العوضي افتتح مؤتمر 'طب الأطفال': نولي اهتماماً كبيراً ومبكراً بصحة الطفولة

– تعزيز التكامل الصحي الخليجي وتوحيد الجهود لتطوير البرامج الوطنية

– البديوي: اللقاحات ساهمت بخفض معدل وفيات الرضع بنسبة 45%

– أكثر من 10 ملايين شخص في دول مجلس التعاون دون سن الـ20

أكد وزير الصحة د. أحمد العوضي أن دولة الكويت أولت اهتماماً كبيراً ومبكراً بصحة الطفولة، انطلاقاً من قناعتها الراسخة بأن بناء الإنسان يبدأ من رعاية الطفل منذ نشأته الأولى، إلى جانب دعمها المستمر للبحث العلمي والتدريب والتعليم الطبي المستمر.

جاء ذلك خلال رعايته، اليوم، انطلاق أعمال المؤتمر الخليجي الأول لطب الأطفال الذي تستضيفه دولة الكويت، وبحضور أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي، ومشاركة نخبة من الأطباء والمتخصصين من دول مجلس التعاون وعدد من المراكز والمؤسسات الطبية العالمية.

تكامل صحي

وأضاف أن انعقاد هذا الحدث الطبي يأتي تتويجاً لمسيرة طويلة من التعاون البنّاء بين الأشقاء في دول الخليج، ويجسد الرؤية المشتركة نحو الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية المقدمة للأطفال باعتبارهم الثروة الحقيقية وعماد المستقبل المشرق للأوطان.

وأكد العوضي أن المؤتمر يعكس الحرص المشترك على تعزيز التكامل الصحي، وتوحيد الجهود لتطوير البرامج الوطنية لرعاية الأطفال، وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة بين الدول الشقيقة.

وأوضح أن المؤتمر يهدف إلى إتاحة منصة علمية تجمع نخبة من رؤساء الجمعيات الخليجية، والخبراء، والاستشاريين، والأكاديميين من مختلف المؤسسات الصحية والجامعات والمراكز البحثية، لمناقشة أحدث الأبحاث والاكتشافات العلمية في مجال طب الأطفال، واستعراض أبرز التحديات الصحية التي تواجه الطفل الخليجي وسبل الوقاية والعلاج المبكر، بما يسهم في تعزيز صحة وسلامة الأجيال القادمة.

وذكر أن هذه المؤتمرات العلمية تمثل فرصة ثمينة لتعزيز التواصل بين الخبراء، وتوسيع آفاق التعاون الأكاديمي والبحثي، وإطلاق المبادرات المشتركة التي تخدم الأهداف الصحية والتنموية الخليجية.

تعاون خليجي

من جانبه، أكد أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي في كلمته أن المؤتمر خطوة رائدة في مسار التعاون الصحي الخليجي، ومنصة علمية تعكس التزام دول المجلس بجعل صحة الطفل الخليجي ضمن أولويات رؤاها المستقبلية باعتبارها استثماراً ستراتيجياً في الإنسان والتنمية.

وقال البديوي إن قادة دول مجلس التعاون يولون صحة الإنسان أهمية كبرى، باعتبارها ركيزة أساسية للتنمية، مبيناً أن المنظومات الصحية في دول المجلس تضم حوالي 863 مستشفى و3400 مركز ومجمع صحي، بما يعزز كفاءتها وجاهزيتها لتلبية احتياجات المواطنين والمقيمين.

وأوضح أن صحة الطفل تمثل حجر الأساس في بناء المجتمع الخليجي، إذ يبلغ عدد الأطفال في دول المجلس حتى عام 2023 نحو 9.7 مليون طفل دون سن 14 عاماً، إضافة إلى 2.2 مليون شاب وشابة من 15 إلى 19 عاماً، وفق بيانات المركز الإحصائي الخليجي، مؤكداً أن صحة هذه الفئة تعد من أهم أولويات دول المجلس كونها الثروة الحقيقية وعماد التنمية المستقبلية.

وأضاف أن دول المجلس تنفذ العديد من البرامج والمبادرات المعنية بصحة الأطفال واليافعين، بما في ذلك الحملات الوقائية والتوعوية التي أسهمت في الحد من الأمراض وتحسين جودة الحياة، مشيراً إلى أن اللقاحات ساهمت بنسبة 45 في المئة في خفض معدل وفيات الرضع خلال العقود الخمسة الماضية، إلى جانب إطلاق مبادرات نوعية مثل حملة (تنفس بوعي) للحد من أمراض الجهاز التنفسي كالربو.

فعاليات خليجية

وبيّن أن وزارات الصحة في دول المجلس تولي اهتماماً متزايداً بالصحة النفسية لليافعين، فضلاً عن تنظيم الأيام والأسابيع الخليجية المتخصصة مثل (اليوم الخليجي للطفل)، و(اليوم الخليجي للتطعيمات)، و(الأسبوع الخليجي للسكري)، و(الأسبوع الخليجي للتوعية بأمراض القلب والأوعية الدموية)، التي تسهم جميعها في بناء الوعي المجتمعي وترسيخ السلوكيات الصحية والوقائية.

وأشار إلى أن العمل الصحي الخليجي لا يقتصر على التوعية فقط، بل يشمل منظومة متكاملة ضمن الستراتيجية الخليجية الصحية (2026 – 2030) التي تهدف إلى تطوير البنية الصحية وتحقيق الأمن الصحي الخليجي.

وأكد أن المؤتمر الخليجي الأول لطب الأطفال يواكب توجهات دول المجلس في تعزيز التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالصحة، مشدداً على أهمية الابتكار والبحث العلمي في تطوير طب الأطفال.

أمراض الطفولة النادرة

ودعا المختصين إلى تعزيز البحث في أمراض الطفولة النادرة وصحة المراهقين، واستثمار الذكاء الاصطناعي في التشخيص والعلاج، إلى جانب تبادل البيانات والخبرات بين المراكز المرجعية الخليجية لبناء منظومة قائمة على الأدلة العلمية.

توحيد الجهود

بدورها، قالت رئيس رابطة طب الأطفال الكويتية، رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، د. سندس الشريدة، في كلمتها إن المؤتمر يركز على ثلاثة محاور رئيسية هي: التعاون والتكامل الخليجي في تطوير الممارسات الطبية الموحدة، والابتكار والتحديث العلمي بما يواكب التطور العالمي في مجال طب الأطفال، إضافة إلى تمكين الكفاءات الخليجية الشابة من الأطباء والممرضين والباحثين عبر التدريب والمشاركة الفاعلة في الجلسات العلمية وورش العمل.

وأوضحت أن المؤتمر يتضمن 15 جلسة علمية تحتوي كل منها على ثلاث إلى أربع محاضرات، إضافة إلى 14 ورشة عمل متخصصة، بمشاركة أكثر من 64 محاضراً من المنطقة ومن أوروبا وأميركا وآسيا، مشيرة إلى أن المؤتمر يشكل فرصة مهمة لتوحيد الجهود الخليجية في مواجهة التحديات الصحية المتزايدة التي تواجه الطفل الخليجي.

محطة تاريخية

من جانبها، أكدت رئيسة جمعية الإمارات لطب الأطفال وحديثي الولادة، ورئيسة اتحاد جمعيات طب الأطفال العربية، د. انتصار الحمادي، أن انعقاد المؤتمر الخليجي الأول لطب الأطفال في دولة الكويت يمثل محطة تاريخية مهمة في مسيرة التعاون الطبي الخليجي، ويجسد روح الوحدة والتكامل بين دول مجلس التعاون نحو بناء مستقبل صحي أفضل لأطفال المنطقة.

وقالت الحمادي في كلمتها خلال حفل الافتتاح إن هذا المؤتمر يجمع نخبة من أطباء الأطفال والخبراء والمتخصصين من مختلف دول الخليج، بهدف توحيد الجهود وتبادل الخبرات والمعارف لخدمة صحة الطفل الخليجي، مؤكدة أن التعاون العلمي المشترك هو حجر الأساس في تطوير طب الأطفال والارتقاء بجودة الرعاية المقدمة.

وأعربت الحمادي عن تقديرها العميق لدولة الكويت على استضافتها لهذا الحدث الخليجي المتميز، مشيدةً بجهود اللجنة المنظمة بقيادة د. سندس الشريدة، رئيسة المؤتمر ورئيسة رابطة أطباء الأطفال الكويتية، لما بذلته من عمل منظم ورؤية علمية متكاملة قدّمت نموذجاً مشرفاً للنجاح الخليجي في تنظيم المؤتمرات الطبية المتخصصة.

وأضافت أن المؤتمر يأتي تأكيداً على أهمية العمل الجماعي في رسم خريطة موحدة لتطوير الخدمات الصحية للأطفال في دول الخليج، وتعزيز مسيرة التعليم الطبي المستمر، وتحديث الممارسات المبنية على الأدلة العلمية، بما ينعكس إيجاباً على صحة الأجيال القادمة.

وشددت الحمادي على أن هذا الحدث ليس مجرد مؤتمر علمي، بل هو رسالة تعاون وأخوة تجمع بين أبناء المهنة في دول مجلس التعاون، وتسهم في ترسيخ روابط الشراكة العلمية والإنسانية من أجل مستقبلٍ صحيٍ أكثر إشراقاً لأطفال الخليج والوطن العربي.