الخبيزي: دعم الكويت للقضية السورية ثابت منذ الأيام الأولى للأزمة
السفير عبدالله الخبيزي متوسطاً غونزالو فارغاس يوسا وماريا ستافروبولو خلال الندوة
“معهد سعود الناصر” استضاف ممثلين لمفوضية اللاجئين
فارس غالب
استضاف معهد سعود الناصر الصباح الديبلوماسي شخصيتين بارزتين من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، هما غونزالو فارغاس يوسا، ممثل المفوضية في سورية، و ماريا ستافروبولو، ممثلة المفوضية في الأردن، اللذين قدما إحاطة انسانية بعنوان “سورية: رحلة العودة والاستقرار والاستجابة في الميدان” تضمن عرضاً شاملاً حول آخر التطورات الإنسانية الخاصة باللاجئين السوريين.
وقال السفير عبد الله الخبيزي: إن الفعالية شهدت حضوراً مميزاً من أعضاء السلك الديبلوماسي والجهات المعنية بالملف السوري، إضافة إلى عدد من الطلبة من جامعة الكويت الذين يحرص المعهد على استضافتهم بشكل دوري تشجيعاً لهم على الاطلاع على مستجدات القضايا السياسية والإنسانية بعيداً عن الإطار التقليدي للمحاضرات الجامعية.
واكد أن المعهد سيواصل فتح أبوابه للخبراء والطلبة وجميع المهتمين بالقضايا الدولية، انطلاقاً من رسالته في نشر الوعي السياسي والدبلوماسي والإنساني، وتعزيز ثقافة المتابعة والتحليل لدى الجيل الجديد.
وأشار الخبيزي إلى أن علاقة الكويت بالقضية السورية “ثابتة منذ الأيام الأولى للأزمة”، واستذكر دور الكويت بين عامي 2013 و2015 عندما استضافت ثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين ساهمت في حشد مليارات الدولارات لدعم المتضررين، مؤكداً أن ذلك الدعم لم يكن التزاماً سياسياً بقدر ما كان تعبيراً عن قناعة إنسانية راسخة بأن من يعاني يستحق الوقوف إلى جانبه. واعتبر أن دخول سورية “مرحلة جديدة” يستدعي تجديد رسالة الكويت للشعب السوري: “الكويت إلى جانبكم”.
من جانبه، قال ممثل المفوضية في سورية، غونزالو فارغاس يوسا: إن سورية تمر اليوم بـ”لحظة تاريخية ومفصلية”، مشيراً إلى أن التغييرات التي شهدتها البلاد في ديسمبر الماضي تركت أثراً بالغاً على السوريين داخل سوريا وخارجها، لافتا الى أن وجوده في الكويت “شرف كبير”، لجهة الدور المحوري الذي لعبته الكويت لعقود في دعم العمل الإنساني.
وأوضح أن سقوط النظام السوري السابق في 8 ديسمبر وتشكيل حكومة انتقالية جديدة شكّلا تحولاً مهماً أعاد قدراً من الأمل والثقة للسوريين، وهو ما انعكس مباشرة في حركة العودة الطوعية، حيث عاد نحو 1.3 مليون سوري خلال عام واحد من دول الجوار، إضافة إلى عودة مليوني نازح داخلياً. ووصف هذا الرقم بأنه “أحد أكبر حركات العودة التي شهدتها المنطقة خلال عقود”، متوقعاً استمرار وتيرة العودة خلال 2026 إذا استمر التحسن القائم.
وفي المقابل، شدد على ضرورة احترام حق مَن يفضّلون البقاء في دول اللجوء، مؤكداً أن عودة السوريين تشكل ركناً أساسياً في تعافي المجتمع السوري بعد 14 عاماً من النزوح. ولفت إلى حالات عاد فيها لاجئون ليجدوا منازلهم مشغولة من جيران فقدوا بيوتهم، مؤكداً ضرورة وضع حلول منهجية لتفادي النزاعات.
وأوضح أن برنامج المفوضية يقدم مساعدات تشمل إصلاحات بسيطة للمساكن ومنحة نقدية قدرها 600 دولار للأسر الأكثر ضعفاً، إضافة إلى دعم قانوني للحصول على الوثائق الشخصية وإعادة تأهيل مكاتب السجل المدني والدوائر العقارية.
وأشار يوسا إلى الانفتاح الدولي المتزايد تجاه سورية، معتبراً أن تخفيف العقوبات سيساهم في جذب الاستثمارات وإطلاق مشاريع التعافي، لكنه شدد على أن هذه النتائج ستحتاج سنوات لتصل إلى المواطنين، ما يجعل الدعم الإنساني المستدام ضرورة ملحة.
من جانبها، قدّمت ممثلة المفوضية في الأردن، ماريا ستافروبولو، عرضاً مفصلاً حول أوضاع اللاجئين السوريين في المملكة وتطورات نوايا العودة خلال العام الماضي. وبدأت حديثها بالتعبير عن شكرها لحكومة الكويت على دعمها المستمر واحتضانها لأعمال الاجتماع، مؤكدة أن الأردن يواصل القيام بدور استثنائي كإحدى أهم الدول المستضيفة للاجئين.
وأوضحت ماريا أن التطورات في سورية انعكست فوراً على اللاجئين في الأردن، حيث تلقت المفوضية اتصالات في اليوم التالي للتغيير السياسي في سوريا من لاجئين يرغبون بالعودة. وأكدت أن 173 ألف لاجئ مسجلين لدى المفوضية عادوا بالفعل خلال عام واحد، وهو ما يمثل نحو ثلث اللاجئين المسجلين في الأردن.
ولفتت إلى أن قرار العودة “شخصي للغاية”، موضحة أن أغلبية اللاجئين ترغب بالعودة يوماً ما، لكن فقط خمسهم يفكرون بالعودة خلال عام وفق آخر الاستطلاعات، وهو ما يشير إلى استمرار حاجة الأردن إلى دعم دولي قوي وثابت.
الكويت الان ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

