراً.

وأضاف أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على دولة قطر يمثل مثالاً جديداً على السياسات المتطرفة التي يتبعها نتنياهو، مشدداً على ضرورة اتخاذ موقف واضح يضع حدوداً لتلك الانتهاكات التي تتعارض مع القانون الدولي والدبلوماسية السلمية.

مبادرة ترامب

ورحب الأمين العام بالمبادرة التي قدمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، واصفاً إياها بأنها خطوة مهمة نحو وقف العنف واستعادة الاستقرار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، مؤكداً في الوقت نفسه أن السلام الدائم يجب أن يقوم على العدالة والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الأمم المتحدة.

وأشار البديوي إلى أن رؤية مجلس التعاون للأمن الإقليمي ترتكز على بناء علاقات ستراتيجية لمعالجة بؤر التوتر وضمان أمن إمدادات الطاقة واستقرار الأسواق وتعزيز أمن الملاحة البحرية والحفاظ على نظام منع الانتشار النووي.

نزاعات إقليمية

ولفت إلى أن النزاعات الإقليمية الراهنة تؤثر بشكل مباشر على قطاعات حيوية تشمل حرية الملاحة في المضايق البحرية العالمية، ومشاريع الطاقة والربط القاري، فضلاً عن الاستثمارات الخليجية التي لعبت دوراً محورياً في التنمية الاقتصادية العالمية، مشيرا في هذا الصدد إلى وجود ثلاثة من أهم المضايق البحرية العالمية في منطقتنا، وأي تهديد لها يعطل حرية الملاحة الدولية في أنحاء العالم؛وكذلك مشاريع الطاقة والربط القاري التي تمر عبر منطقتنا، وكثير من المشاريع الحيوية لأمن الطاقة الأوروبي تباطأت أو توقفت نتيجة الأزمات المستمرة.

وأكد أن استثمارات دول مجلس التعاون لعبت دوراً محورياً في التنمية الاقتصادية العالمية لعقود، حيث اعتمدت عليها دول عدة، وأسهمت هذه الاستثمارات في تمويل البنى التحتية الحيوية وبناء مؤسسات في الدول النامية، فضلاً عن دورها في تعزيز أمن الطاقة والاستقرار المالي في الدول المتقدمة.

النووي الإيراني

وحذر البديوي من استمرار الغموض في الملف النووي الإيراني، مؤكداً أن التصعيد الأخير والهجمات الإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية شكلت تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، داعياً طهران إلى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووقف مستويات التخصيب العالية.

حرب أوكرانيا

وفيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، أوضح أن مجلس التعاون تبنى موقفاً قائماً على مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مؤكداً أن الحل السياسي والحوار هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة، مشيراً إلى نجاح الوساطات الخليجية في تبادل الأسرى وتقديم المساعدات الإنسانية والإسهام في استقرار الأمن الغذائي العالمي.

وشدد على أن المنتدى الرفيع المستوى يمثل قناة مهمة للتشاور والتنسيق المشترك بشأن الأزمات الإقليمية والعالمية، مؤكداً التزام مجلس التعاون بمواصلة العمل مع الشركاء الدوليين من أجل تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم.